في دمت .. معالم سياحية وثروات طبيعية بأيدي المتنفذين

> تقرير / محسن فضل

> تكتسب مدينة دمت بمحافظة الضالع العديد من المقومات السياحية التي تجعلها محل جذب للكثير من الزوار على المستويين المحلي والعالمي.
وتتركز هذه المقومات في الهضاب البركانية والينابيع الحارة التي يقدر عمرها الجيولوجي بحوالي ١٨ مليون سنة، وأهم هذه الهضاب حرضة دمت التي تسمى (الشولة) وتقع في وسط المدينة، إضافة إلى مصادر الثروة الطبيعية كـ(المياه المعدنية الحارة) التي تتميز بمخزونها الوافر وتعد علاجاً للكثير من الأمراض.
ورغم ذلك إلا أن الجانب السياحي في منطقة دمت يظل مهملا من قبل الجهات الحكومية ولا يحظى بالاهتمام والرعاية اللازمة، ما جعل معالم هذه المنطقة السياحية ومياهها المعدنية الحارة في قبضة وتصرف النافذين من أبناء المدينة الذين يعبثون بخيراتها وينعمون بها لوحدهم.
نظمي زين
نظمي زين
يتحدث مدير مكتب السياحة في دمت نظمي زين الحلقبي بقوله: “إن المدينة لم تعد من المدن الحضارية ولم تعد أيضاً مدينة سياحية بسبب افتقارها للتخطيط الحضاري،وتشوه الكثير من تضاريسها ومعالمها الطبيعية بمظاهر البناء العشوائي الذي أصبح يوشك على القضاء على الساحة العامة في هذه المنطقة”.
* السياحة مفقودة
يشير الحلقبي في حديثه لـ«الأيام» إلى “أنه منذ العام 2004 م تم إعلان مدينة دمت مدينة سياحية، لكن حتى يومنا هذا لا يوجد فيها مكتب للسياحة، ولم يعتمد لها مخصصات،وهذا ما يؤكد أن السياحة في المدينة شبه مفقودة؛ كما أن إيرادات السياحة للمدينة لا يصل إلى خزينة الدولة، لأن هذه الإيرادات تصب جميعها في جيوب المتنفذين”.
ويضيف مؤكدا: “أن المواقع السياحية التي حددتها الهيئة العامة للسياحة سابقاً قد أصبح 90 % منها محاطا بالبناء العشوائي وهذا يعود لمكتب الأشغال العامة والطرق في المديرية الذي يسمح بالبناء غير المرخص والسطو على معالم السياحة دون أن يضع حدا لذلك”.
ويكمل قوله: "كذلك المعالم السياحية الطبيعية (الحرضات) هي الأخرى تتعرض بشكل يومي للتخريب والتكسير دون اكتراث بأهميتها أو وجود وعي للحفاظ عليها” مستطرداً: “إن مسؤولية مكتب السياحة تتمثل في إصدار التراخيص ومراقبة الخدمات، لكن وفي كل مرة نقوم بإبلاغ الجهات المختصة حول ما يعتري من أوضاع طمس للمواقع السياحية في المنطقة، فإنه لا يتم التجاوب معنا”.
وأشار في كلامه قائلا: “لقد تم عقد صفقات في هذا الأمر، والسماح بصرف أراض والبناء العشوائي عليها، خدمة لمصالح شخصية وحزبية”.
احدى الجبال الكبريتية في دمت
احدى الجبال الكبريتية في دمت
* استنزاف المياه المعدنية
وحول المياه الكبريتية الحارة التي تعد من أهم مقومات السياحة في المدينة يقول نظمي الحلقبي: “إنها مياه ذات أهمية علاجية كبيرة ومع ذلك فهي تتعرض لاستنزاف عشوائي وكبير من قبل بعض الشخصيات التي لديها النفوذ والمال، وهذا العمل قد يسبب كارثة طبيعية حسب ما يحذر منه الخبراء الذين أكدوا أن استمرار استنزاف المياه الكبريتية بهذا الشكل سيؤدي إلى تصدع في القشرة الأرضية وقد ينتج عنه نشاط بركاني جديد”، مشيراً إلى أن “حفرا عشوائيا يحدث هذه الأيام من قبل أصحاب الفنادق وغيرهم دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن لإيقاف هذا العبث بحق ثروة وطنية عامة”.
* ما يهدد السياحة
وذكر مدير مكتب السياحة في دمت: “أن أهم ما يهدد الجانب السياحي في المدينة هو غياب دور الجهات الحكومية تجاه هذا الجانب، إضافة إلى استمرار العبث الذي يطال معالم السياحة من قبل المتنفذين في المدينة ومن لهم مصالح في ذلك، كما يشكل ضعف الخدمات والمشاريع عائقا آخر أمام تطور الجانب السياحي في المدينة”.
حمام دمت البخاري
حمام دمت البخاري
* رؤية
ولكي نتجاوز مثل هذه المخاطر التي تهدد الجانب السياحي في مدينة دمت يرى مدير السياحة : “أن يتم تفعيل قرار مجلس الوزراء رقم 135 لسنة 2004 م من قبل السلطات الحكومية الذي بموجبه أعلنت دمت مدينة سياحية، وأن يتضمن ذلك مصفوفة كاملة لتطوير المدينة وذلك من خلال وجود تنسيق حقيقي بين السلطة المحلية في المديرية والسلطة المركزية في المحافظة، وأن يكون هناك دور فعال للجهات الأمنية في المدينة، بحيث يكون باستطاعتها حماية المعالم السياحية وضبط المخالفين والعابثين بها،وليس كما هي عليه حاليا، إذ إن الجهات الأمنية متواطئة وتقف عاجزة أمام هذا العبث الجائر، إضافة إلى دور أبناء المجتمع ومنظمات المجتمع المدني في الحفاظ على المواقع الأثرية ومعالم السياحة في كل أنحاء الوطن، وتشجيع ودعم كل ما من شأنه أن ينهض بالجانب السياحي بعيدا عن الانجرار وراء العصبية والمحسوبية”.
* كلمة أخيرة
ونحن بدورنا نقول للجهات الحكومية، متى ينال الجانب السياحي حقه من الدعم والرعاية والحماية؟ وإلى متى ستظل الجهات المسؤولة تتقاعس عن القيام بواجبها في الاهتمام بالجانب السياحي للبلد، والإصرار على الوقوف متفرجة أمام تلك المخاطر التي تهدد معالمنا السياحية وما أصابها ويصيبها من تطاول من قبل أولئك الذين لا هم لهم سوى السعي وراء تحقيق مصالحهم الذاتية وعلى حساب مكاسب الشعب والوطن معاً.
تقرير / محسن فضل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى