المديرية تعاني أوضاعا بيئية تهدد حياة المواطنين..مديرية يهر بيافع تفتقر إلى مجلس قضائي يفصل في النزاعات ومكتب لصرف البطاقة الشخصية

> استطلاع/ عنتر الصبيحي:

> مديرية يهر بيافع إحدى المديريات التابعة لمحافظة لحج، ويتجاوز سكانها نحو 38 ألف نسمة، وتقدر مساحتها بنحو 244 كيلومترا مربعا.
وهي مديرية غابت عنها الخدمات لتخلّف للمواطنين ألواناً من المعاناة يتجرعونها بشكل مستمر وفي شتى المجالات الحياتية، لتصبح المديرية وأهلها غرقى في بؤر الفساد الذي يوشك أن يفجر كارثة بيئية وصحية على المواطنين بعد أن بات التلوث والقمامة مسيطرين على المشهد في المديرية في ظل غياب الجهات المسؤولة عن تحمل مسؤوليتها، فضلاً عن الحرمان الذي يعانيه أبناء المديرية من غياب الخدمات الهامة والأساسية بما فيها خدمة الحصول على بطاقة الهوية الشخصية.
لم يتطلب الأمر كثيراً لاستكشاف أوضاع وأوجاع هذه المديرية وأبنائها إذ الأمر والمعاناة جلية وواضحة.
مدينة يهر
مدينة يهر
وعن هذه المعاناة يقول المواطن محمد عبد الحافظ : "منطقة يهر تنقصها العديد من الخدمات وما وينعم به أبنا المديرية من خدمات قلية وبسيطة جداً"، ويضيف: " أبرز معاناتنا تتمحور بحرماننا من بريد خاص بالمديرية يلبي للموظفين والمواطنين خدماتهم بالحصول على مرتباتهم ويخفف عنهم مشقة المواصلات، كما أنهم يعانون من عدم وجود محكمة أو دائرة للقضاء تختص بالفصل في حسم القضايا والخصوم وحل مشاكل المواطنين، فضلاً عن حرمان المواطنين من الحصول على البطائق الشخصية (الهوية) في المديرية ".
ويضيف عبدالحافظ: " فرع الرياضة في المديرية غائب، منذ سنين وشبابنا وأبناؤنا باتوا يلعبون في باحات المدارس، مع أنه يوجد ميدان في المنطقة بحاجة إلى بعض الصيانة والتأهيل، لكن لم يتم الاهتمام أو الالتفات له".
الملعب الوحيد في المديرية
الملعب الوحيد في المديرية
* تلوث بيئي
ويشير المواطن بسام الزغير إلى الوضع الحاصل في المديرية بالقول:“المديرية مزودة بمستشفى، لكن المستشفى يفتقر لأطباء متخصصين،وكذلك للكثير من الخدمات والأجهزة المتطورة”.
ويضيف: “القمامة متناثرة أمام البوابة وباتت تنذر بكارثة بيئية وإنسانية، فضلاً عن طفح المجاري التي تملأ المكان،وما يزيد من معاناة المواطنين هو إحراق القمامة والنفايات بالقرب من المساكن، الأمر الذي يؤدي إلى تلويث البيئة ومضايقة المواطنين”.
ويضيف الزغير: “أما المجاري فحدث ولا حرج، خصوصاً عندما تطفح وسط المدينة بالقرب من المنازل، الأمر الذي يجعل أولادنا عرضة للأمراض الخطيرة، ومع ذلك لم نر الجهات المعنية تباشر في حل هذه المشكلة التي تؤرقنا، خصوصا وأن هذه المجاري أصبحت مرتعا يتكاثر فيه البعوض الناقل للفيروسات ولحمى الضنك”.
القمامة في كل مكان
القمامة في كل مكان
* غياب السلطة
بدوره يوضح المواطن خالد: “أن أبناء مديرية يهر لم يعودوا يعتبرون أنفسهم منتمين إلى الحضر أو إلى الريف، وباتوا يعيشون في مديرية تفتقر لخدمات كثيرة، فالمدرسون محرومون من طبيعة العمل، والشباب يتجرعون مرارة المعاملة وصعوبة الذهاب إلى منطقة لبعوس حال أرادوا الحصول على (بطاقة شخصية)”.
وأضاف: “أن ما تعانيه المديرية من مشكلات وإهمال من قبل الجهات المعنية، وتجاهل تلك المشكلات والقضايا من قبل وسائل الإعلام التي هي الأخرى لم تتحمل مسؤوليتها حيال انتقاد الأوضاع السلبية التي يعيشها أبناء المديرية، وعدم حرصها على نقلها إلى الجهات المعنية”.
النفايات تحتل مساحات واسعة في المنطقة
النفايات تحتل مساحات واسعة في المنطقة
* تعطيل الأراضي الزراعية
أبو صالح شكا من رمي القمامة من قبل المواطنين في مجاري السيول التي تتجمع بكميات كبيرة وتتسبب بأضرار كبيرة حال تساقط الأمطار ونقلتها إلى الأراضي الزراعية التي يصعب على التربة تحليل البلاستيك المنقول إليها، فيضعف إنتاجها للمحاصيل الزراعية لسنين تصل إلى خمسين سنة، كل ذلك يحدث في ظل تجاهل المواطنين لخطورة ما يقومون به من تلويث للبيئة وما ينتجه من أمراض وأضرار على الأهالي في المنطقة والمديرية.
* كلمة أخيرة
تعكس ظاهرة الوضع المتردي في مديرية يهر يافع حقيقة الإهمال وعدم المبالاة من قبل الجهات المعنية في المديرية، حيث بات لسان حال كل مواطن في يهر “يا فصيح لمن تصيح” بينما المسؤولون في المجلس المحلي يكتفون بالنظر ويصمون آذانهم عن سماع آهات ومعاناة الأهالي، فيما تبقى أوضاع البيئة تزداد سوءا وتتكدس أكوام القمامة في كل الأماكن ولا تهتم البلدية بإزالتها، ما دفع بفاعل خير إلى إزالتها،فضلا عن أن مكتب البلدية في المنطقة قد أصبح مهجورا ومرتعا للخفافيش والحشرات ولا يعلم المواطن أين هم موظفو البلدية.
استطلاع / عنتر الصبيحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى