حكومة لكل مواطن

> حسن عياش:

> حتى لو شكل كل حزب يمني حكومة لحاله وسارت البلد بألف حكومة وحكومة، فإن المشاكل لن تنتهي وسوف تبقى المناكفات قائمة، والضرب تحت الحزام شغال، كما أن صحافة الكيد لن تغلق أبوابها أمام تلك المصادر التي تهرف بما لا تعرف، وتصر على أن تدلي بدلوها في أمور من نسج الخيال وأخرى لا يستسيغها حتى الخيال ذاته، وسيبقى وضع المواطن - الذي يفترض أن تلك الأحزاب منه وإليه- كما هو، وعلى المتضرر اللجوء إلى (الحسبنة) و(الحوقلة) أو أن يكلم نفسه وذلك أضعف الإيمان؛ ولأن حكومات الأحزاب لم ولن تتفق أقترح، أنا المواطن الواضح اسمي أعلاه، أن يختار كل مواطن حكومته بنفسه ويعمل له مالية ونفط وبترول وديزل على كيفه، يوفره وقت (التخزينة) ويعدمه بعد (النجعة) على طول، كما سيكون للمواطن كهربته يطفيها ويلصيها و(يكربن) عداداتها بكيفه، وإن ضاقت به الحال أو طفشت به أم العيال (يديها طلقتين) - الكهرباء وليس أم العيال ويخرجها عن الخدمة من أجل زوجته تحرق وفي عرقها تغرق وتعرف أن الله حق وأن طاعة الزوج عبادة.
وباعتبار أن مشاكلنا أكبر من الديزل والكهرباء. يستطيع المواطن أن يملأ بيته (مطبات) من غير ما يقول له أحد كلمة، وإذا ضاق ذرعا بالحكومة يقيلها ويشكل حكومة كفاءات هو رئيسها وهو كل قوامها وهو الناطق والسكرتير، وأهم شي يكون هو المحاسب الذي يدفع بدل جلسات وما إلى ذلك، وكل ذلك في دقائق وخلال جلسة مقيل واحدة، ويا حبذا لو كانت يوم الراتب الظهر وتحديدا قبل ما يروح البيت ويقابل أهل البيت وما أدراك ما أهل البيت!.
في ظل حكومة المواطن الواحد يملك هذا المواطن أن يحتج وإذا أحب (يحرق تاير) أو اثنين ما فيش مانع، وأن يقرح (رصاص يلعلع) وإن أحد اعترضه (برضه يلعلع)، ولو جاره حاول ينصحه، على طول (يبطحه)، ثم يصدر بيانا (حناني طناني) يؤكد فيه أن حريته صودرت ويزيد على البيان كلمتين فيها تهييج وإثارة للمشاعر (الثورية) لزوم التعاطف الخارجي.. واشهدي أيتها الدول الراعية.
اعتقد أن حل (حكومة لكل مواطن) معقول للخروج من (اللخبطة) الحالية وضبابية الرؤية التي تكاد تعم المواقف الحزبية، ناهيك عن التضارب الحاصل في تلك المواقف المتطرفة ليلا والمعتدلة نهارا، التي مع الرئيس وضد الرئيس في الوقت ذاته، وتؤيد الجيش والأمن ثم تزغرد في جنائز شهدائه، ربما يكون الحل في أن يحكم كل مواطن نفسه حتى لا يصبح هذا المواطن ضحية كيد سياسي، أو ضحية لمواقف يدعي أصحابها أنهم مع الوطن وفي خدمة المواطن وهم في الحقيقة في مقدمة أسباب الخراب الذي يعلم الله وحده أين ومتى سيتوقف؟ ثم إن المواطن (المضطرب) الذي لا يدري أين يذهب؟ وبمن يستجير؟ سوف يوفر على نفسه عناء البحث ويستطيع أن يفهم لمن سيهتف؟ وعلام سيتجمهر؟ وما هو الهدف الذي سيخرج من أجله؟، بدلا من نزوله إلى الشارع احتجاجا على انطفاء الكهرباء ليجد نفسه في حفلة زار مع غرباء يدمرون كل ما يصادفهم تحت شعار الغضب الجماهيري العارم.. كما أن كافة أفعاله الاحتجاجية ستصبح من بنات أفكاره وليست “لقيطة” من “ملجأ” هذا الحزب أو تلك الجماعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى