مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> (مرحبا بالرمضانيين)
أخي الصائم ..
في بيوت الله، حيث يأنس الناس في رمضان بجيرة المساجد ويحسون فيها بروحانية خاصة، بعد أن خففوا عن قلوبهم من أثقال الأرض وتبعات الدنيا فتعلقت بالمسجد فإذا دخلوه ثقل عليهم الخروج منه إلا لحاجاتهم، وإذا خرجوا فإن قلوبهم تبقى معلقة به كقناديله التي لا تكف عن الإضاءة في هذا الشهر الكريم يستشرفون لداعي الخير : حي على الصلاة حي على الفلاح، حتى ليصدق في هؤلاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكر من يظلهم الله في ظله يوم القيامة: “ورجل قلبه معلق بالمساجد”.
ولذلك فإن المساجد تشكل ركيزة اجتماعية في غاية الأهمية في هذا الشهر الكريم فهي التجمع الوحيد الذي يلتقي فيه أهل الحي خمس مرات يوميا ويتذاكرون فيه توجيهات الشريعة وينطلقون منه إلى نشاطهم الاجتماعي اليومي من زيارات التهاني والتعازي وربما اتفقوا على وليمة مشتركة تشيع بينهم روح الألفة والمحبة أو على استضافة العمالة التي بقرب المسجد في إفطار يومي يجلس فيه الغني التاجر مع الفقير العامل على مائدة واحدة ليحققوا معنى الأخوة الإسلامية والمساواة والتكافل بين المسلمين.
وحسنة أخرى لرمضان أنه يجتذب إلى المسجد كل أفراد الحي تقريبا حتى من كانوا يتكاسلون عن حضور الجماعة فيما سواه وهنا يأتي دور الأئمة والمؤذنين والمصلين الدائمين بأن يحاولوا أن يؤلفوا قلوبهم ويحببوهم إلى المسجد بدلا من التثريب عليهم وتأنيبهم ووصمهم في وجوههم بالرمضانيين الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان فلكل نفس جانب طيب ينبغي أن يخاطب في لحظة تفتحه ورمضان ربيع النفوس وموسم تفتح ورود القلوب ولو لم يكن في قلوب هؤلاء حب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه لما قدموا حتى في رمضان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى