ألم يأن لكم أن تكتبوا ؟

> محمد نجيب:

>
محمد نجيب
محمد نجيب
قديما كانت الدول والشعوب تتبادل وتتناقل فيما بينها العديد من العادات الاجتماعية والإنسانية، المتصلة بالملبس، المأكل، المسكن، الموسيقى... إلخ، وكذا تبادل المعلومات حول التجارب والمعارف بمجالات الطب، العلم، الثقافة، الاقتصاد، الصناعة والزراعة وذلك من خلال سفر وتنقل الأشخاص من بلد إلى آخر لغرض العمل أو السياحة أو للدراسة أو للتجارة، حيث كان التجار ينتقلون إلى خارج أوطانهم لبيع بضاعتهم التي تشتهر بها بلدانهم (طريق الحرير/ البخور/ تجارة البهارات).
ولنا في الصحابي الجليل سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أسوة، حين اقترح على سيدنا محمد - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - حفر خندق حول المدينة المنورة لصد جحافل قريش الكافرة.
وفي عصرنا الحديث وخاصة بعد حملات الغزو والاستعمار المستعرة التي قامت بها الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا العظمى في كل أصقاع العالم، استفادت كثيراً من موارد وخيرات الدول المستعمَرة (بفتح الميم) وكيف أن هذه القوى الاستعمارية أيضا أفادت الدول التي احتلتها عبر نقل خبراتها وتجاربها وما حققته من تقدم بمجال الاقتصاد والإدارة والتعليم والصحة إليها.
وعدن المحروسة هي مثال حي لتبيان الفرق بين ما كانت عليه عندما احتلها الإنجليز عام 1839 م، وبين الحال الذي وصلت إليه عشية الاستقلال الوطني في 30 / 11 / 1967 م حيث كانت عدن حينذاك تتميز بتوفر الخدمات الأساسية فيها من كهرباء ومياه ومواصلات وغيرها، ناهيك عن ملامح النهوض والتطور في عدد من المجالات وتوفير الخدمات الأساسية.
وعلى المستوى الوطني والشخصي ما قام به الأمير والشاعر اللحجي طيب الذكر أحمد فضل القمندان - يرحمه الله - عندما نقل مئات من الشتلات الزراعية من الهند ليغرسها في تربة لحج الخصبة والثرية التي ينعم الوطن بخيراتها اليوم.
واليوم ومع التقدم العلمي والتكنولوجي صار التبادل والتناقل عملا روتينيا، بل أصبح هو القاعدة، وبقيت مساهمة الإنسان المعنوية والفكرية هي الاستثناء.
اليمن زخرت ومازالت بنخبة من الشخصيات الدبلوماسية المتميزة الذين أمضوا ردحاً طويلاً من الزمن في هذا العمل كممثلين للوطن في أغلب دول وأصقاع العالم المتقدم والنامي، فمن هؤلاء من ابتعث ليعمل سفيرا (فوق العادة) أو وزيرا مفوضا أو قنصلا عاما أوملحقا عسكريا أوثقافيا أوتجاريا... إلخ، وبالتأكيد كان كل واحد من هؤلاء الموقرين على تواصل أولا بأول، واطلاع مستمر، كل بحسب تخصصه، على ما يعتمل من نهوض وتطور بتلك البلدان التي عملوا فيها. نقول لهم بكل الحب والتقدير: ألم يحن الوقت بعد لكي تكتبوا عن الخبرات التي اكتسبتموها، كل بمجال مهمته، وتوثقوا لكل مشاهداتكم ومعايشتكم عن حالات أو ظروف محددة ومعينة مرت بها الدول المضيفة وكان لها وجه شبه كامل أو جزئي لما يعتمل بالواقع الوطني الراهن، وتضعوا هذه التجارب والخبرات كنموذج وأمثلة يمكن للوطن الاستفادة منها، وخاصة في هذه المرحلة الراهنة الدقيقة والحساسة؟.. ياليت!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى