مدارس عدن .. نقص في الكادر والوسائل وغياب لدور الأهالي

> استطلاع/ سليم المعمري

> عام دراسي جديد أوشك على قرع أجراس بدء سنة تعليمية جديدة في عموم مدارس البلاد، في أجواء غير مهيأة تعليمياً في جميع أركانها، نقص في الكادر التعليمي والمقاعد الدراسية، وغياب لدور أولياء الأمور، والنتيجة جيل جاهل وأمي.
أيام قلائل تفصلنا عن بدء الدراسة للعام الدراسي الجديد والذي ترافقه تحضيرات واستعدادات من قبل أولياء أمور الطلاب والجهات المعنية لتجاوز ما أمكن من الصعاب وتذليلها خدمة للطالب وللعلم.
وعن هذا الموضوع تحدث المواطن ضرار عبد الرحمن (ولي أمر) عن نظرته لهذا العام الداراسي الذي أوشك على البدء بالقول: “نتمنى أن يكون هذا العام الدراسي المقبل أفضل بكثير من العام الماضي نتيجة للأوضاع الأمنية الصعبة التي شهدتها المحافظة وما صاحبها من اقتحامات للمدارس من قبل بلاطجة، الأمر الذي خلق حالة من الذعر والخوف في أوساط الأطفال في المدارس، ولهذا نتمنى من مكتب التربية والتعليم بالمحافظة الإسراع في توفير المناهج الدراسية المناسبة ذات الطبعة الجديدة بالإضافة إلى توفير مدرسين مناسبين وأكفاء من شأنهم أن يرتقوا بالعملية التعليمية بشكل أفضل، مع ضرورة تصحيح الوضع التربوي لخلق جيل ناجح يبني الوطن ويطوره بعقلية متنورة واعية”.
**نقص الكادر والكثافة الطلابية**
نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المنصورة علي علوي سعيد من جهته أوضح لـ“الأيام” جانبا من استعدادات مكتب التربية حول استقبال العام الدراسي بالقول: “لقد قامت إدارة التربية بالتحضير والاستعداد لهذا العام الدراسي الجديد بعقد عدد من الاجتماعات مع إدارات المدارس في المديرية، وذلك لتهيئة الأجواء التعليمية المناسبة كتجهيز الفصول الدراسية بالأثاث والكتب المدرسية والنظافة، بالإضافة إلى ذلك تم مناقشة عدد من التصورات حول العملية التعليمية تم رفعها من قبل مدراء المدارس والتي من شأنها أن تساعدنا على تحسين الوضع التعليمي بشكل أفضل”، ويضيف: “نعاني من نقص الكادر المتخصص في مدارسنا، وهو ما يجعلنا نعمل جاهدين على سد هذا الفراغ، بحيث لايؤثر على سير العملية التعليمية”.
ويشير سعيد إلى أن هناك مشاكل أخرى تواجههم أيضاً “متمثلة في إشكالية توزيع المعلمين الذين يطالب كل منهم أن يكون توزيعه ومقر عمله قريباً من منزله وهو ما سبب لنا نقصا كبيرا في المدارس، وخاصةً في مواد الرياضيات واللغة العربية والإسلامية، فضلاً عن إشكالية الكثافة الكبيرة في عدد الطلاب في الأحياء التي تشهد توسعا عمرانيا، ولهذا فالرسالة التي أحب أن أوجهها إلى الجهات المختصة تتمثل في المطالبة بوضع حلول لهذه المشاكل التي نعاني منها، لاسيما في الأحياء الكثيفة والتي تتطلب بناء مدارس جديدة، حيث يصل حالياً عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى 90 طالبا وهو ما يعيق توصيل المعلومة والاستيعاب لدى الطلاب بشكل صحيح”.
**ولي الأمر المسئول الأول**
بدورها مديرة ثانوية عبدالله باذيب للبنات بالمنصورة الأخت هدى محمود قالت لـ“الأيام”: “إن كانت هناك من رسالة بهذا الخصوص فهي رسالة موجهة إلى أولياء أمور الطلاب بإلزام أبنائهم بالانضباط والالتزام بالموعد المحدد لبدء العام الدراسي وحثهم على الجد والاجتهاد، وعدم تشجيع أبنائهم على كثرة الغياب، وأن يكونوا أيضاً على تواصل دائم مع إدارة المدرسة ومدرسيها، بحيث يشكلوا جانباً إيجابياً في المعالجة التعليمية”، وتضيف محمود: “يجب على أولياء الأمور أن يهتموا بمتابعة أبنائهم في تحصيل العلم والمثابرة”. كما دعت في ختام حديثها مكتب التربية بالمحافظة إلى “الاهتمام بعملية التشجير داخل أسوار المدارس، وذلك لما تضفيه من جمال وشكل بديع لمنظر المدرسة فضلاً عما تعكسه على نفسية الطالب من أجواء جميلة وبيئة ملائمة”.
**هيبة المدرس مفقودة**
“العام الدارس الجديد سيكون نوعاً ما أفضل من العام الماضي”، هذا ما بدأت به رشا عبد الله وكيلة مدرسة باذيب بالمنصورة، والتي أوضحت أن “العام الماضي شهد انفلاتاً أمنياً وهو ما عكس نتائج سلبية على التعليم بشكل عام في هذه المحافظة، فضلاً عن غياب دور الأسرة في مراقبة ومتابعة أبنائها، الأمر الذي شجع الطلاب على عدم الانضباط في الحضور والتخلف عن القيام بواجباتهم المنزلية”.
وتتابع بالقول: “نحن نعاني من قلة في التربية قبل التعليم، حيث أصبح الطالب في وقتنا الحاضر يتعامل مع معلمه بلغة همجية وعدم احترام مما أفقد المدرس هيبته وأصبح غير قادر على ضبط الأمور داخل الفصول، ولهذا نطالب مكتب التربية في المحافظة بضرورة توفير حراسات أمنية للمدارس لمواجهة الأعمال الفوضوية التي يقوم بها بعض البلاطجة تجاه المدرسين، بالإضافة إلى توظيف عمال للنظافة في المدرسة، لكون المدرسة تقوم باستئجار موظف للقيام بأعمال النظافة فيها”.
**التهيئة النفسية**
أما الطالب خلدون الدبعي، وهو طالب جامعي فقال: “يستعد هذه الأيام الطلاب في عموم المحافظات لاستقبال العام الدراسي الجديد بالتهيئة النفسية والتحضير لها بالشكل المطلوب، حيث يعد هذا العام مختلفا عن الماضي الذي كان يسوده الخوف والقلق والتوتر لدى الطلاب نتيجة لما شهده من انفلات أمني غير مسبوق”.
ويضيف الدبعي: “الاستعداد النفسي للطلاب يعد أمراً مهماً في العملية التعليمية، ولهذا يتوجب على الجهات المسئولة منحهم الثقة التي تساعدهم على التكيف مع الدراسة”.
وحمل الدبعي الجزء الثاني من تدني وانفلات العملية التعليمية الأسرة وأولياء الأمور، مطالباً إياهم “بالعمل على مراقبة أبنائهم وحضهم على الاهتمام بدروسهم والمواظبة عليها، بالإضافة إلى إلزامهم بتغيير بعض عاداتهم التي مارسوها في أثناء فترة الإجازة الصيفية كالسهر لأوقات متأخرة من الليل، والجلوس لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر وغيرها من الأمور التي تنعكس نتائجها السلبية على الطالب وتحصيله العلمي”.
**تصحيح سياسة التعليم**

من جهته التربوي أحمد ناصر حميدان أبدى رأيه حول الموضوع بالقول: “من التربية والتعليم تنطلق الأمم وبالعلم ترقى الشعوب وتسود، ولهذا يجب علينا الآن ونحن نبدأ هذا العام الدراسي أن نزرع حب التعليم في نفوس الطلاب وتشجيعهم على التعلم لنستطيع تجاوز كل صعاب وسلبيات الماضي، خاصة وأن التعليم يُعد هو المؤشر الأول للتنبؤ بالمستقبل”.
ويضيف: “ومن التعليم أيضاً نستطيع أن نصحح أخطاءنا ونبني الجيل القادر على مواكبة التغييرات، بمعنى أوضح نحن بحاجة إلى تصحيح جذري لسياستنا التعليمية من خلال عقد مؤتمر تربوي عام تقدم به أوراق عمل، لتقييم عملنا في الماضي والتجارب الطيبة التي هي بحاجة لاهتمام بها وتطويرها والتجارب السيئة التي نحن بحاجة لتلافيها وتجاوزها، وذلك لكون التربية هي مصنع رجال المستقبل، ومنبع ثقافة المجتمع ومنتج السلوك الراقي للفرد، ومن التربية أيضاً يمكن تعزيز الروح الوطنية وبناء الشخصية متعددة المواهب”. ويوضح حميدان “كل ذلك لن يتم ولن يتحقق إذا لم يتم تحييد التربية عن الحزبية والسياسة والأجندات الطائفية والمذهبية المقيتة، مع الاهتمام بالكفاءات التربوية المؤهلة وجعلها هي الأساس في تعيين الإدارات المدرسية والجامعية وتركيز الاهتمام بالصفوف الأولى ومراعاة الظروف النفسية والعقلية لهذه الفئة التي تعتبر البنية الأولى لبناء المجتمع المدني الخالي من شوائب وأمراض التخلف والجهل والتطرف والتعصب لنخلق جيلا طاهر الفكر معافى من كل أمراض الماضي السيئ.. إذاً من التربية نبدأ بناء الوطن والمستقبل المنشود”.
**العلم عماد البناء**
بشير حامد المقطري وكيل فني بمدرسة أحمد بن حنبل بدار سعد وجه عددا من النصائح للتلاميذ والطلاب بخصوص استقبالهم للعام الدراسي الذي أوشكت أبواب مدارسه أن تفتح، بالعمل على الجد والاجتهاد والمثابرة.
وأوضح المقطري في سياق حديثه لـ“الأيام” بأن “استقبال الطلاب العام الدراسي عادة يكون وفق نظرتين، الأولى استقباله بروح متعطشة للعلم والدراسة، وأصحاب هذه النظرة هم الطلاب المجتهدون والمثابرون، والثانية استقباله بتقاعس وكسل وتذمر، وهذا الصنف نقول لاتنظروا إلى خلفكم كي تنجحوا ولكن التجربة أثبتت أن تنظر خلفك كي تعرف إنجازاتك وما حققته من نجاحات أو فشل خلال العام الدراسي، وهنا تقيم من أدائك وعملك بدراستك، ولهذا ندعو أبناءنا الطلاب إلى الدراسة والعلم والاجتهاد، فبهم سيبنى المستقبل وهم من سيقودونه”.
**لا جديد**

مديرة مدرسة خولة بنت الأزور بالبساتين ذكرى عدنان خليل أوضحت لـ“الأيام” رأيها حول التحضيرات للعام الدراسي الجديد وما إن كان سيشهد تحسناً إيجابياً بالقول: “لن يشهد العام الدراسي الجديد أي تغيير عن سابقه في هذه المحافظة، حيث نشاهد في بداية العام اهتماماً ثم يبدأ الاهتمام يضعف وصولاً إلى الغياب التام، ولهذا ندعو الآباء إلى ضرورة متابعة أبنائهم في الحضور والغياب”.
وتوضح ذكرى: “نحن بالمدرسة نعاني من كثافة الطلاب، حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى مائة طالب من الجنسين، فضلاً عن معاناة النقص في الكراسي، بالرغم من الدعم الذي نتحصل عليه من المفوضية السامية للاجئين لوجود طلاب من الصومال وسوريا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى