مديرمعهد النور للمكفوفين بعدن ..المعهد يقدم خدمات كثيرة ونطمح بتوفير وسائل مواصلات والمواد الخامة لبعض المهن

> تقرير/ أمين المغني

> فئة المكفوفين شريحة من شرائح المجتمع أصابت الإعاقة إحدى حواسهم أو أكثر فجعلتهم بحاجة لرعاية خاصة من المجتمع ليكونوا عناصر فاعلة ومنتجة في شتى مجالات الحياة.
معهد النور للمكفوفين بعدن الذي يُعد أول معهد خاص بالمكفوفين في الجزيرة العربية، أخذ على عاتقه هذه المسؤولية منذ نشأته في بداية خمسينات القرن الماضي لرعاية هذه الشريحة وتأهيلها في مختلف المجالات التعليمية والاجتماعية بما يحقق ويلبي الطموحات المستقبلية لهذه الفئة وجعلها عناصر لها وجودها ودورها في صنع المستقبل.
الأيام زارت هذا المعهد الذي أصبح قبلة للمكفوفين والتقت بمديرته ماجدة هزاع وخرجت بالتقرير التالي.
** نشأة المعهد **
أنشئ معهد النور للمكفوفين في أوائل خمسينات القرن الماضي بعدن من قبل جمعية عدن الخيرية التي كان لها الفضل الأول في وضع النواة الأولى للمعهد في أحد عنابر (ARM POLICE) معسكر عشرين يونيو -حالياً- الواقع بكريتر وقد انحصر نشاطه في بدء تأسيسه على الأعمال اليدوية كالخيزران والحبال والعزف والحياكة، وقد شكلت تلك الأعمال والمنتجات في حينها مصدر دخل لأولئك المكفوفين.
وفي يناير1960م دخل نشاط المعهد مرحلة جديدة، من خلال افتتاح مقره الحالي في المعلا واعتماده كأول معهد للمكفوفين في الجزيرة العربية، وتعود تسمية هذا المعهد إلى اسم مؤسسة الإنجليزي(Railly Institute) وتحمل مسؤولية قيادته الأستاذ محمد سلام ناجي الذي يُعد أول مدير يمني الجنسية.
كما شهد المعهد في نوفمبر2001م عملية إعادة ترميم، ومن ثم بدأ الاهتمام بالجوانب الإدارية والتربوية وهو ما جعل المعهد يتميز بالخدمات التي يقدمها للكفيف كتوفيرالمناهج المطبوعة بطريقة (برايل)، وكذا الآلات والوسائل التعليمية المختلفة، كما تضمنت الخدمات المقدمة من قبل المعهد خدمة تدريب وتأهيل مجموعة من المدرسين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ مثل دورات تعلم الكتابة بطريقة (برايل) والتدرب على برنامج فن الحركة، وكذا التدرب على الطباعة بالآلة الكاتبة للمبصرين، ودورات حول ضعاف البصر، وأخرى حول التوعية الانتخابية للكفيف، بالإضافة إلى دورات حول دمج المكفوفين في المجتمع وغيرها من الدورات، وهوالأمر الذي أدى إلى إكساب المعهد شهرة وصيتاً بين كافة معاهد الجمهورية الخاصة بالمكفوفين، وقد تكررت الزيارات الميدانية إلى المعهد من قبل هذه المعاهد لتبادل الخبرات في كافة المجالات التعليمية والمهنية وتطوير وتوسيع البرامج المتنوعة التي من شأنها أن ترفع من الوعي لدى الكفيف.
كما شهد المعهد منذ تأسيسه تطورات ونقلات نوعية، واكب فيها سياسة التدريب والتأهيل والتعليم التي تتطلع إليها وزارة الشئون الاجتماعية، ممثلة بمكتبها في المحافظة، ويكون المعهد بهذا قد قطع شوطاً كبيراً في تحقيق أهدافه المحددة والمرسومة بما يواكب اتجاهات المحافظة وخططها بتخصيص خمسة في المائة من الوظائف العامة للمعاقين ومن ضمنهم المكفوفين.
** أهداف المعهد **
للمعهد عدد من الأهداف يسعى إلى تحقيقها، ووفقاً لمديرة المعهد ماجدة هزاع "فإن الهذف الأسمى الذي أنشئ من أجله المعهد هو الرفع من مستوى هذه الشريحة وجعلها فئة فاعلة في المجتمع من خلال العمل على تعليم أفرادها الذي عادة يبدأ من سن 5 - 15 سنة في المعهد، وفقاً للتعليم والمنهج الحكومي بطريقة (برايل) الخاصة بالمكفوفين، وكذا دمج الكفيف في المدارس الحكومية القريبة لسكنهم مع نظرائهم الطلاب وتزويدهم بالمناهج والوسائل الخاصة، بالإضافة إلى محو الأمية بين كبار المكفوفين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 45 سنة، وتأهيلهم وتدريبهم على بعض الحرف اليدوية وتقديم مختلف أوجه الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية مع توفير وإدخال مختلف أنواع الأنشطة التعليمية والترفيهية الملائمة في المعهد، بالإضافة إلى تعريفهم بالمجتمع والبيئة المحيطة بهم والعمل على إشراك الكفيف بكافة الفعاليات والأنشطة المجتمعية والمشاركات الرياضية والفنية، وكذا إقامة المعارض والمحاضرات التوعوية والمخيمات والتواصل مع الجهات الداعمة لبناء صفوف إضافية، وقاعات الأنشطة، وتوفير الوسائل للعمل مع المكفوفين، ووضع ميزانية مستقلة خاصة لتشغيل القسم المهني في المعهد، إلى جانب المسح الميداني الدوري للمكفوفين على مستوى محافظة عدن؛ ليتم استيعابهم في الأعوام الدراسية القادمة وذلك للاستفادة من الخدمات التي يقدمها المعهد، في مجالات مختلفة كإعداد البحوث العلمية الخاصة بالمكفوفين، وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة، وكذا تقديم المنح الدراسية في مجال الرعاية بالمكفوفين وفتح أقسام مهنية داخل المعهد من قبل المعاهد المهنية حسب متطلبات سوق العمل وما يتناسب مع قدرات المكفوفين".
** أقسام المعهد **
يضم معهد النور للمكفوفين بالمعلا حالياً حسب مديرته ماجدة هزاع: "عددا من الأقسام كالقسم الإداري،وقسم الكمبيوتر،القسم الاجتماعي،والقسم الغذائي، القسم الصحي وضعاف البصر، والقسم الفني، القسم المهني، القسم الرياضي، والقسم الثقافي والقسم التربوي، ولكل قسم من هذا الأقسام مهمة خاصة يقوم بها؛ خدمة لهذه الشريحة من المجتمع التي تحتاج إلى رعاية خاصة لجعلها فئة وشريحة مجتمعية فعالة في المجتمع، ولهذا فالقسم الاجتماعي في المعهد تتلخص مهمته في استقبال الحالات الجديدة وتعبئة البيانات الاجتماعية من واقع الميدان وفقا لدراسة متكاملة، ورفع مستوى الوعي لدى الأسرة والمجتمع بشأن قضايا الإعاقة وإجراء الدراسات والبحوث الاجتماعية والمسوحات المهمة لما من شأنه الإسهام في رفع قدراتهم وحل مشكلاتهم والإسهام في كل ما يتعلق بالعمل الاجتماعي وغير ذلك من الأعمال التي تخدم هذه الشريحة في هذا المجال، في حين يضم القسم التربوي : صف محو الأمية للكبار الذين تتراوح أعمارهم بين (15 - 45 سنة)، وكذا صف الدمج العكسي (من طلاب المدارس العامة) كما يوجد صف بإمكانيات متواضعة لذوي الإعاقة المزدوجة، ويتلخص نظام الدراسة فيه من التمهيدي، ثم الأول إلى الصف الخامس، حيث تنتقل العملية التعليمية فيه إلى عملية الدمج، وهي دمج الطلاب في مدارس التعليم العام وفقاً لشروط الدمج وخططه وبرامجه".وتضيف مديرة المعهد: " كما يحرص القسم الثقافي في المعهد على رفع مستوى الوعي الثقافي في أوساط المكفوفين وتهيئتهم للدمج في المجتمع من خلال توفير الوسائل التي تمكنهم من التثقيف كتوفير مكتبة في المعهد للمطالعة تحتوي على كتب وقصص ومختلف المعلومات وبطريقة (برايل)، مع إقامة المحاضرات والدورات الثقافية، بالإضافة إلى إقامة المسابقات الداخلية والخارجية بالتنسيق مع المدارس الأخرى أو مراكز الرعاية الاجتماعية وتبادل الزيارات مع مختلف المؤسسات الاجتماعية والمشاركة في المعارض التعريفية والرحلات الترفيهية وأمسيات ومخيمات صفية وغيرها من الأنشطة والبرامج الثقافية؛ كما يشمل معهد النور للمكفوفين أيضاً على قسم خاص بالرياضة من منطلق (العقل السليم في الجسم السليم) ،وفيه وفرت إدارة المعهد مناخاً مناسباً لهذه الأنشطة والألعاب كالشطرنج، وألعاب ساحة وميدان، بالإضافة إلى كرة الهدف الخاصة بالمكفوفين، وشد الحبل، وألعاب التسلية والترفيه (بطة - دمنة وغيرها)، حيث تضم هذه الألعاب: لعبة سباق الماراثون".
وأوضحت هزاع: "أن القسم الفني في المعهد يستخدم وسائل تعليمية مناسبة للمكفوفين يتم الاعتماد فيها على حاسة السمع وذلك من خلال تطوير الإدراك الحسي وبالذات السمعي لدى الطلاب عبر توفير الآلات الموسيقية المختلفة، وتكوين الفرق الموسيقية من أوساط المكفوفين أنفسهم وإيجاد الكادر المختص بتدريهم في هذا المجال، مع تخصيص جداول وحصص في البرنامج التعليمي لذلك وتشجيع الهوايات المختلفة وتحفيز الميول والهوايات، في حين يتمثل القسم المهني بالاهتمام بمختلف الأعمال اليدوية والحرفية (القش، الصوف، السلال، الحبال، الخيزران وغيره، إلا أن ارتفاع كلفة المواد الخام، وعدم توفرها، ولحاجتها لموازنة كبيرة اقتصر هذا القسم على بعض المشغولات اليدوية البسيطة مثل (السلال، المفارش ، الدمى)، وتوقفت أعمال الخيزران المهمة في الأعمال المهنية للمكفوفين".
** التطلعات المستقبلية **
تؤكد مديرة المعهد ماجدة هزاع: "بأن لدى المعهد وإدارته كثير من الآمال والطموحات مرسومة يجب أن تحقق خدمة لهذه الشريحة أهمها: إنشاء مكتبة سمعية ناطقة، وورشة كمبيوترات ناطقة للمكفوفين بهدف فتح آفاق جديدة من العلم والمعرفة، إضافة إلى تظليل ساحة المعهد (الفناء) من أشعة الشمس لما لها من أضرار على الكفيف وخصوصاً في أيام الحر الشديد، وكذا السعي للعمل على تشكيل قسم للتدريب المهني بشكل أفضل (الخيزران والقش) من خلال توفير المواد الخام، رغم أن هذا القسم متوقف لعدم وجود المواد الخام والحصول على وسائل مواصلات لتوصيل الطلاب المكفوفين في المناطق البعيدة من وإلى المعهد كالبريقة، وبئر أحمد، مديرية الشعب، مع تجهيز الساحة الخلفية بالألعاب المختلفة للتسلية والترفيه للمكفوفين، وفتح ورش جديدة وآفاق تسويقية لمنتجات المكفوفين اليدوية والتوسع في بناء فصول جديدة بالإضافة إلى ورش عمل مناسبة".
تقرير/ أمين المغني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى