أزمة الديزل تحرم مزارعي ريف تهامة بالحديدة من ثمار هذا العام..المزارع والمحاصيل بريف تهامة في الحديدة تتعرض للتلف وتكبد المزارعين خسائر فادحة

> استطلاع / فتاح المقطري:

> أدّت أزمة المشتقات النفطية الأخيرة، إلى خلق مزيدٍ من المعاناة لدى المواطن اليمني في كافة مجالات حياته المادية والمعيشية، سيما أبناء الريف التهامي بمحافظة الحديدة، التي تضرر منها أبناء المنطقة وفي مقدمتهم المزارعين الذين حرمتهم الأزمة من الحصول على ثمار هذا العام لما أصاب مزارعهم من قحط وعدم قدرة المزارعين على سقيها من الآبار لارتفاع مادة الديزل، واحتكار بيعها في السوق السوداء دون أن تقوم الجهات المعنية بدورها في الحد من هذه المشكلة التي أضحت ظاهرة يكتوي بنارها المواطن البسيط.
أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها البلاد تحولت إلى مصدر دخل وافر لتجار السوق السوداء نظرا لما تعود به من أرباح ومبالغ كبيرة، حتى أصبح الاتجار بها لا يقتصر على فئة بعينها، بل لجأ إليها الكثير من الناس، حيث ينتشرون في الأسواق وعلى طول الطرقات، والضحية هو المواطن.
في رحلتنا التي خصصناها لنقل معاناة الريف التهامي وما خلفته المشتقات النفطية على مزارع المواطنين، من معاناة مضاعفة حيث جعلت الكل يعاني من تعطل أمورهم الحياتية.
تلف وخسائر تلحق بمزارع المواطنين نتيجة انعدام الديزل
تلف وخسائر تلحق بمزارع المواطنين نتيجة انعدام الديزل
* أطفال يبعيون الديزل
عند ذهابنا صادفنا في تلك المناطق طفلا وبجواره (دبتين) من مادة الديزل، كان قد اشتراها لتوه من السوق السوداء في الحديدة بسعر 10000 ألف ريال.
ويوضح الطفل الذي أرهقته عملية تثبيت الدبتين على ظهر السيارة خوفاً من انزلاقها نتيجة لما في الطريق من مطبات وحفر، إذ أنه اضطر لشرائها من السوق السوداء لتشغيل سيارة والده التي توقفت على بعد 650 كيلو من مدينة الحديدة.
وفي منطقة الرباط إحدى قرى الريف التهامي التي أصبحت حقول ومزارع الفل والبطاط يابسة وجافة لعدم تمكن الأهالي من ريها وسقيها بالمياه لعدم توفر مادة الديزل التي تستخدم لتشغيل مكائن شفط المياه من الآبار للمزارع.
* أضرار كبيرة للمزارعين
القرى في منطقة تهامة عريقة ومازالت تتمسك بتاريخها العروبي، فمنها ما يسمى (دير سالم) و(دير الوجيه) وغيرها ، وتعد مزارع (دير مشعف) من المناطق الأكثر تضرراً من أزمة المحروقات، والتي تعد مصدر دخل وحيد لأبناء المنطقة ويعتمدون عليها بشكل كلي في قضاء كل حاجياتهم الحياتية.
وأبناء هذه المنطقة محرومون أيضاً من خدمة الكهرباء، ويستخدم بعضهم المواطير، ولكن ارتفاع مادة الديزل حرمتهم منها أيضاً.
ويحمل أهالي المنطقة (شركة النفط بالحديدة) ما يعانونه نتيجة عدم صرف حصتهم التي كانت تصرفها لمزارعي الريف كما يقولون وذلك لتوقفهم عن الشراء منها، بسبب الزياده المفروضة والتي تقدر بـ 10000ألف ريال، وهذا ما جعلهم يشترون من المحطة التي تقع في المديرية.
ويستغرب الأهالي من عدم توفير محطة لشركة النفط بمنطقة الزيدية وتهميشها في الوقت الذي تم فيه تزويد مديريات أخرى بخدمة هذه المحطات.
ازمة المياه مستمرة والسبب انقطاع الديزل
ازمة المياه مستمرة والسبب انقطاع الديزل
* انعدام الديزل والمياه
وحول معاناة انعدام الديزل والمياه في المنطقة، يوضح المواطن محمد هادي أحد أبناء المنطقة بالقول : "لقد سببت أزمة الديزل لنا الكثير من المعاناة والمشاكل، إذ أننا منذ ما يزيد عن الشهر والنصف لم نتمكن من الحصول على مادة الديزل لتشغيل مولد الإنارة الخاص بالقرية، والذي يعتمد عليه أهالي القرية اعتمادا كليا، فضلاً عن حرمان أهل قرية (برخل) التي توجد بها كثافة سكانية تعاني من انقطاع مياه الشرب بسبب انعدام مادة الديزل، الأمر الذي أجبر الأهالي على تنظيم وقفة احتجاجية طالبوا فيها المحافظ الجديد بتوفير مادة الديزل للمنطقة التي باتت فيها حياة المواطنين معطلة بالكامل".
ونتيجة لانعدام مادة الديزل والإقبال الكبير من الأهالي على مالك الطاحون لطحن حبوبهم يقول المالك: "أنه اضطر إلى تشغيل طاحونه بالجاز وزيت الطبخ والماطور، وأنه لا يبالي بما يسببه الزيت والجاز من أعطال لمعداته ".
* خدمات صحية متردية
وفي قرية (برخل) تزداد معاناة الأهالي الصحية نتيجة رداءة الخدمات والوحدات الصحية التي باتت لا توفر العلاجات والأدوية للمرضى، الأمر الذي أجبر أحد الصيادلة لفتح عيادة في المنطقة لتوفير العلاج للمرضى الذي لا يتحصلون عليه في الوحدات الصحية.
* أرض منهوبة
قرية (ديرعسلة)، قرية ذات أرض زراعية خصبة و كثافة سكانية كبيرة، هي كغيرها من قرى ريف تهامة نالها وأهلها الظلم والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية ، كما إن مزارع المواطنين فيها باتت يابسة لا اخضرار فيها نتيجة حرمان المزارع من المياه لعدم قدرة المزارعين على شراء مادة الديزل لسقي مزارعهم، وفي الجهة الأخرى من المنطقة بدت مزارع خضراء وارفة على عكس ما هو حاصل لمزارع هذه المنطقة، إنها مزارع تابعة للمستثمرين من أبناء محافظة صنعاء وعمران وتعز ، كما يوضح الأهالي فضلا عما حل بأراضي منطقة الزيدية من نهب من قبل المتنفذين كغيرها من أراضي ريف تهامة.
تلف للمحاصيل الزراعية
تلف للمحاصيل الزراعية
* القضاء على المحاصيل
المزارع علوان أبو الغيث أوضح: "أن أزمة الديزل قد قضت على المحصول في مزرعته لهذا العام حيث كانت تستغرق ثلاثة براميل لتشغيل الماء والتي تسقي المزرعة، وقال: "نتيجة لارتفاع أسعار المشتقات النفطية لم نتمكن من توفير مادة الديزل لسقي مزارعنا، الأمر الذي انعكس سلباً على محاصيلنا التي تعد مصدر دخلنا الوحيد".
* مدرسة من فصلين
الإهمال الذي يطال الجانب التربوي والتعليمي هو الآخر يعاني منه أبناء المناطق الريفية لتهامة، فالمدارس في ريف هذه المنطقة قليلة مقارنة بعدد الملتحقين بها.
يقول تربوي في مدرسة العروبة،: "إن هذه المدارس لا تضم سوى فصلين اثنين في الوقت الذي يبلغ عدد الطلاب في الصف الأول 150 طالبا، وهو عدد كبير يعكس حصيلة المستوى التعليمي الضعيف للطلاب، وضعف التحصيل العلمي بشكل عام في المنطقة ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى