المواطنون بعدن: اكتوينا من الجرعات التي أحالت حياة البسطاء إلى جحيم

> رصد: وليد الحيمدي

> تسبب قرار الحكومة الذي جاء ثالث أيام عيد الفطر المبارك وبعد احتياجات الشهر الفضيل برفع الدعم عن المشتقات النفطية، بردود فعل غاضبة وصاخبة في الشارع اليمني، لا سيما أن القرار جاء بعد نفي متكرر كانت قد نفته الحكومة في وقت سابق، ما شكل حالة صدمة وضربة قاصمة لدى المواطنين الذين لم تكتمل فرحتهم بالأيام العيد المباركة.
فالقرار الحكومي برفع أسعار المحروقات جاء في ظل ظروف صعبة ومعقدة بخروج الناس من عناء مصاريف الشهر الكريم إلى تكاليف احتياجات العيد المبارك، بارتفاع شامل بنسبة 100% في أجور خدمات النقل والمواصلات العامة، التي تعد واحدة من أهم المتطلبات الأساسية للمواطنين العاملين وغير العاملين، خصوصا والعادة قد جرت سابقاً بارتباط أسعار كل مؤن ومتطلبات الحياة والمواد الاستهلاكية بسعر النفط ، حيث من المتوقع أن تزيد الأسعار في كل السلع والاحتياجات الأساسية من غذاء وملبس ودواء ومواصلات.
وفي الرصد الثاني في عدن الذي أجريناه لمواقف وآراء المواطنين في الشارع العدني إزاء قرار رفع المحروقات ومشتقاته بشكل غريب، حيث التقينا بعدد من المواطنين لرصد اراءهم وفيما يلي الحصيلة.
** الضربة القاضية **
طه عبدربه محمد - إعلامي، عبر عن غضبه قائلاً: "الشعب ضد الزيادة في مشتقات الوقود، هذه الزيادة التي سوف تسفر عن ارتفاع شامل في أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية للحياة، وكان على الدولة الدراسة الشاملة لمثل هكذا قرار".. وأضاف: "لقد اكتفى الشعب اليمني من الجرعات السابقة التي جعلت المواطنين على الحديدة، والآن تأتي الحكومة بقرار عبيط، وهو رفع مشتقات الوقود، وتصنع جرعة أعتبرها من وجهت نظري المتواضعة "الضربة القاضية" للشعب اليمني المطحون أصلا".
** الاستفادة من التجارب العالمية **
بدوره تكلم الطالب أحمد صالح البعيتي - قسم محاسبة بكلية الاقتصاد بعدن، وأيضاً بائع خضار، موضحاً أن سبب الجرعة الحالية هو فشل حكومة الوفاق التي تفتقر إلى كفاءات اقتصادية والتي تدرس الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل عام والوضع الاقتصادي بشكل خاص، لأن المتغيرات الاقتصادية في العالم والدول المتقدمة هي متغيرات قادمة بدون أدنى شك إلى البلاد، وظاهرة ارتفاع المشتقات النفطية هي ظاهرة عالمية لكن الدول المتقدمة ماذا تعمل عندما يرتفع سعر الوقود في أي هذه الدول؟ لنفترض بريطانية حدثت جرعة عام 2004 وكان شدة وطأت الزيادة في إيرلندا عندما خرج الشعب الإيرلندي إلى الشوارع مكشراً عن أنيابه، فعمدت الحكومة إلى دعم هذه المشتقات من مخصص الطوارئ.. فكان حري على حكومة الوفاق الاستفادة من هذه التجارب العالمية.
** فشل الحكومة **
أحمد علي المنهالي - متقاعد من ميناء عدن، قال: "إن الحكومة مازلت تكذب على المواطنين وخصوصاً المتقاعدين الذين توعدهم برفع المعاشات لكن دون جدوى، وما زاد الطين بلة هو رفع الحكومة الدعم عن مشتقات المحروقات في وقت حرج، أي بعد شهر رمضان وفي عيد الفطر المبارك، باختصار هناك سُعَار في الأسعار والمتضرر الأكبر هم المتقاعدون الذين يكون معاشاتهم عبارة عن فتات لا يتجاوز 25000 أو 20000، "أيش الديك وأيش مرقه".
** جرعة TNT **
ومن خلال حديثنا عن جرعة المحروقات والتي تعود بالخسارة على الكل، على حداً سوى، لذا ينضم إلينا فيصل صادق ناصر، مالك سوبر ماركت غزة بعدن بالقول: "إن الوقت الذي جاء فيه رفع مشتقات الوقود سبب لنا حرجا مع الزبائن، لأن توقيت الرفع الذي جاء متزامناً في ثالث أيام العيد خلق نوعا من التوتر بيننا وبين الزبائن، وفي خلال مدة قصيرة ثم الرفع السريع لبعض السلع الاستهلاكية من المصدر وخارج عن إرادتنا، مما يسبب لنا إحراجا ومشاكل مع الزبائن، لذا نرجو من الحكومة الرجوع عن هذا القرار الأحمق والمزعج ".
رأفت مراد العبسي - طالب جامعي، يتحدث وهو منزعج من هذا الزيادة في أسعار مشتقات الوقود صارخاً من المعاناة وقال: "عندما كان أخي الكبير يدرس في الكلية مع بداية 2004 فقد كان سعر وسيلة النقل الباصات كويسه 30 ريال، وكان أخي يعمل لهذه المواصلات ميزانية وتخطيط، أما الآن فحدث ولا حرج بلغت 150 ذهاباً ومثلها إياباً، ويعد هذا جنونا، هذه الجرعة يجب أن تسمى "TNT"، أصحاب الباصات هدفهم الرئيسي هو الربح فقط، أعتقد هذه سياسة تدفع إلى طمس الجنوب تعليماً واقتصادياً واجتماعياً".
** زيادة أسعار النفط = فقر وجوع وقهر **
صدام عبدالله الذيب - بائع خضار، تحدث عن هذه الجرعة والرفع في أسعار المحروقات قائلاً: "الوضع في اليمن لا يرضي صديق ولا عدو، إذ أن الكهرباء مقطوعة والماء مقطوع والديزل مقطوع والبترول مقطوع واليمن كله مقطوع، وفوق هذه يرفعوا الدعم عن مشتقات النفط، ذهبت الحكومة إلى منعطف أعوج لايفيد اليمن بشيء إلا زيادة المعاناة والفقر والجوع والقهر".
** جرعة سامة **
جيهان أحمد علي - موظفة، تحدث قائلة: "إن هذه الزيادة في أسعار النفط التي جاءت مع عيد الفطر المبارك أفسدت فرحة العيد برمته، ولا شك أن زيادة المشتقات يعني زيادة في الأسعار مما يخلق جرعة سامة تقتل الشعب الفقير".
وأضافت: "على الحكومة إقامة إجراءات اللازمة من أجل امتصاص هذه الجرعة، أعتقد أن اليمن سوف تدخل في عدة أزمات منها حرب أهلية و مجاعة، ولاشك من هذا، وأما الخاسرون من هذا الزيادة فهم الموظفون وطلاب العلم في مختلف المراحل التعليمية".
مع هذه المعاناة التي طرحت المواطن أرضاً تكلم الأستاذ سعيد خالد قاسم - موظف في جامعة عدن، الذي بدا مقهوراً وقال: "إن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية سوف يسبب حالة من التوتر في البلاد، وسيرتفع معدل البطالة وتزيد نسبة الفقر في البلاد، الآن القرص الروتي بـ 15 ريال والخضار ارتفعت تزامناً مع الزيادة".
في الأخير نختم استطلاعنا مع مياس علي مغلس - عامل في مصنع الذي قال: "إن زيادة أسعار المشتقات النفطية يعد سلبياً على البلاد، مما يدخلها منعرجا خطيرا من ازدياد الأسعار في المواد الاستهلاكية، وارتفاع معدل الفقر والجوع والتشرد، لأن المشتقات النفطية هي الأساس، ففي انخفاضها تنخفض أسعار المواد الاستهلاكية والعكس صحيح.. على الحكومة امتصاص هذا المأزق والخروج منه بعيداً عن التصعيد والغضب الشعبي الكبير".
رصد/ وليد الحيمدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى