المكلا تغرق في أكوام النفايات وأوبئة وأوضاع بيئية تهدد حياة السكان

> استطلاع/ ناصر المشجري:

> مدينة المكلا محافظة حضرموت تتعدد الهموم والمشكلات التي يعاني منها المواطن في بلدة غنية بالثروات من نفط ومعادن وثروات طبيعية وبحرية، لكن تلك الخيرات المكتنزة لم تشفع لها أو تسخّر لنهضة واقع المدينة.
ومع استمرار الوضع المتردي في مختلف النواحي والمجالات بمدينة المكلا بوجه خاص وحضرموت بشكل عام، فإن المنغصات والمشكلات التي تواجه الإنسان كثيرة وكبيرة فبعد هم انقطاع الكهرباء وانعدام المياه الصالحة للشرب، تأتي مشكلة النظافة كواحدة من الإشكاليات الأكثر تهديداً لصحة الإنسان ونقاء البيئة.
فمعظم الشوارع والأحياء في المدينة أضحت تتكدس فيها أطنان من النفايات والقاذورات مسببة مشكلة بيئية وظاهرة مزعجة، حيث إن الروائح الكريهة تنبعث بشكل مقزز من بين أكوام القمامة مهددة الصحة العامة بالكثير من الأمراض والأوبئة.
حيثما ذهبت وأينما وقعت عيناك ترى الأكياس البلاستيكية المستهلكة مرمية على الأرض مشكّلة أكبر نسبة من النفايات في الشوارع والطرق العامة، وبين الأحياء والحارات السكنية.
وبحسب دراسات متخصصة “فإن هذه الأكياس لها أضرارها الكبيرة على البيئة وصحة الإنسان بسبب أنها غير قابلة للتحلل بسهولة ويصعب جمعها من الأرض والتربة عندما تنتشر، وهي بذلك لا تمثل فقط خطراً على صحة الإنسان وإنما أيضا على الحيوانات البرية والبحرية التي تتواجد بكثرة في محافظة حضرموت”.
منظر عام لمدينة المكلا
منظر عام لمدينة المكلا
** بيئة عامة ملوثة **
نتيجة تراكم القمامة والنفايات وتفاقمها بشكل يومي، تقوم الجهات المختصة في البلدية وصندوق التحسين والنظافة بالتخلص من الكم الهائل من مخلفات السكان، من خلال حرقها في مواقعها أو في محارق قريبة من ضواحي المدينة، وغالبا ما تتسبب تلك الروائح المنبعثة من الحرائق الممزوجة بمواد كيماوية وصناعية ومعلبات بتلويث البيئة العامة، وتضاعف من حدة تزايد وانتشار السموم في الهواء، وبالتالي شيوع الأمراض بين أوساط المجتمع الواقع بالقرب من المحرقة، أبرزها انتشار أمراض القلب والتقرحات الجلدية والكبدية وأمراض الفشل الكلوي والأمراض والسرطانية التي لوحظ تزايد عدد مرضاها في المستشفيات المحلية بحسب ما توضحه تقارير طبية محلية تصدر سنويا لمراقبة الوضع البيئي في المدينة.
تلوث شواطئ المدينة
تلوث شواطئ المدينة
** مقالب القمامة معدومة **
على الرغم من الإنفاق الهائل وحجم العائدات المالية التي يجنيها صندوق النظافة وتحسين المدينة بالمكلا عبر جباية رسوم التحسين المضافة إلى فاتورة الكهرباء والمياه وما يجنيه أيضا من أرباح المواقع السياحية والتجارية بكورنيش المكلا، وشارع الستين البحري والأسواق الشعبية، إلا أن مقالب القمامة تظل منعدمة وغير متوفرة في معظم شوارع وحارات المدينة وبعضها قديمة ومتهالكة للغاية، وكثيراً ما تلاحظ أن المواطن حين لا يجد مقلبا أو مكبا للقمامة في شارعه أو حيه، فإن أكثر الأشياء سهولة في فعلها هو قيامه برمي مخلفات بيته في الشارع وبين المنازل.
كما أن عدم وجود عمال مدربين ومزودين بالإمكانيات الضرورية، وتذمر العاملين من تدني رواتبهم الشهرية والتعاقدية فاقم من المشكلة، حيث أصبحت تمضي فترات طويلة والقاذورات تزداد وتتفاقم دون أن يتم تصريفها بصورة منتظمة.
** مخلفات المنشآت العامة **
نقص الوعي الاجتماعي، وحالة اللامبالاة من الجهات المختصة جعل البعض يصرف ما بحوزته ويقوم برمي القراطيس والمخلفات وسط الساحات العامة وبجانب أسوار المدارس ورياض الأطفال، دون فهم لمدى الضرر الذي يسببه، والسلوك غير الحضاري الذي يرتكبه.
وموظفو المكاتب والمستشفيات كذلك يستغلون تجاهل وعدم ممانعة الجهات المعنية وإهمالها بمدينة المكلا التي تركتها تغرق اليوم بين أكوام النفايات وبؤر البالوعات، حيث أصبحت تلك الأوضاع المزرية مصدرا للأوبئة والأمراض والفيروسات والجراثيم الفتاكة.
** مطالب شعبية ملحة **
هناك جملة من المطالب التي يطالب بها سكان المدينة، والتي تأتي ضمن أولوياتها مطالبة الجهات المعنية والبلدية العامة في المحافظة بتوفير مقالب ومكبات للقمامة وتوزعيها على مختلف الأحياء والمناطق، إضافة إلى نقل وتصريف المخلفات بشكل يومي قبل تراكمها وتعفّنها.
كما أنهم يطالبون بإبعاد محارق القمامة عن حدود المناطق والأحياء السكنية، نظراً لما تمثله الأدخنة المنبعثة منها من خطر على حياة وصحة المواطنين كبارا وصغارا، وضرورة نشر التوعية العامة بأهمية الحفاظ على أمن وسلامة البيئة والاهتمام بالمظهر الجمالي والحضاري في المدينة، وتخصيص - أمام كل حارة أو مدرسة أو مرفق حكومي أو مرافق صحية او غيرها - برميل قمامة، وكذا توفير المستلزمات والآليات الحديثة لعمال البلدية، حتى يتمكنوا من جمع وتصريف القمامة دون عوائق أو تقاعس.
استطلاع / ناصر المشجري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى