مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> (أنت بطل التغيير)
أخي الصائم ..
أعجبتني كلمة أحدهم : (الإنسان هو بطل التغيير الاجتماعي في الإسلام ) ومصدر إعجابي بهذه المقولة هو إسباغ صفة البطولة على الإنسان القادر على التغيير، فما أكثر ما نفكر في التغيير الإيجابي ونتمناه، ولكننا نجبن حتى عن تغيير ما نكرهه في ذواتنا فضلا عن محاولة تغيير ما حولنا مما نعتقد خطأه مهما كان ذلك في إمكاننا.
منذ أن يهل رمضان ومنادي الله ينادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. إنه نداء خاص بشهر رمضان، يخاطب كل من شهده خطابا منفردا وكأنه موجه له، وهو خطاب مزدوج الطلب، ينادي في المرء جانب الخير أن أقبل فهذا موسمك الذهبي، كل بذرة تضعها اليوم ستحصدها سبعين ضعفا ويزيد، وينادي جانب الشر فيه أن أقصر فكل أعوانك قد صفدوا، ولن يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل.
إن هذا التغيير مطلوب في كل الشهور، ولكنه ميزة هذا الشهر الذي يمثل لمن يدخل جامعته المبجلة دورة تدريبية متخصصة في قضية من أهم قضاياه وهي التعامل مع حياته بشجاعة تؤهله أن يحدث فيها التغيير المناسب لتطويرها في الوقت المناسب، فالنمطية والرتابة تجمد الشخصية، وتفتك بخلايا المخ وتعيقه عن التفكير التطويري.
كل ابن آدم خطاء وليس من الشجاعة بمكان الثبات على الخطأ والإصرار على التشبث به فإن ذلك ليس علامة رجولة ولا ذكاء ولا أريحية، بل هو عكس ذلك كله تماما إنه زيادة طغيان واسترسال في الطريق المهلك.
لقد هبت نفحات رمضان على قلوبنا كالنسائم الطرية فأنعشتها وأحدثت فيها تغييرا سريعا لم نستطع أن نتعرف سره، ولكننا نعيش نعيمه أحسسنا بقربنا من الله أكثر من ذي قبل بمجرد أن هل الهلال وشعرنا بالنداء الحبيب يحرك قلوبنا الساكنة، يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر. وتلفتنا من حولنا فوجدنا مجتمع الخير يستقبل ضيفه بكل حفاوة وإكرام في كل المظاهر العبادية والاجتماعية والدراسية والوظيفية، كل شيء تغير من أجل رب رمضان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى