العيد في أبين تقاليد وأعراف مازالت تحتفظ بأصالتها رغم صعوبة الحياة

> استطلاع / الخضر عبدالله :

> مناطق أبين مثل غيرها من مناطق محافظات الجمهورية لها عادات وتقاليد مختلفة لاستقبال المناسبات الدينية ومنها عيد الفطر المبارك، حيث يستقبل أبناء المحافظة مناسباتهم الدينية ومنها المناسبات العيدية بعادات وتقاليد مختلفة في بعض مديرياتها.
في مصلى العيد في محافظة أبين التقينا بالوالد أحمد محمد، الذي تحدث قائلاً: "إن العادات والتقاليد في مناسبة عيد الفطر لاسيما في مناطق وأرياف لودر لها نكهتها الخاصة من خلال الطقوس الدينية التي يمارسها أبناء المديرية حيث يتم الاستعداد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان من خلال شراء احتياجات العيد من ملابس وغيرها، ولمن تيسر لهم من العيد يتم ذبح خروف صغير أو متوسط من الضأن أو الماعز كصدقة للأموات".
ويواصل كلامه: "ثم يتجه الرجال مصطحبين بعض أطفالهم إلى مصلى العيد أو الجامع بالمنطقة ويأتي من القرى القريبة من االمنطقة وضواحيها ليشهدوا جميعاً صلاة العيد ، وبعد الانتهاء من الخطبة والصلاة يشكل المصلون تجمعا كبيرا بشكل دائري وتتم المعادوة والمصافحة والعناق تهنئة بالعيد، وبعدها يتم دعوة الأقرباء والأصحاب ومن أتى من المنازل المجاورة لتناول وجبة الفطور من العصيد والصليط البلدي والمعصوب أو الخبز والكعك ويكون في منزل الوالد الكبير من أبناء العمومة، وبعد تناول هذه الوجبة يتم معاودة الأهل والأقارب وزيارة المنازل للمعادوة والبعض يتجه إلى زيارة أهله وأرحامه".
وفي اليوم الثاني تستمر زيارات المعادوة من قبل الأبناء لآبائهم، ويأتي من يعيشون في المدن إلى قراهم لقضاء أيام العيد عند أسرهم في القرية حيث إنه في الوقت الحاضر بدأت بعض هذه التقاليد بالاختفاء في بعض القرى بسبب تغير الأحوال وتوافر عوامل أخرى شغلت الناس عن ممارسة تلك العادات المتوارثة جيل بعد جيل".
** فرحة الصيادين وأبنائهم **
أما المهندس عمر مقيني، يتحدث عن استقبال أبناء شقرة الساحلية للعيد قائلاً: "العيد في مدينة شقرة يبدأ قبل يوم العيد حيث تسري فرحته مبتدأة بالأطفال ثم تاتي فرحة أهاليهم".ويضيف:" وفي مدينة شقرة وضواحيها فإن الليلة التي تسبق نهار العيد يكتسي فيها الأطفال ملابسهم الملونة التي تعكس ألوان الفرحة في نفوسهم وذلك بعد صلاة العصر، فتراهم في مجموعات يشكلون بملابسهم الملونة قطع فسيفساء ترسل البهجة والسرور إلى النفوس، ويمرون على البيوت ويأخذون منها ما يعطى لهم من الحلويات وغيرها وبهذا ترتسم لوحة من لوحات العطاء والتعاون والتراحم وهي قيم إنسانية جبلت عليها عروس البحر العربي (شقرة)، ويستمر هذا الكرنفال الطفولي الجميل إلى صلاة المغرب ويعود بعدها الأطفال فرحين بما جمعوه من خيرات".
وفي صباح يوم العيد يتجه أهل شقرة إلى المسجد لأداء صلاة العيد متضرعين إلى الله بالدعاء والشكر للنعم التي أسبغها عليهم وبعد انتهاء الخطبة يرتصون في صفوف تعكس تماسكهم ويتبادلون التهاني، ويستمر هذا التواصل الأخوي بعد الخروج من المسجد فتراهم يمرون على البيوت مهنئين ومباركين، وعقب صلاة الظهر يتجمع الأهل في منازل آبائهم أو عمومتهم ليتناولوا وجبة الغداء ثم يبدأون بمضغ القات وكان في الماضي يسهرون على شاطئ البحر، ويؤدون المساجلات الشعرية والرقصات الساحلية التي تشتهر بها مدينة شقرة وضواحيها حتى بزوغ فجر اليوم الثاني".
** أبناء (يرامس) يتشوقون للعيد **
الأستاذ / محسن ناصر يتحدث عن عادات وتقاليد أبناء قرى ومناطق يرامس مديرية خنفر قائلاً: "يرامس من المناطق التي كانت تحظى أعيادها بالفرحة والسرور المطلق والمميز بعادات وتقاليد وطنية تغمرها الفرحة والبهجة على الصغير والكبير حتى أن كل من كان بعيداً عن المنطقة يشتاق للعودة إليها مهما كلفه الأمر لقضاء أيام العيد فيها".
ويكمل كلامه: "وتوصف تقاليد العيد في مناطق وقرى يرامس ذات الأرض الزراعية الخصبة وسحر الطبيعة فيها التي تولد مشاعر جياشة لممارسة الطقوس العيدية بهذا الزخم الكبير، حيث إنه وبعد الخروج من صلاة العيد يتجه كل ولي أمر إلى منزله ينحر ذبيحته تطوعاً لله تعالى ثم يتجه جميع أبناء القرية (صغيراً وكبيراً) إلى مكان معين لتبدأ منه التحايا والتبريكات المعايدة من عند أقرب منزل وحتى آخر منزل فيها وهذه العادات متواجدة في كل قرى (يرامس)، وتتخلل هذه الرحلة العيدية الممازحة والضحك والنكات والبهجة والسرور بين الجميع، وأثناء المرور بكل بيت يتقدم أهله ليستقبل الجميع ويتم تبادل المصافحة وتقديم وجبة الإفطار العيدية والتي غالباً ما تكون من (الهريس ـ العصيد بالعسل وزيت الجلجل السمسم أو السمن البلدي)".
** العيد في مدينة يافع **
الأخ معتز مسعد يعبر عن ابتهاجه بالعيد قائلاً: "حقيقة نحن في مناطق يافع نمارس عاداتنا وتقاليدنا بمناسبة الأعياد الدينية ومنها عيد الفطر المبارك، حيث يقوم الناس بذبح ما يحلو لهم من ماعز أو ضأن وتوزيعها على الآخرين، ويبقون حاجاتهم منها فقط لنفس اليوم، كما يلبس جميع أفراد الأسرة الملابس الجديدة ابتداءً من اليوم الأول، ويواصلون صيامهم ست أيام من شوال تكملة الصيام في شهر رمضان المبارك".
ويستطرد بقوله: "وفي اليوم الأول لعيد الفطر يتجه الناس بعد المعايدة في المساجد إلى زيارة الأهل والأقارب ويتجمعون في منازل آبائهم ويطلعون سطوح المنازل ويمارسون الرماية بالأسلحة النارية على بعض الأهداف في الجهة المقابلة لهم في الجبال، كما يتجه أيضاً العديد منهم إلى زيارة شيوخ المنطقة للمعايدة والجيران، كما تقدم لهم وجبات إفطار من (عصيد مع العسل والسمن البلدي) وبعد الظهيرة يتجمعون في منازل الأهل أو المقايل الخاصة في القرى ويتشاركون بمضغ القات وهم يتبادلون الهموم والقضايا حتى وقت متأخر من الليل".
** زيارة المقابر أحد الطقوس **
الأخ / ناجي قاسم علي يتحدث عن العيد في مدينة لودر: "كان زمان العيد له طقوس خاصة يمارسها البعض من أبناء مدينة لودرحيث يخرج الناس بعد الانتهاء من خطبتي وصلاة العيد باتجاه المقبرة لزيارة المقابر مرددين بعض الدعوات والتهاليل الدينية الخاصة بهذه الزيارة، وبعد الانتهاء من الزيارة المقابر يتوجهون إلى منزل الشيخ المنصب في مدينة لودرلتناول وجبة الإفطار الخاصة التي اعتاد على تقديمها وخاصة (العصيد باللبن والسمن البقري وكذا المعصوبة) وبعد تناول الوجبة الكل يغادر إلى منزله أو قريته لمعايدات الأهل والأقارب، كما أنه قبل خروج المصلين من المسجد أو الجامع الكبير في لودر يصطف المصلون بشكل طابور كبير ويعاودون بعضهم البعض، أما في الوقت الحالي انتهت زيارة المقابر ويكتفي الناس بالمعايدة في المساجد والشوارع والمنازل".
** بحق رب العالمين **
ويشاركنا الطفل ناصر صلاح الحديث قائلا: "عيد الفطر بالنسبة لنا كمسلمين شيء مميز جداً خصوصاً عند الأطفال؛ لأنه بالنسبة لنا يعتبر متنفساً نمرح فيه كثيراً ونلبس أحلى وأجمل الملبوسات التي يشتريها لنا آباؤنا كما أن العيد يجمع بين الناس وتتوزع فيه الابتسامات والراحة والسرور في قلوب الناس جميعاً وبالعيد يتم فيه تقارب القلوب من بعضها البعض ويتبادل الجميع التهاني".
ويكمل: "ونحن كأطفال نكون سعيدين بقدوم هذا العيد لأنه نحصل على الحلويات والنقود من الأهل والأقارب كما تتاح لنا فرصة اللعب بالألعاب النارية".
وأضاف: "إن الاطفال يستقبلون العيد اليوم الأول ويلبسون الثياب الجديدة والبعض منهم يذهبون إلى المنازل على شكل جماعات يقولون (يالله بعودة بحق رب العالمين) ويعطوهم الشكولاته والحلويات".
استطلاع / الخضر عبدالله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى