غيل باوزير .. عادات رمضانية تزيد الشهر الكريم بعاء وإشراقا

> تقرير/عمر فرج عبّد

> أجواء رائعة تسود مديرية غيل باوزير في حضرموت حاليا في أفضل الشهور عند الله.. شهر رمضان المبارك، هنا حالة الاستنفار من أجل التسابق في فعل الخيرات بعد تغيير برنامج الإنسان وضبطه بدرجة عالية الجودة والتنافس الشديد، والبحث في المنافع نحو كسب الدرجات العلى.
وما يميز الإقبال في الزيارات الرمضانية، صلة الأرحام، والتكافل الاجتماعي وقراءة القرآن الكريم، حيث تجد الشباب والجماعات التابعين لمنتديات تطوعية يتسابقون لينالوا الأجر والثواب، فالمساجد تكون أكثر نظافة وجمالا، والكثير منها واسعة وتحيطها الأشجار ما يزيدها جمالا ورونقا.
في أيام الشهر المبارك تتواصل زيارات الأسر والأهل والأقارب، حيث يقدم بعضهم وجبات الإفطار في الخواتم الرمضانية، وفق برنامج عائلي واجتماعي منظم.
كما تبسط بعض ساحات المساجد مساحاتها كل مساء أمام الأطفال،وبعضها تسمح للشباب بتقديم الألعاب الشعبية كما جرت العادة، والمسحراتي أيضا له دور في الشهر الفضيل، وهو يقوم بدوره مساءً من أجل التنبيه لحلول موعد السحور من زمان بعيد.
** أعمال خيرية
في هذه الأيام تنشط الأعمال الخيرية تجاه الفقراء والمحتاجين من قبل الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير، بالإضافة إلى مشروع إفطار الصائم الذي ينظم في الطرقات والمساجد، وبعض الجمعيات والمنتديات تقيم الأمسيات التي يتخللها الإفطار، وتقدم النصح والموعظة الحسنة والبعض يناقش فيها النشاط والأهداف المستقبلية. يفضل البعض زيارة الأماكن السياحية في أوقات العصر، وكذلك التنزه على ساحل بحر شحير ومع أذان المغرب تجده يجنح مع الصحبة لإقامة مائدة الإفطار في الأماكن المفتوحة.
فرحة الاستعداد منذ زمن جرت العادة في مدينة الغيل لاسيما مع أواخر شهر شعبان أن يقوم الأهالي بإعداد العدة في تجنيد كل أسرة طاقتها، فيقومون بترميم البيت ورشه (بالنورة) استقبالا لمجيء شهر الخير والبركة، مع توفير المستلزمات من مواد غذائية ووسائل طبخ وإنارة، إضافة إلى توفير متطلبات الأطفال من حلويات، حيث تصدح في البيوت الأناشيد والأهازيج فرحةً بحلول واستقبال رمضان، مثل (رمضان جاء يا حيابه.. حامل عشاه في جرابه).
** رؤية الهلال
يقول الشخصية الاجتماعية المعروفة محمد أحمد باعباد،: "أنه منذ انتظارهم موعد إعلان إثبات الشهرعن طريق الأشخاص العارفين بمطالع النجوم منهم علي سالم باسعد وأحمد سعيد بكران، واللذين وبمجرد تأكيدهما برؤية هلال رمضان، وإثباته أمام القاضي، تنطلق البرقيات إلى كل المدن حيث يعلو صوت المدفع في غيل باوزير التي تعد الميقات الرسمي لعموم حضرموت الساحل في عهد السلطنة".
** حكاية زمان
يضيف الأستاذ التربوي فائز عمر باسعد: "كنا نخرج مع جدي علي باسعد إلى القارة المرتفعة، وكان يأخذ معه وعاء به ماء ليروي ضمأ الشهود الذين يسيرون بمعيته، (وعند (دار جوبان) في الحارة حق الضعينة تتوقف سيارة من المكلا تابعة للسلطان -أي الشرطة حقه وبها برقية بعد الإثبات يتصلوا بالسلطان مباشرة ليبلغوه إثبات الرؤية".
ويسرد عن المواقف الطريفة التي حدثت للسلطان: "عندما كانت يوما ما سيارته تمشي على سراج واحد، فقال لهم هاتوا باسعد ووضعوه في المكان الذي سراجه محروق على شان نشوف الطريق".
** أناشيد الاستقبال والتوديع
ويواصل باعباد عن أيام زمان بقوله: "إن المسحراتي يقوم بعد انتهاء صلاة القيام بمسجد الجامع، ومع انتظار المسحراتي (المطبل) وهو ينشد قائلاً مع الإيقاع (مرحباً شهر رمضان.. رمضان يا مرحبا بك) و(إنما الهاجر والمرواس ) و(يا مرحبا بك يا رمضان)، وعندما يبدأ رمضان بالانطواء والرحيل، تتغير العبارات إلى الترديد بــ (ودعتك الله شهر رمضان.. رمضان ودعتك الله يا رمضان)".
مؤكدا: "أن الختام يكون منظما في كل مسجد حيث تبدأ من ليلة 16 رمضان حتى 29 رمضان، والاحتفاء الختامي هي عادة تجري بين عائلات تجتمع بذويها ليلة (الختامي) في المسجد القريب من منزل العائلة، حيث يبتهج الأطفال بالبسطة التي تعرض عليها الحلويات".
تقرير/عمر فرج عبّد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى