تهميش حكومي يطال مستشفى (الوحدة) وكادر متخصص لايؤدي واجبه ..مواطن: الحصول على العلاج يتم بالوساطة، ومدير المستشفى: الميزانية لا تكفي لتوفير احتياجات المرضى

> تحقيق / سليم المعمري:

> مستشفى الوحدة التعليمي (الصداقة - سابقا) بمحافظة عدن، كغيره من المستشفيات والمرافق الحكومية طاله الإهمال والتهميش من قبل الجهات الرسمية، وأضحى قاب قوسين أو أدنى من الإغلاق بعد أن حرم من الميزانية الكافية، وأخفق عن تقديم خدماته بالشكل الذي يرقى إلى حجمه في ظل غياب الرقابة والمحاسبة من الجهات المسؤولة.
ولم يعد مستشفى الوحدة حاليا بتلك الحالة التي عرفناها عنه منذ بداية الوحدة، بعد أن أهمل وهمش خلال السنوات القليلة الماضية من قبل الجهات الرسمية لتكون النتيجة مزيداً من المعاناة والإرهاق المادي والمعنوي للمرضى وأهاليهم على حد سواء.
في هذا السياق توضح إحدى المرافقات لمريضة ممددة بقسم العمليات القيصرية أن رفيقتها "لها ثلاثة أيام وهي ترقد في عنبر العمليات القيصرية، حيث لم تجد أي اهتمام من قبل الموظفين في المشفى سواء الإهمال".
وتضيف لافتة إلى أن "المرضى هنا يعانون عكس ما يسمع عنه من مجانية العلاج وغيره بل أن المريض لا يتحصل على العلاج والفحص الكافي، وإنما يتم اللجوء إلى خارج المستشفى".
وتواصل كلامها مبينة جزء من المعاناة: "الغرفة دون مكيفات والذباب والبعوض منتشر في كل مكان فيه، بعد أن كان هذا المشفى يعتبر من أفضل المستشفيات في البلاد".. مطالبة، الجهات المختصة ممثلة بوزير الصحة بـ "إعادة النظر حول هذا الصرح الصحي الذي طاله الإهمال ما زاد من معاناة المرضى".
* غياب الاختصاصيين
وأوضحت رئيس قسم الطوارئ والتمريض الدكتورة ليلى عراسي أن "الخدمات التي تقدم للطوارئ متوفرة، حيث يستقبل المركز في اليوم 23 حالة"، غير أنها أشارت إلى أن "هناك مشاكل يعاني منها المركز كنقص الكادر الطبي والتمريضي".
وترجع الدكتور عراسي هذا الأمر إلى عدم وجود توظيف جديد في هذا المجال "لاسيما أن المتواجدين حالياً كلهم قدامى" وأردفت: "القسم الواحد لا يوجد به سوى أربعة موظفين في الوقت الذي تكون فيه الحالات المستقبلة كبيرة جداً، ما يسبب ضغطا ومتاعب للممرضين".
وحول موضوع الاختصاصيين، أوضحت عراسي "بالنسبة للاختصاصيين فهم غير متواجدين، وهو يترك أزمة كبيرة بالمركز، فنحن لدينا الدكتور سامي باوزير والدكتور أحمد الدويل، ولكن للأسف وبسبب ارتباطهما بالجامعة تركا العمل، وعندما يتم التواصل معهما فلا أحد يجدهما".
وناشدت في ختام حديثها مكتب الصحة بالمحافظة إيجاد فرص متاحة للتوظيف للكفاءات والكوادر الطبية والتمريضية، بما يغطي حالة العجز الحاصل في القسم.
* لا فرق بين الحكومي والخاص
المواطن ناصر أحمد محمد: يوضح "جئت إلى هذا المشفى مرافقاً لزوجتي التي ترقد في قسم المخاض".
ويضيف" أصبح حال المستشفيات الحكومية اليوم كحال الخاص من خلال الزيادة والمغالاة في تكاليف العلاج لدرجة منافسة المستشفيات الخصوصية، والفحوصات والأدوية تكلفنا الكثير في المستشفى يصل المبلغ أحيانا إلى حوالي خمسين ألف ريال، فضلاً عن إجراء الفحوصات في مختبرات خاصة خارج المستشفى لعدم وفرتها فيه".
واستغرب محمد من انعدام مختبر في المستشفى والذي يعتبر العمود الفقري لكل مركز طبي.
* التلاعب بصحة الإنسان
المواطن موسى محمد إسماعيل شكا عدم المبالاة وقلة الاهتمام من قبل موظفي قسم التمريض تجاه المرضى والزائرين للقسم، ويوضح إسماعيل جانب من معاناته بالقول: "زوجتي على وشك المخاض وقد قمت بإسعافها قبل أيام إلى قسم الولادة، وظلت تنزف في ظل غياب الممرضين والكادر الطبي، الأمر الذي زاد من سوء حالتها".
ويواصل: "عندما تأزمت حالتها عملت لها فحصا بالمختبر التابع لقسم الولادة في المستشفى الحكومي كانت نتيجة الفحص أن كمية الدم "8" وعندما قمت بالفحص في مختبر خاص للتأكد أكثر كانت النتيجة مغايرة تماماً، لقد أصبح حال المرضى وصحتهم مجالاً للتلاعب وعدم الدقة في فحص حالاتهم وصحتهم بمسؤولية ومهنية".
* الوساطة هي السائدة
يبدي المواطن عبدالله عبدربه منصور تذمره من معاناة المشفى بالقول: "إذا كن أعلم أني سألقى هذا الإهمال لكنت ذهبت إلى أي مشفى خاص بغض النظر عن الفلوس".
ويضيف: "أنا هنا منذ أسبوع ولم أستطع معالجة زوجتي، لا يوجد أي فرق بين الخاص والحكومي من حيث العلاجات والرقود والفحوصات"،
معتبرا أن "الوساطة من المشكلات الكبيرة التي يواجهها المرضى، فلا يوجد اهتمام في هذا المشفى إلا لمن له وساطة أو مال"، ويوضح منصور: "زوجتي تعاني آلما قويا، وعندما أدخلتها إلى قسم العمليات أخبروني بأن القسم مملوء، غير أني عندما دفعت ألف ريال لأحد الموظفين حصلت على ما منعت منه سابقا".
* المشفى يعاني عجزا
بدوره أوضح مدير عام مستشفى الوحدة التعليمي الدكتور محمد سالم باعزب أن المشفى "يعاني من شحة الموازنة، نظراً للخدمات المقدمة والتي تغطي كثير من الحالات الوافدة من عدن ومن خارجها"، حد قوله.
وأضاف باعزب: "نعاني من نقص في الموازنة الخاصة بالعلاجات، وهو ما زاد من المعاناة بافتتاح مركز الأورام السرطانية ومركز الغسيل الكلوي، ونحن الآن نعمل قدر الاستطاعة على مواجهة هذا العجز، وفوق كل ذلك لم تتوقف الخدمات في المشفى خلال الفترة السابقة، خاصة أثناء أحداث ثورة 2011م، في ظل قطع الطرقات والعصيان المدني".
وعن تحول الحديقة بالمشفى من متنفس للمرضى والزوار إلى مصدر أساسي للبعوض بعد أن أصابها الإهمال وتحولت إلى مكان لتعاطي القات نهاراً وليلا، قال باعزب: "تم التواصل مع المحافظة لعمل دراسة حول الحديقة التي قدرت تكلفتها بــ 12مليون ريال يمني، لكن مع الأسف لم يتم تنفيذ ماتم إقراره في الدراسة، وقد تواصلنا مرة أخرى مع المحافظة، والذي وعد بتنفيذها من ضمن مشاريع العام القادم".
* مشكلة في التغذية
وعن التغذية المقدمة في المشفى، أشار باعزب إلى أن "الميزانية المخصصة أقل من طلب الاحتياجات، الأمر الذي أثر سلباً على توفير الأغذية المناسبة في المشفى، ولهذا نأمل أن يتم اعتماد موازنة لمركز الأورام السرطانية حتى يخففوا العبء علينا".
وعن الأدوية أوضح أن "يتم توزيعها من خلال ظروف يتم وضع قيمة العلاج فيها والتي يحتاجها المريض وتصل في حدها الأعلى 5000 ريال، وكحد أدني 2500 ريال، مع أن الموازنة التشغيلية للأدوية ثلاثة مليون والاحتياجات تصل إلى تسعة ملايين ريال مما يسبب العجز ولهذا نحن نعمل على توفير الأدوية لأقسام العمليات والطوارئ والإنعاش".
وحول النظافة في المشفى قال: "إن الموازنة لاتكفي والمقدر بـ 800 ألف ريال لأربعين عامل، وهو ما أثر على النظافة، ولحل هذه الإشكالية قمنا بالتواصل مع مكتب المالية، إلا أن الأمر قوبل برفض والذي طالبنا فيه بزيادة الرواتب لعمال النظافة ولكن دون جدوى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى