أزمة المشتقات النفطية في مضاربة لحج..احتكار من مالكي المحطات ومافيا تبيعها بالسوق السوداء وجهات تهربها للقرن الأفريقي

> تحقيق / محمد الصبيحي:

> أزمة المشتقات النفطية والديزل تحديدا في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج واحدة من أكثر المشكلات التي أضرت بمصالح المواطنين والأهالي والمزارعين وأصحاب المشاريع المائية.
وأزمة الديزل يعتبرها البعض مفتعلة وآخرون يشيرون إلى وجود أطراف بعينها تقف وراء احتكار المشتقات النفطية بغية تسريبها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وهناك جهات وأشخاص متنفذون يتولون مسألة تهريبها للخارج خصوصا إلى دول القرن الأفريقي لبيعها بالعملة الصعبة.
في محطة رأس العارة بالمضاربة في محافظة لحج مواطنون يقفون في طوابير هائلة وسط حرارة الشمس بحثا عن لتر واحد من الديزل، لكن خابت آمالهم في عدم تمكنهم من الحصول عليه بسبب رفض نافذين محتكرين لمشتقات الديزل في تلك المحطة، ليتضح لاحقاً أن مادة الديزل تباع في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة وصلت إلى 50 ألف ريال للبرميل الواحد، أي بسعر 5 آلاف ريال للعبوة الواحدة سعة 20 لترا، ما جعل تجار السوق السوداء ينتعشون، بينما يقف مواطنو المضاربة في طوابير طويلة تحت حر الشمس وأثناء فترة الصيام، بعضهم بالكاد يحصل عليها وآخرون لا يتمكنون نتيجة احتكار مالك المحطة للديزل وتسويقه سرا للسوق السوداء.
ازدهار السوق السوداء لبيع الديزل
ازدهار السوق السوداء لبيع الديزل
* غياب الرقابة
الكثير من الأخبار والمعلومات تتحدث عن أن ما يحدث في منطقة رأس العارة من احتكار للديزل هي عملية مبرمجة الهدف منها تسويقه في السوق السوداء أو تهريبه إلى القرن الأفريقي بحسب ما هو شائع في المنطقة. هناك من يعتقد أن سبب الأزمات المتواصلة والطوابير الطويلة للمشتقات النفطية هي وزارة النفط التي لا تفي بحصص واحتياجات المحافظات أو لاتقوم بتغطيتها بالكامل، لكن يبقى أكثر الأسباب وضوحاً هو وجود مالكين لمحطات يقومون باحتكار الديزل، والاستفادة من إثارة بلبلة وأزمة عند المواطنين بهدف رفع الأسعار إلى أضعاف مضاعفة.
يؤكد محمد سيف مقبل المجرحي،من أبناء منطقة العفاج، وأحد الذين يصطفون بشكل شبه يومي أمام محطة رأس العارة بقوله: “في هذه المحطة لاحظنا تصرفا غير أخلاقي من قبل القائمين على المحطة”، مضيفاً: “أنا لي حوالي خمسة أيام أمام المحطة وأتكبد الكثير من العناء والمشقة،تاركا جميع أعمالي لعلي أحظى بحصتي من المشتقات النفطية”.
وأضاف “لدينا مزارع ومشاريع مائية كلها تعطلت وتضررت بسبب هذه الأزمة”.
مشاكل ومشاحنات للحصول على حصة من الديزل
مشاكل ومشاحنات للحصول على حصة من الديزل
* سماسرة التهريب
المواطن عبد الحكيم عوض البيتل،أكد أن له كذلك خمسة أيام وهو يقف في الطابور للبحث عن لتر ديزل، حتى يتمكن من تشغيل مضخة مياه بمنطقته التي لا يتوفر فيها مياه آبار تغيث أهالي المنطقة.
وقال: “مادة الديزل يتم بيعها في السوق السوداء وهناك سماسرة يقومون بتهريبها وبيعها بأسعار باهظة في دولة جيبوتي ودول مجاورة أخرى حسب حديث مواطني المديرية قاطبة”.
وأردف بالقول: “علماً أن هؤلاء الناس الذين يحرمون من الماء بسبب عدم توفر مادة الديزل يعلمون من يقف وراء الاتجار بهذه المادة وتسويقها بشروط مخالفة للقوانين في السوق السوداء أو ربما تهريبها إلى خارج البلد بدلا من الحرص على مكافحة ظاهرة التهريب”.
يبيتون ويصحون في طوابير الحصول على الديزل
يبيتون ويصحون في طوابير الحصول على الديزل
* طوابير بالنهار والليل
يشير أبناء وأهالي المضاربة إلى أن أزمة المشتقات النفطية سببت لهم أعباء لا تطاق، إذ حولت حياتهم في هذا الصيف الساخن إلى أزمات ونوبات مستمرة يعانونها أثناء طوابير يقفون فيها بالنهار وسهر يتبعه بالليل للحصول على لترات من الديزل.
وفي هذا الإطار يتحدث المواطن حزبي محمد سالم، قائلا: “يفترض أن يعمل القائمون على شؤون المديرية على سرعة البحث في حل ومعالجة هذه الأزمة وتحاشي تداعياتها نتيجة غضب الناس، أو على الأقل القيام بتأمين حصة كل مواطن من الديزل وغيره، قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه”.
يقفون في طوابير لأجل الديزل وهم يحملون الدبب والجالونات
يقفون في طوابير لأجل الديزل وهم يحملون الدبب والجالونات
* كلمة أخيرة
وبعد أن استعرضنا جانبا من معاناة أهالي منطقة المضاربة وما خلفته أزمة انعدام الديزل على مصالحهم ومزارعهم، وبعد أن أوضحنا شيئا عن هذه الأزمة الخانقة،فإنه ينبغي إزاء كل هذا الوضع عدم السكوت عن الجهات المتسببة به من مالكي المحطات في المنطقة الذين ثبت ضلوعهم في احتكار الديزل وبيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، والقيام بتهريبه للخارج.
كما يتعين على قيادة المديرية والمحافظة ملاحقة مثل هؤلاء الذين يتسببون بمضاعفة وزيادة الأزمة من خلال وضع ضوابط وإجراءات لمحاسبة كافة المتورطين ومن يقف وراءهم.
تحقيق / محمد الصبيحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى