> عدن «الأيام» محمد رائد محمد:

  • صندوق النظافة يطلب مختصين لإجراء تحقيقات والأمن يضبط 20 متهمًا من المهمشين
> ما زالت الأدخنة السامة تنبعث في مقلب بئر النعامة للمخلفات والكائن بمديرية البريقة في العاصمة عدن بالتزامن مع موجة حر مرتفعة تشهدها المدينة.


وفي هذا الصدد تم إلقاء القبض على عشرين شخصا من فئة المهمشين تنفيذًا لتوجيه أصدره مدير عام مديرية البريقة د. صلاح يحيى الشوبجي إلى الأجهزة الأمنية والمتضمن ضبط المتسببين في حرائق بموقع تجميع القمامات.


من جانبها أكدت السلطة المحلية بمديرية البريقة بأنها خاطبت وتتابع كل الجهات المعنية لضرورة وضع حد نهائي لظاهرة انبعاثات الأدخنة جراء الحرائق التي تندلع بين الحين والآخر بمقلب القمامة في بئر النعامة والتي تتسبب بتلوث الهواء وتؤثر على البيئة.


وبيَّـن محلي البريقة أن الأسوأ من تلك الحرائق حدوث الكثير من حالات الاختناق بين أوساط السكان.

من جهٍة أخرى تبذل فرق الدفاع المدني جهود مضنية لإطفاء تلك الحرائق منذ أن بدأت تندلع لأول مرة عند الساعة الثاني عشرة من ظهر يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025م، وما أن حلت ليلة ذلك اليوم إلا وكانت سماء عدن مغطاة بالهواء المزعج والذي تسبب وقتها بحالة فزع لدى أهالي عدن.


وشاركت في عملية الإطفاء سيارات تابعة لصندوق النظافة من (بوز) المياه والغرافات وقاطرات المخلفات، وما تزال الفرق مستمرة في إطفاء الحريق الذي توسع بسبب الرياح الشديدة.

أما صندوق النظافة وتحسين العاصمة عدن والذي يُـشرف على مقلب بئر النعامة فقد أعلن في بيان رسمي صدر عنه يوم الخميس 22 مايو 2025م أنه سيقوم بطلب مختصين من حماية البيئة والجهات المختصة الأخرى مع مختصين من الصندوق للبدء في التحقيق وكشف الأسباب التي أدت إلى حريق المقلب.


كما حذَّر صندوق النظافة المواطنين القاطنين بالقرب من المقلب، وخاصة ما يسمى بـ (النباشين) الذين يدخلون إلى المقلب لنبش المخلفات للبحث عن التوالف والحديد، من الاقتراب من المقلب حفاظًا على سلامتهم الشخصية، منبهًا المخالفين بأن الصندوق لا يتحمل مسؤوليتهم في حال مخالفتهم لهذا التحذير.


إلى ذلك أرجع مدير إدارة المقالب في صندوق النظافة إحسان علي أسباب الحريق إلى ارتفاع درجة حرارة الجو، وكذا تفاعل غاز الميثان، بالإضافة إلى النباشين، ووجود ولاعات بين المخلفات.

ويعتبر مقلب بئر النعامة المكان الرئيس لتفريغ جميع مخلفات مديريات العاصمة عدن ويستقبل يوميًا نحو أكثر من 250 شاحنة محملة بالنفايات لتتجاوز حمولتها في بعض الفترات كشهر رمضان المبارك وأيام الأعياد الألف طن، وهو ما يزيد من احتمالية استمرار الحرائق لاحتواء المقلب على كميات مختلفة من المخلفات وقابلة للاشتعال.


ورغم قيام عربات الإطفاء التابعة للدفاع المدني في العاصمة عدن بمهمة مكافحة الحرائق إلا أن الرياح الشديدة ساعدت على شيوع النار وتوسع رقعة الأدخنة العادمة باتجاه مناطق متعددة في مديرية البريقة.

وبرزت مخاوف كبيرة لدى الأهالي القاطنين في المناطق المجاورة للمقلب نظرًا لاضطرارهم إلى فتح نوافذ منازلهم أثناء انقطاع التيار الكهربائي والذي يستمر لأكثر من 12 ساعة، ليواجههم الكم الكثيف من الغازات السامة والتي تأتيهم كضيف غير مرحب به وخصوصًا عند حلول المساء.


ودائمًا ما تتحدث التقارير الطبية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان من أن مرضي (المكرفس والملاريا) وأمراض الحميات بشكٍل عام تنتج عن مكبات القمامة، وكذلك عند القيام بإحراقها فإن الأدخنة المتطايرة تؤدي إلى إصابة مرضى الربو بالاختناق والتحسس وهذا يزيد من معاناتهم كون الأجواء ملوثة بغاز الـ "كربون" الخطير.

وعلى المستوى المجتمعي تداعت شخصيات في اللجان المجتمعية، وكذا طبية لمعالجة المشكلة من جذورها وفق خطوات مدروسة، مشيرين إلى أنهم بصدد لقاء مدير عام مديرية البريقة د. الشوبجي والذي هو في الأساس طبيب من أجل مناقشته حول هذه المعضلة واستعراض الآثار الناجمة عن وجود هذا المقلب في مديرية البريقة والذي أصبح مصدرًا للتلوث البيئي وتسبب بالعديد من الأمراض والتي أثرت سلبيًا على المواطن.


ودعت الشخصيات المجتمعية لتظافر الجهود من كل المخلصين مع مأمور المديرية للرفع إلى وزير الدولة محافظ العاصمة عدن لتغيير موقع مكب النفايات والبحث عن موقع آخر خارج مديرية البريقة، والدعوة لتشكيل لجنة متابعة مع مدير عام المديرية.