تساؤلات تكتنف وفاة المتهم الأساسي في انتهاك براءة (شيماء)

> استطلاع / فردوس العلمي:

> من بين السطور نسمع آهات الوجع وتنهيدات وتوسلات لم يسمعها بشر، ماتت شيماء واغتيلت براءتها من قبل ذئاب بشرية جردت من إنسانيتها في ليلة ظلماء غاب فيها القمر.. ماتت والدتها.. الصدر الحنون لتصبح شيماء يتيمة وتعيش في كنف خالتها وجديها حياة متواضعة في جميع مناحيها، شيماء ذات السنوات الثماني لم تكن تعلم أنها لن تتم عامها ذلك، وأنها على موعد مع الخطف، والاغتصاب، ثم القتل.
وهنا نسأل وحق لنا أن نسأل كيف تراءت لكم شيماء أيتها الذئاب البشرية لتفعلوا فعلتكم الشنعاء تلك؟ جريمة يتألم منها القلم وتبكيها الحروف، وتذرف منها العيون دماً ودمعاً، بكتها القلوب بصمت، فمجرد أن تصوغ حروف اسم (شيماء) تتوجع السطور وتنفث نار الألم حين تتخيلها أمامك.. ما أصابك يا صغيرتي من وجع، ليرتسم بكل جبروت الألم على السطور لتحكي لنا الحروف حكاية اغتيال براءة طفلة لم تكمل عامها الثامن وموت ضمير الإنسانية بين أروقة الدنس.
ففي نهاية شهر شعبان الماضي في تلك الليالي الروحانية والليالي الأولى من شهر رمضان المبارك وحيث العباد يتنفسون عبق أريج أول لياليه كانت هناك ذئاب بشرية تعقد صفقة مع الشياطين قبل أن تُصفد لتدنس براءة الطفولة، لم يكن ذنبها إلا إنها من أسرة فقيرة ذهبت لتحضر لجدتها شربة ماء من الجيران لتروي عطشها، كانت شيماء في تلك اللحظات ذاهبة وهي لاتدري بأنها على موعد مع قدرها المحتوم مع تلك الوحوش.
لقد كثرت حوادث اغتصاب الأطفال (ذكورا وإناثا).. براءة تغتصب من قبل ذئاب بشرية لم تجد من يصدها، فلا دولة ولا قانون يردعها ولا ضمير يوقفها، فمثل هؤلاء ليس لهم ضمير، إنهم حيوانات مفترسة بهيئة بشر، باتت تمارس افتراسها دون حسيب أو رقيب من أحد، وفي كل مرة تُقيد الجريمة ضد مجهول، أوالتخلص منه بطريقة غير مباشرة كما هوالحال مع (موسى) المتهم الأول في هذه القضية.
«الأيام» ولأهمية هذا القضية وأثرها السلبي والفاجع في المجتمع العدني والبلاد بأسرها، استطلعت آراء نخبة من أبناء المجتمع ورؤساء المنظمات الحقوقية لتسلط الضوء على هذه القضية وخلصت إلى الآتي.
** جريمة أقضّت مضاجع أهل عدن **
رئيسة مؤسسة (رسيل) للتنمية الإعامية الصحفية خديجة بن بريك وإحدى مناصرات القضية أكدت عبر الصحيفة “ضرورة قيام الجهات الأمنية بواجبها تجاه هذه القضية التي أقضّت مضاجع أهالي عدن والبلد بأسره لبشاعة جرمها”.
وعن مناصري هذه القضية أوضحت بن بريك أن “هناك عددا من المنظمات قامت ومازالت تقوم بدورها لمناصرة هذه القضية منها مؤسسة (إنصاف) والتي قامت بدورها بتبني هذه القضية منذ اليوم الأول من اكتشاف الجريمة وقد أعلنت هذه المؤسسة ممثلة برئيسها إيهاب باوزير عن حملة (الشيماء لمكافحة الاغتصاب) ونحن في مؤسسة رسيل للتنمية الإعلامية أيضاً ممن خرج وشارك لمناصرة هذه الحملة، ولهذا ندعو كل منظمات المجتمع المدني كافة إلى تحمل مسؤليتها تجاه هذه القضية والعمل بكل جد على مناصرتها والوقوف بقوة إلى جانب مؤسسة (إنصاف) من أجل الطفلة شيماء”.
وتمنت بن بريك في ختام حديثها على الجهات المعنية “القيام بواجبها في التحقيق بجدية في القضية وسرعة البت فيها انتصارا لبراءة الطفولة المغتالة وإحلالاً للأمن والاستقرار بعد أن بات الانفلات الأمني يقض مضاجع أبناء هذه المحافظة المسالمة”.
وعن وفاة المتهم الأول في ظروف غامضة أوضحت بن بريك أن “المتهم المتوفى (موسى) ليس محور عملنا الآن، وما يهمنا الآن هو تحقيق العدالة لشيماء أولاً، بعدها سيكون لكل حادث حديث وفي مقدمتها الحصول على الأسباب الخفية وراء وفاة المتهم الأول في القضية، حتى لاتتكرر مثل هذه الأمور في السجون”.
** غياب القانون **
الصحفية كفى الهاشلي أعادت ما يجري في المحافظة والبلد بشكل عام إلى غياب القانون وما نتج عنه من تأخير في الفصل في القضايا والخصومات وإنزال العقوبة على مرتكبيها، الأمر الذي شجع على انتشار الجريمة بهذا الشكل المخيف، وما جريمة الطفلة شيماء إلا واحدة من مسلسل الجرائم التي ستستمر مادام الأمر على هذا الحال في ظل غياب القانون”.
وتضيف الهاشلي أن “قضية شيماء دفنت أو يحاول رجال القضاء والقانون دفنها وإنهاءها بالكامل مستغلين في ذلك ضعف تطبيق القانون بعد أن أضحى بيد من لايحترمون النظام ولا القانون ويستغلونه في تحقيق مصالحهم الضيقة وأهوائهم الشخصية، وهو ما أوصل الوضع في عدن إلى ما هو عليه اليوم”.
وتؤكد الهاشلي: “شيماء لم تمت بل عدن التي أضحت تموت كل يوم من قبل بلاطجة القتل والموت وناهبي الثروات من الفاسدين والمهربين الذين عاثوا فيها فساداً في جميع مناحي الحياة الأمنية والتعليمية والصحية والاقتصادية تحت مررات واهية، ولهذا فقصة شيماء ليست الأولى بعدن ولن تكون الأخيرة فقصص الاغتصاب كثيرة وتقشعر منها الأبدان”.
وتضيف “نحن الإعلاميين وكل من تبنى هذه القضية نطالب الجهات المختصة في المحافظة بسرعة الكشف عن المستور في هذه القضية والدفاع عن أطفالنا الذين باتوا معرضين للخطر والموت الوحشي”. وعن الموت المفاجئ للمتهم الأول تساءلت الهاشلي “كيف لرجل أن يموت وهو داخل الشرطة؟ الأمر الذي يوجب على الجهات المختصة الكشف عن فحص الطب الشرعي للمتهم الأول لمعرفة أسباب وفاته”.
وتمنت الهاشلي من رجال الأمن أن “يعملوا بأمانة وصدق انتصاراً لبراءة طفولة انتهكت وقتلت ليعرف المجتمع تفاصيل مقتل الطفلة شيماء بعد اختطافها واغتصابها ولماذا يموت المتهم بسجن الشرطة؟.
** أبشع جريمة تشهدها عدن **
بدورها الإعلامية حليمة محمد اعتبرت أن “جريمة الطفلة شيماء شهاب من أبشع الجرائم التي شهدتها مدينة عدن، من حيث الوحشية وشناعة وجرم ما تعرضت له بدءاً بالخطف والاغتصاب فالقتل والتمثيل، جرائم عدة ارتكبها مجرموها بحق براءة طفلة لم تتم عامها الثامن، الأمر الذي يوجب على الجهات القضائية إنزال أشد العقوبات على مرتكبيها لتكون عبرة لمن لا يعتبر”.
واستنكرت حليمة “التقاعس والعمل غير الجاد من قبل المعنيين في الدولة تجاة القضية”، مشيدة في الوقت ذاته بالدور الذي قامت وما تزال تقوم به منظمات المجتمع المدني لمناصرة القضية”.
وقالت “نحن مستعدون لمناصرة هذا القضية بكل ما اؤتينا من قوة، لكونها ليست قضية شيماء وأهلها وحسب، بل هي قضيتنا جميعاً دون استثناء، ولهذا إذا لم يجد مرتكبو الجرائم رادعا فسيظل مسلسل هذه الجرائم مستمرا في حصد واغتيال براءة الطفولة والمجتمع بأسره”.
وتختم بالقول: “مات المتهم الأول (موسى) وما زال الغموض يخيم على مقتله، ولكن مازال المتهم الثاني في قبضتة الجهات المعنية، ولهذا نطالب بإنزال اشد عقوبة عليه ليكون عبرة لغيره من الذئاب البشرية ممن تجردوا من إنسانيتهم في هذه المدينة المعروف عن أهلها التمدن والسلم الاجتماعي”.
** قضية الجميع **
رجل الأعمال الشيخ فهمي قشاش قال: “قضية شيماء قضية رأي عام،ومناصرتها واجب إنساني على الجميع حتى تحقيق العدالة عى مرتكب الجريمة”.
وأكد قشاش أن “المخدرات التي باتت منترة في الجنوب سبب رئيس في الانفلات الأمني وإقلاق السكينة وتدمير الشباب فيها”، مطالباً في الوقت ذاته الأسر ب“تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أبنائها من الوقوع في هذا المستنقع”.
كما طالب القشاش بأن تكون العقوبة مشددة بحق المجرم وذلك بتنفيذ شرع الله وبصورة مستعجلة، حتى يكون الحكم رادعاً لكل مستهتر بأرواح الطفولة، ويكون عبرة لكل من يتجرأ على حرمات الأطفال.
وحذر الشيخ قشاش في ختام حديثه من تمييع القضية أو التهاون فيها من قبل السلطة المخولة تنفيذ الحكم.
استطلاع / فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى