الحاج علي سالم علي عبده .. دينمو قطاع النقل في عدن

> محمد سعيد باشرين:

> ولد علي سالم علي في مدينة عدن بتاريخ 12 / 11 / 1931 م وتوفي بتاريخ 3/30 / 2006 م ودفن في عدن بجوار والده بحسب وصيته.
كان والده سالم علي عبده مالكاً لأكبر شركة نقل جماعي في عدن والمنطقة قاطبة.
كانت الشركة تدار من قبل ولده علي سالم علي الذي قام بعدة اتفاقيات للنقل مع حكومة عدن والجيش البريطاني، إضافة إلى عدد من الشركات التي احتاجت لتلك الخدمات كشركة مصافي عدن وغيرها.
لقد كان علي سالم علي الدينامو (المحرك) لأعمال شركة سالم علي عبده بعد أن أوكل إليه والده القيام بكافة أعمال الشركة، حيث وسع من أعمالها وعزز من أسطولها، إضافة إلى الاستحواذ على توكيل السيارات البريطانية الصنع (ترانف) وتوزيعها وتوكيلات آخرى كالبطاريات والإطارات، وغيرها مما يتعلق بتجارة النقل والمواصلات.
كما قام في وقت لاحق من ستينيات القرن الماضي بتأسيس شركة الباصات الأهلية مع عدد من مالكي الباصات والمساهمين، وكان أول مدير تنفيذي منتخب لها من قبل الهيئة العامة لتلك الشركة، كما كان لشركته السهم الأكبر في تلك الشركة الجديدة التي كان مقرها المعلا.
إحدى حافلات سالم علي عبده التي تم تأميمها عقب الاستقلال
إحدى حافلات سالم علي عبده التي تم تأميمها عقب الاستقلال
كان لعلي سالم نشاط في الحقل الوطني إلى جانب نشاطه التجاري،وعين في حكومة عدن برئاسة حسن علي بيومي كوزير للبريد والإعلام، وعمل على إنشاء محطة تلفزيون عدن متفاوضاً مع جهات اختصاص في الحكومة البريطانية بلندن في عام 1962.
كما عمل وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة عدن برئاسة زين عبده هارون، إلا أنه استقال احتجاجاً على إعلان حالة الطوارئ من قبل المندوب السامي البريطاني عقب حادث قنبلة المطار الشهيرة في 10 / 12 / 1963،حيث أصيب المندوب السامي البريطاني، وقتل نائبه، كما أصيب عدد من أعضاء المجلس الأعلى الاتحادي لاتحاد الجنوب الغربي الذي كان قائماً في ذلك الزمان، الأمر الذي عرضه وعمله لعدد من المشاكل التي كادت أن تودي بحياته بعد أن أطلق عليه النار وهو في سيارته مع عدد من الأصدقاء من قبل المخابرات البريطانية في عدن.
إحدى الحافلات في محطة التواهي بعدن
إحدى الحافلات في محطة التواهي بعدن
كان ذلك الحادث بمثابة علامة فارقة في تاريخ الحركة السياسية في الجنوب،حيث أودى بكل ما قامت به الحكومة البريطانية بالاتفاق مع سلاطين قادة الاتحاد من عمل لقيام اتحاد الجنوب العربي الذي لم تقم له قائمة بعد ذلك الحادث، والذي على إثره قامت السلطات البريطانية باعتقال قادة الحركة النقابية وحزب الشعب الاشتراكي والواجهة السياسية للحركة العمالية، إضافة إلى عدد من قيادات الأحزاب الأخرى.
كما عرض عمله التجاري واتفاقياته مع السلطات البريطانية لمصاعب جمة خرج منها بعد جهد جهيد سالماً. أما الجانب الإنساني فقد كان علي سالم - رحمه الله - لا يرد من يأتي إليه طالباً المعونة مادية كانت أو غيرها كما، كان يقوم بقضاء حاجة الناس في مختلف دوائر حكومة عدن، حيث كان يتمتع باحترام وتقدير كبير من أوساط مسئولين في الدوائر المختلفة، وقد تكفل بالصرف من ماله الخاص لعدد من الطلبة الذين ذهبوا إلى الخارج للدراسة. كما كان له نشاط فني لا يحصى حيث قام في عام 1948 بتأسيس (مع عدد مع أصدقائه الفنانين) دار الندوة الموسيقية العدنية، حيث وفر لها كافة المستلزمات الضرورية لقيام تلك الدار، إضافة إلى المقر على نفقته الخاصة، الأمر الذي مكن عددا من الفنانين الناشئين من الاستفادة من ذلك النشاط، حيث أصبحوا فيما بعد فنانين مشهورين في عدن والمنطقة.
إن هذا غيض من فيض، حيث كانت نشاطاته المختلفة لا تحصى، رحم الله علي سالم وأسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى