في بيان لمجلس علماء أهل السنة بحضرموت حول ما تشهده المحافظة من هجمات..ندين بشدة الانفلات الأمني بحضرموت ونحمل الدولة مسؤولية تباعاته الخطيرة

> المكلا «الأيام» متابعات:

> أصدر مجلس علماء أهل السنة بحضرموت بياناً حول الأحداث الدامية التي تشهدها المحافظة، عبر فيه عن إدانته الشديدة للإنفلات الأمني، وحمل الدولة مسؤولية الانفلات وما نجم عنه من تبعات خطيرة.
وجاء في البيان الذي صدر يوم أمس الأول:
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت وهو يتابع ما تمرّ به البلاد عموماً وحضرموت خصوصاً من فتنٍ واقتتال وتحرّكات مشبوهة قد يترتب عليها مزيد من الفتن والمآسي والنكبات على عموم المسلمين في هذا البلد الطيب بلد الإيمان والحكمة وأهله الذين وصفوا برقة القلوب ولين الأفئدة، وعرفوا على مدى تاريخهم بحب السلم والأمن ونشر المحبة والتسامح بين الناس.
أولاً: وانطلاقاً من قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران:187] ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم : [الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم] أخرجه مسلم.. والمجلس يقرر ما يلي:
إدانته الشديدة للانفلات الأمني غير المسبوق الذي ترتب عليه فتنة عمياء وبلاء شديد اكتوى بناره كل أحد يعيش في هذه الأرض، ويحمّل الدولة مسؤولية ذلك كاملا، ويذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ما من عبدٍ يسترعيهِ اللهُ رعيةً ، فلم يَحُطْها بنُصحِه ، لم يجد رائحةَ الجنةِ] أخرجه البخاري.
ثانياً: يدين ويستنكر الحوادث النكراء حوادث القتل والاغتيال والمواجهات المسلحة وعمليات السلب والنهب من أية جهة كانت، وتحت أي مبرر حصلت، فكلها جرائم لا يجيزها شرع ولا يقبلها عقل ولا يترتب عليها سوى الشر والهلاك، وهي داخلة في قوله تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:206:204].
ثالثاً: يدين بشكل خاص المذبحة المروعة والبشعة التي تُعدّ سابقة خطيرة وغريبة على هذه البلاد ولا تمت إليها ولا إلى قيمها بصلة، حادثة قتل الأربعة عشر جندياً والتي حصلت مساء الجمعة 8-8-2014م بمنطقة حوطة أحمد بن زين بحضرموت.
هذه الجريمة النكراء البشعة التي قلّ أن تحدث في التاريخ إلا على أيدي من وصموا بالوحشية والإجرام المتناهي، وهي مجرَّمة في الشريعة الإسلامية بل وفي جميع الشرائع السماوية والأنظمة الأرضية والأعراف البشرية والإسلام منها بريء.
رابعاً: لا يجوز أن يقحم المواطنون ويُنصّبوا بديلاً عن الجيش والأمن في مواجهة المفسدين والمخربين ويعفونها عن واجبها الذي أنشئت من أجله وهو حفظ أمن وسيادة البلاد والعباد داخلياً وخارجياً وفي جميع الأحوال.
خامساً: لا يجوز اتخاذ المواطنين دروعاً بشرية أو الانطلاق من وسط التجمّعات السكانية لشن العمليات القتالية، وأن ذلك من العدوان الصارخ على المواطنين الآمنين وموصل إلى تعريضهم للمخاطر التي لا قبل لهم بها.
كما لا يجوز أن تبقى المعسكرات داخل المدن والتجمعات السكانية لما يترتب على بقائها من المخاطر والأضرار الجسيمة عليهم.
سادساً: يحرم على كل مواطن أن يعين على ترويع الآمنين أو أذيتهم أو المساس بأنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم، ولا يجوز له أن يُؤوي من يفعل ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [...فمَن أحدَث حدَثًا أو آوى مُحدِثًا فعليه لعنَةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين، لا يُقبَلُ منه عَدلٌ ولا صَرفٌ] أخرجه البخاري.
سابعاً: يدين المجلس ما انتشر في الآونة الأخيرة من الاقتتال بين إخوة الدين والنسب والجوار من المواطنين في هذه البلاد على خلفية الثارات القبلية والمشاكل الاجتماعية أو الحقوقية، ويقرر أن ذلك من قتال الفتنة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : [... ومن قاتلَ تحتَ رايةٍ عميّةٍ ، يغضبُ لعُصبةٍ، أو يدعو إلى عُصبةٍ، أو ينصر عُصْبةً، فقتلِ، فقتلة جاهليّةٌ] أخرجه مسلم.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا ترجِعوا بعدي كُفَّارًا يضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعْضٍ] أخرجه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: [إذا التقى المسلمان بسيفَيْهما فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ.. قلتُ: يا رسولَ اللهِ هذا القاتلُ، فما بالُ المقتولِ؟ قال: إنه كان حريصًا على قَتْلِ صاحبِه] أخرجه البخاري .. ولا يجوز لأحد أن يتبع قبيلته على بغيها وعدوانها على غيرها.
ثامناً: يدعو المجلس عقلاء هذه البلاد إلى النهوض بواجبهم والقيام في تحقيق هدنة عامة بين جميع أبناء هذه المحافظة والساكنين فيها من غير أهلها ممن جاؤوا لطلب الرزق أو غيره من المصالح وحافظوا على السلم الاجتماعي والتقيد بما عليه إخوانهم من أبناء المحافظة من الأمن والأمان، وأن يرتبوا لهذه الهدنة من الضوابط والإجراءات ما يكفل نجاحها وتحقيق أهدافها وأن تكون بداية لوأد الفتنة وإحلال الأمن والاستقرار والأخوة مكانها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى