مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> (قيادة السيارات في رمضان )
أخي الصائم ..
إن مما يثير النظر حقا في قيادة السيارة في شهر رمضان المبارك أمران :
أولهما : السرعة الخاطفة التي تصل حد التهور والانفعال الشديد قبل أذان المغرب، في الوقت الذي يكون الإنسان وصل حد الإجهاد وقلة التركيز مما كان يستدعي منه التأني لتفادي مفاجآت الطريق، بل وأخطاء الآخرين الذين يعيشون النفسية نفسها.
والأمر الثاني: كثرة الحوادث المرورية القاتلة منذ بداية الإجازة الرمضانية إلى نهايتها بعد عيد الفطر المبارك، نظرا لكثرة السفر خلال هذه الفترة، بين الأهالي في المدن، أو إلى الأماكن المقدسة لأداء العمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي كل عام تذبح آلام الحوادث طيور أفراح العيد عند جمهرة من الناس، وينتقل الناس بين البيوتات في عبارات مزدوجة متناقضة العواطف فتباريك العيد تجاور عبارات العزاء، فلماذا كل هذا ؟
إننا صائمون طاعة لله تعالى فلماذا لا نمشي كما يحب الله تعالى أيمكن أن يحدث ذلك؟ نعم إننا متعبدون بكل خطرات نفوسنا وحركات جوارحنا وهذا كتاب الله ينطق بيننا “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” الفرقان : 63. إنه هدي قرآني ومديح إلهي لفئة من الناس تمشي بسكينة ووقار وتواضع فلا كبر ولا خيلاء في مشيتهم ، ولا تعالي ولا افتخار بملبس أو مركب ، ممتثلين قوله تعالى “ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا” ، كما أنهم يتحملون أذى غيرهم ويلينون في معاملتهم مع الناس وإذا خاطبهم الحمقى بما يسوؤهم ردوا عليهم بسلام بعيد عن الجهل.
وإذا كانت السيارة اليوم من أجل النعم فإن علينا شكر الله عليها “لئن شكرتم لأزيدنكم” ومن شكره عمليا تسخيرها فيما ينفع وقيادتها بتعقل وهدوء وذوق.
إن مخالفة هذا الهدي عند بعض المتهورين نتجت عنه حوادث مروعة وخسائر هائلة انعكست سلبا على الإنسان والاقتصاد وعلى الحياة الاجتماعية ونمائها فإن معظم المتضررين من حوادث المرور من الفئة العمرية المنتجة ومن المتزوجين ومن المتعلمين كل ذلك بسبب غياب الوعي عن فئة من المجتمع نسأل الله تعالى لهم الهداية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى