ثلاثية المعاناة في الشهر الفضيل بحوطة لحج : الكهرباء والماء والنظافة

> استطلاع/ هشام عطيري:

> لم يعلم أطفال الحوطة بلحج بأنهم عندما قاموا بتزيين منازلهم وحاراتهم وشوارعهم استقبالا للشهر الفضيل بمختلف الإنارات الملونة والأشكال الورقية المختلفة، كظاهرة تشهدها المدينة فرحا بشهر رمضان الكريم - لم يعلموا أنهم سوف يعانون أشد المعاناة مع ثلاثية المياه والكهرباء والنظافة التي اشتدت وطأتها مع بدايات أيام شهر الرحمة والمغفرة.
*أزمة المياه تكرار للمشهد كل يوم
يتكرر المشهد كل يوم في أنحاء المدينة مع أزمة المياه التي يتمنى كل مواطن أن تنتهي بأي لحظة، خاصة مع أحاديث المختصين بأن استكمال إنجاز الخزان البرجي وربطه بالشبكة سوف يساعد في التخفيف بشكل كبير من أزمة المياه التي يعاني منها المواطنون دون أن يُعلم متى سوف تنتهي أعمال الربط للخزان رغم توجيهات المحافظ لمدير مديرية الحوطة لتوفير مبلغ مالي لاستكمال الأعمال في الخزان، والبدء بالضخ للمدينة والناس منتظرين هذا الأمل.
نعود إلى المشهد في المدينة برمضان، فقد زادت حركة السيارات التي تنقل المياه عبر خزانات خاصة لتموين المواطنين بالمياه في ظل أزمة تعاني منها، ولن نقول المدينة بأكملِها، بل عدد من حاراتها ذات الكثافة السكانية والتي لم تصل إليهم المياه منذ سنوات طوال، وبعضهم منذ أسابيع وأشهر مضت، حيث يستعينون بالسيارات لجلب المياه بمبالغ مالية معروفة لسد حاجتهم، فيما تشاهد العديد من الأطفال يتنقلون من حارة إلى حارة ومن مسجد إلى مسجد للبحث عن الماء حتى وصل بعضهم إلى بيوت الله للتموين بالمياه.
يقول بعض المواطنين: " إنهم يعانون أشد معاناة خاصة مع الشهر الفضيل بسبب عدم وصول المياه إلى منازلهم" رغم أن بعض المختصين في المؤسسة يقولون أن المياه أصبحت متوفرة، ولكن غير صحيح فهناك حارات حسب قولهم لم تصلها خدمة المياه منذ شهور مضت .
مؤسسة المياه حسب قول بعض مسؤوليها غير قادرة على التحكم بالمياه في مدينة الحوطة بسبب مشاكل تعرض لها العاملون مما أدى إلى قيام المواطنين أنفسهم بوضع جدول يوزع المياه بين الحارات بالتساوي أثناء ضخ المياه من الحقل إلا أن المياه لاتصل إليهم حسب قول بعض المواطنين؛ لتستمر معاناتهم ومشاكلهم دون حل خاصة مع أحاديث قيادات في مؤسسه المياه عن ضعف الإيراد وامتناع غالبية المشتركين من سداد قيمة الاستهلاك الشهري الذي بدورة أثر على إمكانية دفع المرتبات للعاملين بشكل منتظم، وتقديم الخدمة للمواطنين بشكل أفضل.
انقطاع الكهرباء في لحج
انقطاع الكهرباء في لحج
* الكهرباء والانقطاعات المستمرة
الكهرباء ومع بداية الشهر الفضيل زادت انقطاعاتها عن المدينة لتصل إلى عدة ساعات في اليوم، حيث تسبب هذا في زيادة معاناة الناس رغم وجود طاقة مشتراة تغذي المدينة، لكن دون فائدة فالانقطاعات مستمرة، وتبريرات المختصين بالعجز الحاصل في الطلب المتزايد على استهلاك الكهرباء، فيما الطاقة المشتراة لا تغطي كل المدينة وضواحيها بشكل كامل .
المواطنون عادوا إلى إنارة منازلهم بالطريقة القديمة فيما استعان آخرون بالمولدات الكهربائية التي تصدح أصواتها من كل مكان بالمدينة، ومواطنون آخرون وجدوا ضالتهم في النوم خارج المنازل خاصة مع الحر الشديد الذي تشهده المدينة.
وضعُ الكهرباء في المدينة لا يسر بسبب أعمال الربط العشوائي التي أدت إلى احتراق كيبلات وأعطال في محولات كهربائية، وشبكة كهربائية لم تشهد أي تغيير أو تطوير في المدينه منذ عقود مضت .
الاسلاك الكهربائية مازالت تشكل خطر على المواطنين
الاسلاك الكهربائية مازالت تشكل خطر على المواطنين
ومع بداية الشهر الفضيل زادت الانقطاعات للتيار الكهربائي بسبب وجود أعطال في بعض المواقع، تؤدي إلى انقطاع كامل للتيار عن المدينة أثناء العمل؛ تخوفا من أعمال ربط عشوائية تتسبب في تضرر عمال الكهرباء أثناء عملهم في الموقع .
أحاديث المسؤولين في السلطة المحلية الذين طالبوا بتصحيح وضع المؤسسه وتحسين وضع الطوارئ لم يتم تنفيذها، حتى وصل الأمر أثناء نزول أحد الفرق بعدم وجود مواد لعملية الربط ( التيب) مما استدعى قيام مواطنين بشرائه، ناهيك عن قضايا أخرى تحتاج إلى مجلدات حول وضع الكهرباء في المدينة وحالها في المؤسسة بالمحافظة.
وضعُ الكهرباء في الحوطة لا يسر، فقد وصلت عملية الانقطاعات في اليوم إلى حوالي 8 ساعات يوميا لتغطية العجز، كما إن الشبكة تعاني من وضع مترد ولم يطر عليها أي تغيير منذ زمن لتزيد المعاناة مع عمليات الربط العشوائي من قبل بعض المواطنين بمساعدة عمال الكهرباء أنفسهم.
المؤسسة تحتاج إلى تصحيح أوضاعها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع توفير كافة متطلبات العمال وخاصة الطوارئ.
القمامة متكدسة في الاحياء البسيطة
القمامة متكدسة في الاحياء البسيطة
* تراكم للقمامة بصورة يومية
صورة تتكرر كل يوم في المدينة، وهي تراكم القمامة في شوارع وحارات المدينة التي أصبحت منظرا اعتاد عليه الناس كل يوم، حتى تحولت إلى بورة استيطانية خطرة للكثير من الأمراض المعدية، فلا تجد صندوق النظافة يقوم بعملية نقل المخلفات بشكل منتظم؛ الأمر الذي جعل المواطنين يحرقون تلك المخلفات رغم خطورتها، خاصة مع انبعاث الدخان وما يسببه على الأسر الساكنة بالقرب من تلك المواقع.
* سؤال
شهر رمضان مع أيامه الأولى، أزمة مياه، وانقطاع مستمر للكهرباء، وتراكم للقمامة يعاني منه المواطنون في مدينة الحوطة بلحج فهي حديث كل الناس في الشهر الفضيل، وسؤالهم: متى ينتهي هذا الوضع المزري؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى