محمية (جثمون) بحضرموت.. ثروة تستنزف وقوانين تستباح..شرات السلاحف تذبح في يوم واحد في ظل غياب رقابة السلطة المحلية

> كتب/ ناصر المشجري

> محمية (شرمة) في مديرية الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، أو كما تعرف لدى أهل المنطقة وفي كتب المؤرخين (جثمون) تُعد واحدة من أروع وأجمل المواقع البحرية لما تتميز به من شواطئ نادرة ومتفردة ومواقع جذابة منحها امتيازات سياحية مذهلة.
تقع محمية (جثمون شرمة) التي تزيد مساحتها عن سبعة وخمسين كيلو متر على سواحل البحر العربي، وهي تكتنز بذلك الكثير من الثروات البحرية إذ يوجد في أعماقها أفضل وأغنى الأعشاب والشعاب المرجانية التي تتغذى عليها السلاحف والأسماك والجمبري، كما أنها تعتبر أحد كنوز الأرض، و(مملكة خاصة بالسلاحف الخضراء) التي تعد من الأنواع النادرة في العالم، ولهذه الميزة والخاصية قررت الحكومة اليمنية اعتمادها في العام 2001 م كمحمية طبيعية في محافظة حضرموت.
* محمية بلا حماية
على الرغم أن محمية جثمون (شرمة) تُعد وفق قوانين الحكومة اليمنية واحدة من المحميات الطبيعية في الجمهورية، إلا أن هذه المحمية في الحقيقة ليس كذلك وكل ما في المحمية من ثروات وكائنات تتعرض للعبث والتدمير والاستنزاف الجائر، ولم تجد من يتولى تنظيم الدخول إليها أو إرشاد وتوجيه مرتاديها وإلزامهم بضوابط المحمية.
يوضح المواطن صالح غبيش: “أن هناك استنزاف كبير للثروة والسلاحف - على وجه الخصوص - التي باتت تتعرض للإبادة من خلال قيام مرتادي وزوار المحمية من الشباب في رحلاتهم اليومية والأسبوعية بذبح أعداد كبيرة من السلاحف بمختلف أنواعها وفي مختلف المواسم، لعدم وجود الرقابة من الجهات المعنية والسلطات المحلية التي لم تقم بتفعيل القوانين والإجراءات على مرتادي الجزيرة، وفي ظل غياب تام للشرطة المختصة لحماية المحمية، الذين لايؤدون واجبهم، وعدم تواجدهم في المحمية في كثير من الأحيان”.
* أصدقاء البيئة تتدخل
ما تتعرض له المحمية من اعتداءات جائرة من قبل مرتاديها وغياب أي دور حقيقي حكومي، دفع عدد من النشطاء في المحمية الأخذ على عاتقهم مهمة حمايتها من أيدي العابثين والمتجاوزين للحدود المسموح بها داخل المحمية، بالإضافة إلى ضبط كثير من المخالفين، ولكن لعدم وجود قوانين رادعة للمخالفين، لجأ الفريق إلى توعية الرواد من خلال عقد دورات توعية حول الموضوع، والرقابة لمن يتواجد في مساحة المحمية.
يوضح أحد نشطاء أصدقاء البيئة: أنه “تم في مرات كثيرة ضبط مرتادين يقومون بذبح جماعي للسلاحف والعبث بمخابئ البيض، وقد تم إبلاغ الأمر إلى فرقة أفراد الحماية، لكن ولعدم تجاوبهم معنا دخلنا في إشكاليات مع المخالفين”.
ولفت إلى أن “عملية ذبح السلاحف وبطريقة جماعية مستمرة، - حيث يتم التمادي أحيانا بذبح نحو خمسين سلحفة في اليوم الواحد، وكسر مايزيد عن مائة بيضة من بيض السلاحف - سيشكل خطرا حقيقيا يهدد بانقراض هذه الثروة البحرية من المحمية والشواطئ البحرية القريبة”.
وتسعى فرق المتطوعين واللجان الشعبية جاهدة للحفاظ على الأحياء البحرية الواقعة في نطاق (شرمة)،بعد أن تركتها الجهات المختصة مستباحة ومعرضة للاستنزاف المتواصل.
* منتجع سياحي طول السنة
لم تقتصر مميزات محمية(شرمة) بكونها تحتوي على أنواع نادرة من السلاحف،ولكنها تتمتع أيضا بشواطئ رملية ومياه بحرية هادئة، وجروف صخرية وأودية وتلال رسوبية تحيط بها، ما أهلّها أن تكون اليوم منتجعاً سياحياً هاما يقصده الباحثون من كل مكان للراحة والاستجمام والترويح عن النفس.
لهذا ينبغي على الجهات ذات العلاقة استثماره بشكل أمثل لتحقيق عائدات مالية للإنفاق على متطلبات التنمية كون السياحة صناعة في عالم اليوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى