فعاليات متنوعة في غيل باوزير خلال أيام عيد الفطر المبارك

> استطلاع / عمر فرج عبّد - تصوير / عبدالله السيف

> شهدت مدينة غيل باوزير في محافظة حضرموت عددا من الفعاليات المتنوعة بمناسبة عيد الفطر المبارك، عكس من خلالها الأهالي ما تمتاز به المدينة وأهلها من طقوس عيدية وعادات وتقاليد ذات موروث شعبي.
الفعاليات التي استمرت على مدى أيام العيد شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً ونوعيا من مختلف أطياف المجتمع، عبروا من خلالها عن فرحتهم وسعادتهم بحلول عيد الفطر المبارك، وعلى الرغم مما يمتاز به أهالي هذه المدينة من موروث ثقافي في هذه المناسبة إلا أن هذه الطقوس اختلف مدى التعبير عنها من منطقة إلى أخرى بالغيل، نتيجة لضعف الدعم المادي، أو لعدم الاهتمام بها من قبل الشباب وصغار السن وبعضها لأسباب أخرى، الأمر الذي أدى إلى اختفاء كثير من الألعاب الموروثة منذ زمن لتغيب عن المشهد بالكامل في الغيل وبعض مناطق المديرية، وعلى الرغم من اختفاء الكثير من الموروث الشعبي في هذه المدينة إلا أن الشباب ابتكروا في (فرحة العيد) عملا طوعيا واكبوا من خلاله الحدث العيدي، وأعطوا للعيد رونقه وبهجته من خلال القيام بالعديد من المسابقات المتنوعة ذات الجوائز، كما شهدت المسابقات العديد من الفقرات المتنوعة وإبراز الإبداعات والأعمال المتميزة طيلة أيام العيد.
** طيور الجنة **
في أول أيام عيد الفطر المبارك أحيت فرقة الهدى للإنشاد والمسرح مهرجان طيور الجنة للأطفال في الساحة الخارجية للمركز الثقافي للأنشطة التربوية والمدعوم من رئيس المركز السفير محمد سعيد مديحج، وقد شهد مهرجان طيور الجنة التابع لمنتدى (الغيل الثقافي الاجتماعي) عددا من الفقرات المتنوعة الخاصة بالأطفال، كما قدمت فيه العديد من الابتكارات من الأطفال المشاركين، وشهد المهرجان توزيع الجوائز للفرقة من قبل جامعة الأندلس.
فرقة التوفيق للإنشاد التابعة لملتقى (التوفيق الشبابي) بالغيل بدورها أحيت حفلا عصر ثاني أيام العيد بموشحات دينية وإنشادية، وفي مساء ذات الليلة أيضاً أحيا شباب الغيل أوبريت (كفى) شارك فيه عدد من الأطفال والشباب وبراعم المستقبل من مختلف مناطق المديرية وقد عبر المشاركون من خلال الأوبريت عن الأوضاع الراهنة التي تعيشها المدينة واجتمعت على تكرار كلمة (كفى) التي رددها الجمهور كثيراً للمطالبة بإصلاح أوضاع مجتمع العلم والعلماء (غيل باوزير)، وقد نالت الأعمال إعجاب ورضا كل الحاضرين، كما حظي هذا الأوبريت بتغطية من قناة الغيل التي تبث على مستوى الغيل وبعض مناطق المديرية، مع تغطيتها أيضاً لبعض الحوارات المدارة من قبل بعض الأطفال ونقلها لكثير من المشاهد مباشرة من المديرية بغرض إبراز مواهب الأطفال.
** بادرة جميلة **
في الآونة الأخيرة ظهرت بادرة اجتماعية جميلة قام بها أبناء الحارات في مدينة الغيل وهي (العواد السنوي) وقد أصبحت عادة يمارسها أبناء الحارات في لم الشمل يجتمع فيها الجميع بعد أن يتم الإعداد لها مسبقا ويتدارسون فيها المفيد للمصلحة العامة، وتشهد بعضا من الفرفشة والمسابقات وتقدم فيها الهدايا، وقد انطلقت هذه المبادرة الجميلة والرائعة بعيدا عن مظاهر التعصب أواخر التسعينات من قبل أهالي منطقة (ذهبان) وتوالت في الأحياء والحارات بالمدينة.
** زيارة تاريخية (شيخنا جئناك) **
جرت العادة منذ زمن بمناسبة أيام العيد أن يقوم الأهالي في ثاني أيام العيد (صباحا) بالتوافد مع أولادهم من مناطق مديرية الغيل إلى منطقة النقعة بالمديرية في زيارة (شيخنا جئناك)، وهي زيارة موروثه منذ القدم إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا لهذه العادة والتقاليد والطقوس التي كانت متبعة في المنطقة، ليقتصر الأمر اليوم فقط على إقامة بعض الألعاب الشعبية من أبناء المديرية والعواد، وكذا زيارة منطقة النقعة التي تكون في أجمل أيامها، حيث البسطات المنتشرة الخاصة ببيع الحلوى والمأكولات وألعاب الأطفال المتنوعة، وتبدأ هذه الزيارة في الصباح الباكر من اليوم الثاني للعيد حتى الظهر، ومنطقة النقعة لها رصيد تاريخي في الموروث الشعبي والطقوس الدينية والعادات والتقاليد، ففي أول أيام العيد ينظم آل باوزير بالنقعة (الزفة) وهي لعبة تاريخية مشهورة، يقوم بها مشايخ آل (باوزير) وهناك ألعاب تمارس كذلك من قبل أبناء المنطقة، وكذا مهرجان فرحة العيد السنوي بمنطقة النقعة الذي يقيمه ملتقى شباب النقعة على (الفيس بوك) عصر ثاني أيام العيد حيث يشهد العديد من الألعاب والمسابقات المتنوعة، كما قدم أطفال النقعة مشهدا جسدوا من خلاله ما يجري لأهل غزة وما يتعرضون له من قتل وتدمير من قبل العدو الصهيوني.
** المشهد الثقافي **
حراك المشهد الثقافي تصدر الفعاليات العيدية في الغيل، حيث شهدت عدد من الجمعيات والمنتديات المختلفة بالمديرية فعاليات فنية متنوعة في العواد السنوي في ثاني أيام العيد أبرزها (جمعية أنصار التراث) التي عبر رئيسها أكرم أحمد باشكيل عن سعادته الغامرة للنجاح الذي حققته الجمعية والذي تجلى في الحضور الإيجابي والتفاعل من قبل المشاركين الذين ساهموا بشكل كبير في إنجاح الأمسية العيدية.
جمعية حضرموت الخيرية الاجتماعية أقامت عوادها السنوي في ثالث أيام العيد بحضور شخصيات اجتماعية وأعيان وشخصيات ثقافية وإعلامية وعدد من مدراء عموم والمسؤولين، وقد تم تكريم رئيس الجمعية فرج سالم المعشي من قبل الأخ فوزي فرج خريصان رئيس جمعية الإبداع والمسرح الكوميدي بالغيل عرفانا منها لتفعيل نشاط الجمعية وتحقيق إنجازاتها الرائعة في خدمة المجتمع، وكانت الجمعية قد صرفت أكثر من ستة ملايين ريال يمني في مشاريع خدمية وإنسانية وساهمت في إرسال عدد من مرضى القلب إلى دولة الإمارت للعلاج، كما أن لها العديد من المشاريع المستقبلية منها السعي في بناء إقامة مستوصف خيري بمساعدة فاعلي الخير.
من جهته، منتدى الغيل الثقافي أقام العواد السنوي، استعرض فيه نشاط المنتدى، كما أقام المنتدى الإعلامي بالمديرية الذي يضم نخبة من الإعلاميين والصحافيين هو الآخر سلسلة من الزيارات الميدانية للشخصيات الاجتماعية والمهتمة بالتراث والأدب والشعر والرياضة، وكذا للمقعدين في بيوتهم ممن خدموا المجتمع في مجالات مختلفة، إذ عرفت الغيل المجتمع المدني والتعليمي والثقافي منذ القدم، فهي أرض العلم والعلماء، ويوجد فيها عدد كبيرمن الكوادر من الجمعيات والمنتديات المختلفة والمتنوعة.
** حديقة لأبناء الأغنياء فقط **
تخلو مدينة الغيل رغم عراقتها من الحدائق والألعاب الخاصة بالأطفال والمتنزهات التي تمكن الأطفال من اللهو واللعب في الأعياد والمناسبات، إذ لا يوجد بها سوى حديقة صغيرة لا تتناسب وحجم المدينة، ويتم حرمان الأطفال من اللعب فيها بعد أن سلمت لأحد المستثمرين، الأمر الذي حرم الأطفال - لاسيما أبناء الفقراء - من ممارسة ألعابهم التي اعتادوا عليها في الماضي والاكتفاء بالمشاهدة من بعيد لعدم القدرة على دفع مبالغ الرسوم الخاصة بممارسة الألعاب التي تتمتع بها الحديقة، وعادة ما ترى هؤلاء البسطاء متواجدين في الفرفشة والمسابقات والجوائز التشجيعية المقدمة من قبل مهرجانات فرحة العيد المجانية التي تقام في الغيل والمناطق المجاورة ومنها منطقة (الصداع وحبابير) وغيرها.
** ساحل شحير الجميل **
يشهد الساحل الذهبي بمدينة شحير الساحلية طيلة أيام العيد إقبالا كبيرا من قبل العائلات والمواطنين من أنحاء المديرية للتنزه والترفيه عن النفس، كما يشهد الساحل العديد من الفعاليات والمسابقات المتنوعة، وكانت مؤسسة (شحير الاجتماعية الخيرية) التي لها الكثير من الأعمال الخيرية قد أقامت مشروع تنظيم التنزه في البحر وفقاً لعادات وتقاليد المجتمع المسلم وبتمويل مصنع المستنير للبلاط والرخام بشحير وهو ما أعطى النزهة العيدية والفعاليات روعة ونجاحاً كبيرين.
** أكبر حديقة لم تنجز **
حديقة الرئيس تعد أكبر حديقة بساحل حضرموت بمساحة 500×500 متر (25 ألف مترمربع) في الغيل تم الشروع في بنائها عام 2005 م بكلفة ستمائة وتسعين مليونا ولم تنجز بعد لعدم وجود الكهرباء والماء والإسفلت بطول كيلومترين مع تشجير الحديقة، كما ذكر رئيس قسم المشاريع بمكتب الأشغال العامة بالمديرية رئيس مشروع الحديقة المهندس علي باعيسى، ويبقى السؤال لدى المواطن متى سيتم إنجاز هذه الحديقة؟.
استطلاع / عمر فرج عبّد - تصوير / عبدالله السيف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى