الطلاب اليمنيون في ماليزيا يحتفلون بالعيد ببساطة وعفوية تضمد جراح الغربة

> كوالالمبور - جمال محمد الدوبحي

> الشوق إلى مسقط الرأس يوقظ المشاعر داخل نفوس اليمنيين في الخارج مع أول أيام عيد الفطر المبارك فيجرفهم حنين موجع إلى التجمعات العيدية الجميلة ولأشياء كثيرة يحبونها ومتعلقين بجذورها وعبق ماضيها.. يحنون إلى دفء العائلة وارتباطهم العاطفي بمحبيهم ومريديهم ومجتمعهم الذي يأنسون فيه وبه في المناسبات المختلفة فتباينت مشاعر الطلاب اليمنيين في ماليزيا الذين التقتهم «الأيام» بين إحساس بطابع من الرتابة بفقدهم لفرحة العيد، وبين من يؤكد أن مشاعره بالعيد في بلده الثاني ماليزيا لاتختلف كونها دولة إسلامية فيها كثير من أوجه التشابه في العادات والتقاليد؛ لكنهم لم ينفوا نقص فرحتهم بسبب بعدهم عن أسرهم.
** معاني العيد في الغربة **
يرى الطالب عبدالعزيز شمسان أن العيد في ماليزيا لا يختلف كثيراً عن اليمن في العادات والتقاليد وقال: “إن الماليزيين يحرصون كغيرهم في أول أيام العيد على أداء الصلاة، ومن ثم زيارة الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى تناول أطعمة العيد التي تكون غالبا مأدبة إفطار تقيمها الأسر والعائلات الماليزية ويجتمع عليها الجميع تعرف عندهم بـ(البيوت المفتوحة)”.
كما أكد أن فرحة العيد يجب أن لاتتلاشى وتختفي في الغربة، مشيدا بالماليزيين واصفا أهلها بأنهم (أهل ضيافة) مؤكدا أن بإمكانية الفرد - أينما كان - أن يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه.
بينما يرى أحمد الجرادي أن أجواء العيد في ماليزيا تختلف كليا عما هي في الداخل،ولكن لا بد من التغلب على هذا الشعور ومواجهة هذه التغيرات بخلق بيئة وأجواء من الحميمية والألفة نعيشها ، فمثلا نحرص على ارتداء الزي اليمني التقليدي، وحضور صلاة العيد ومن ثم الاحتفال والمعايدة، لافتا إلى أن الكثير من الماليزيين ما أن يروهم بلباسهم حتى يبدأوا بالسؤال عن العادات والتقاليد اليمنية المتعلقة بالعيد، وكيفية الاحتفال بهذه المناسبة.
برامج متنوعة للاطفال اليمنيين للاحتفال بالعيد
برامج متنوعة للاطفال اليمنيين للاحتفال بالعيد
** تواصل وزيارات **
وفي أول عيد له خارج الوطن من أجل إكمال دراسته يقول الطالب محمد اليافعي بنبرة حزن: “إن هذه الشهور هي الأولى في الغربة، وهذا أول عيد فطر لي خارج اليمن فلا أجد له طعم بدون الأهل والأصدقاء، ولا أعلم كيف سأقضيه بعيدا عنهم، وفضلت أن أقضي العيد في البيت متنقلا بين برامج (الواتس آب و السكاي بي وبرامج الماسينجر) وغيرها من وسائل الاتصال المرئي والسمعي، وأن أشاهد أهلي بالصوت والصورة نتحدث سوياً وكأننا في مجلس واحد”.
ويتحدث زين العيدروس عن برنامجه في العيد حيث قال: “نقضي أول أيام العيد بالاجتماع مع زملائي من الطلبة اليمنيين وغيرهم من العرب، حيث يبدأ برنامجنا من بعد صلاة العيد، فنجتمع في أحد المرافق السياحية والحدائق العامة ونتبادل أطراف الحديث معا وننعش ذاكرة العيد، ونقوم ببعض الألعاب والأنشطة الرياضية ومن ثم نتاول وجبة الغداء جميعا”.
فيما يرى الطالب عمر باقيس أن ما يخفف غربتهم هو تجمع الشباب في شقة أحد الطلاب للاحتفال بالعيد، أو يجتمعون في المطاعم والمقاهي العربية، مضيفا: “هذا يجعلنا نعانق روائح العيد ويخفف عنا عناء الغربة”.
** شواء وتخييم ورحلات بحرية **
وينظم الطالب عبدالرحمن البريهي وأصدقاءه في العيد رحلات سياحية يتعرفون بها على ماليزيا وما تملكه من أجواء متنوعة ومقومات سياحية طبيعية ذات مناظر ومشاهد جذابة حيث يقول: “قمنا في هذا العيد برحلة شواء بحرية لإحدى الجزر الماليزية المبهجة بجمالها، وذلك للاستمتاع بالطبيعة الخلابة، والأجواء الرائعة التي اتسمت بروح الإخاء وامتدت فترة التخييم ليومين تخللتها مباراة للكرة الطائرة، وجلسة اجتماعية ومسابقات”.
** برامج متنوعة للاحتفال بالعيد **
ويؤكد الطالب مصطفى الحاتمي أن فرحة العيد موجودة بالتواصل وإقامة الحفلات خلال أيام عيد الفطر وبتعاون العائلات اليمنية على إعداد أطباق العيد للطلبة من أجل منحهم الشعور بالجو العائلي في العيد ونحن كطلاب نعمل مسابقات ونتنافس في إعداد أفضل طبق للعيد ونشارك به أصدقائنا.
وأشار الطالب خالد اللبني إلى أهمية مثل هذه المناسبات لليمنيين الذين يعتبرون أنفسهم سفراء للوطن، فيساهمون بالتعريف بثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم من خلال دعوة أصدقائهم الماليزيين وغيرهم لخوض تجربة مع الأطعمة اليمنية والأكلات الشعبية التي تحوز على إعجاب كل من يتذوقها.
الطلاب اليمنيين في ماليزيا يحتفلون بالعيد مع عائلاتهم
الطلاب اليمنيين في ماليزيا يحتفلون بالعيد مع عائلاتهم
وأشاد الطالب سلمان باكرمان برجال الأعمال اليمنيين المقيمين في مختلف الولايات الماليزية الذين يقدمون الدعم من أجل إعداد برامج للأطفال تتضمن مسابقات لإضفاء روح البهجة والسرور وتوزيع الهدايا والحلويات وإدخال الفرحة في قلوبهم، وقدم أطيب تهاني العيد لأهله وأقربائه حيث قال: “أنتهز هذه الفرصة من خلال صحيفة «الأيام» الرائدة و أقدم أجمل التهاني والتبريكات لوالدي وأهلي وأصدقائي ولجميع أفراد الشعب اليمني وأقول لهم كل عام وأنتم بخير وبلادنا في
أمن واستقرار”.
** (السيلفي) يوثق لحظات العيد ببساطة وعفوية **
يحاول الطلاب اليمنيون الذين يقضون عيدهم في ماليزيا في ظروف أجبرتهم على قضاء هذه المناسبة بعيداً عن أهاليهم، استشعار هذه المناسبة السنوية بخلق أجواء العيد للتغلب على غصة الشوق للأهل والأصحاب ويصنعون أجواء من المرح والفرح، حيث انتشرت لهم مؤخرا صور (السيلفي) انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، انستجرام وغيرها) تظهر عمق الأخوة بينهم، وتوثق مظاهر العيد في بلاد الغربة ولحظاته ببساطة، ليشعروا بطعم العيد وإن فقدوا فيه طعم اجتماع الأهل والأحباب والأصدقاء.
الجدير ذكره أن (السيلفي) أو ما يعرف بـ(الصورة الملتقطة ذاتيًا) انتشرت بين أوساط الشباب وهي عبارة عن صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه أو مع أصدقائه بعفوية باستخدام الـ(سمارت فون) أو الكاميرا.
كوالالمبور - جمال محمد الدوبحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى