مصدر: الرئاسة فتحت ذراعيها للسلم وعلى الحوثي ألا يفتح أبواب الدمار عبدالباري ظاهر: لامصداقية في الاحتجاج أو المعالجة .. نقف أمام تقاسم الحكم من جديد

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف:

> قال مصدر رئاسي رفيع المستوى لـ«الأيام»إن “مبادرة الإجماع الوطني” التي أطلقت أمس الثلاثاء لاحتواء ومعالجة الأزمة المتفاقمة مع جماعة الحوثين المعارضة تمثل الفرصة الأخيرة والخيار الوحيد والاستثنائي الذي حرص بها رئيس الجمهورية على عدم انفجار الوضع وانزلاق اليمن إلى حرب أهلية خاصة في العاصمة صنعاءحيث يستمر عشرات الآلاف من الحوثين في إحتجاجات مناهضة لإسقاط الحكومة منذ أسابيع. وبدأت الاحتجاجات تأخذ طابع تمرد جديد من جماعة الحوثي التي قاتلت الدولة فيما سبق لسنوات مع كل خطاب تصعيدي يخرج به قائدها عبدالملك
الحوثي مهددا الدولة “بالحسم الثوري وخيارات مفاجئة لها على الأرض”.
وتضمنت المبادرة اقالة الرئيس هادي لحكومة الوفاق وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة مع تخفيض سعر المشتقات النفطية بواقع 500 ريال أي ثلث الزيادة المفروضة ( 30 %) للبترول والديزل وتسمية رئيس الحكومة الجديدة في غضون اسبوع على ان تقوم جماعة الحوثي بفض وإنهاء احتجاجاتها التي نصبت لها مخيمات قرب وزارة الداخلية والكهرباء والاتصالات في شرع المطار بصنعاء وطوقت ايضا العاصمة بمخيمات حاشدة مسلحة من منافذها الاربعة.
وقال المصدر: “طرحت اللجنة الرئاسية الوطنية المكلفة من الرئيس عبدربه منصور عدة مبادرات سابقة ناقشتها مع الحوثيين خلال الايام الماضية لكنها فشلت.. واستمرارا لجهودها توصلت (الليلة قبل الماضية)إلى هذه المبادرة الجديدة وسميت بـ(مبادرة الاجماع الوطني)كونها أقرت في الاجتماع الوطني الثالث الموسع الذي ترأسه رئيس الجمهورية امس مع كبار قيادات الدولة والمسؤولين وقيادات الأحزاب والتنظيمات واعضاء مجلسي النواب والشورى والمنظمات الجماهيرية والمدنية الذين كانوا عقدوا اجتماعين انتجا هذه المبادرة”.
وأكد المصدر إن الدولة جنحت في كل خطواتها السابقة وحتى هذه اللحظة الى السلم ونحو الامن والاستقرار. وعما اذا كانت رئاسة الجمهورية تسلمت ردا من جماعة الحوثي حول المبادرة بالقبول او الرفض قال: “لم
تتسلم الرئاسة (حتى الساعة 8:30 مساء أمس) ردا رسميا من الحوثيين لا بالرفض او القبول”.
مستدركا “الكرة الآن في ملعب الحوثي وليس في ملعب الرئاسة”.
وقال: “ رئاسة الجمهورية لن تتراجع عن هذه المبادرة ولن تقدم تنازلات اخرى.. الرئاسة فتحت ذراعيها للسلم وعلى الحوثي ألا يوصد ابواب السلم ويفتح بدلا عنها ابواب الدمار”. وأشار الى ان الرئيس هادي ومع تأييد سفراء الدول العشر الراعية والضامنة للمبادرة الخليجية سيمضي قدما بإنجاز بنود المبادرة التي قال إنها تقف على “ارضية قوية
من الاجماع الوطني والشعبي وان رفضها الحوثي فإنه يعلن عدم مشاركته بالحكومة وغيرها”.
وتابعت «الأيام» قيادات جماعة الحوثي حتى وقت متأخر ليل امس لكنها لم تحصل على تأكيد او رفض واضح منهم على هذه المبادرة عدا التصريح الذي صدر فور اعلان المبادرة والمنسوب الى محمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين وقال فيه: “لم يصدر منا أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن مبادرة قدمتها اللجنة الحكومية”.
واطلق محمد عبدالسلام منشورا له على صفحته في الفيس بوك رافضا مقترحات المبادرة قائلا فيه: “إن موقفنا ما زال إلى جانب الشعب اليمني الذي خرج في ثورته الشعبية المباركة ليطالب بحقوق مشروعة وعادلة.
ونعتبر المحاولات التي تسعى إلى تمييع المطالب الشعبية هدفها الالتفاف على مطالب الشعب اليمني”.. وأضاف مؤكدا قوله” أن ما صدر من اللجنة موقف يمثلها ولسنا موافقين عليه”.
وأبلغ المصدر الرئاسي«الأيام» أن رئيس الجمهورية بدأ ليلة امس التشاور مع مستشاريه في تسمية رئيس الحكومة الجديدة. وقال المصدر: “هناك عدة اسماء يتداولها الرئيس مع مستشاريه ابرزهم د. احمد عبيد بن دغر نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات، د. صالح باصرة، د. احمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية ورئيس اول حكومة في دولة الوحدة م. حيدر العطاس”.
واوضح المصدر انه من المقرر ان يسمي هادي رئيس الحكومة الجديدة اليوم أو غدا الخميس على اقل تقدير.
وفي ضوء هذه المستجدات اتصلت “الايام” بالمفكر السياسي الكبير عبدالباري طاهر فرد معلقا على المبادرة وتحركات جماعة الحوثيين فقال: “يبدو هذا البلد يعيش لحظات كارثية، ليست هناك جدية كافية للمعالجة ولا مصداقية في الاحتجاج.. امامنا توافق على اقتسام الحكم من جديد، وتوزيع الحقائب على الاحزاب وهذا طبعا يخلق اوضاعا غير طبيعية. شكا الناس من حكومة التقاسم وهؤلاء الوزراء كانوا يمثلون احزابهم (يقصد حكومة الوفاق) ويخضعون لإرادة احزابهم وليس لرئيس الوزراء ولا لرئيس الدولة ومن هنا استشرى الفساد وعجزت الدولة عن القيام بواجبها الاساسي”.
وانتقد عبدالباري الصحفي المخضرم خلال حديثه ل“الأيام” جوهر المبادرة التي نصت على تشكيل حكومة وطنية جديدة من الشخصيات الكفؤة (حكومة تكنوقراط) لكن النص الحرفي لها حدد ان لكل حزب حق تقديم عضوين فيها بالإضافة الى مشاركة الحوثيين والحراك الجنوبي.
وقال عبدالباري طاهر الذي اختير في مايو الماضي ضمن افضل (100) شخصية بالعالم تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان: “الآن
نعود الى الصيغة نفسها من (المحاصصة) التي اثبتت فشلها وامام معالجة للجرعة لن تحل المشكلة لان الاسعار التي يشكو منهاهادي رئيس الجمهورية التي قامت بجهود جبارة لإقناع جماعة الحوثي في بادئ الامر الناس والتي ارتفعت لن تعود الى الوراء بعد التخفيض الجزئي بأسعار الوقود.. كل الاسعار التي نجمت عن ارتفاع الوقود من السلع الاساسية كالطماطم والبطاط وغيرها لن يتراجع سعرها الى الأدنى او الى السعر السابق”.
وانتقد عبدالباري نقيب الصحفيين الاسبق احتجاجات الحوثيين بالصورة التي هي عليه فقال “أمامنا احتجاج يقسم نفسه الى مدني وبالوقت نفسه يلوح بالسلاح والحسم.. هذا احتجاج يغيب عنه الطابع السلمي لاحتجاج مدني حقيقي بالفعل.. إننا الان امام وضعية لن تخرج من المأزق والخشية ان تتعمق الازمة وتدفع الى مواجهات نتمنى ألا تحصل”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى