عدن .. الآلاف يحتشدون لاستعادة التصعيد الثوري

> عدن «الأيام» فواز المريسي:

> شهدت ساحة التحرير والاستقلال في المعلا أمس الجمعة تصعيدا ثوريا استجابة لدعوة باستعادة الانتفاضة الثورية في الشارع الجنوبي لتحقيق أهداف القضية الجنوبية، والتي وجهها شباب الحراك الجنوبي من مختلف الساحات والمكونات الجنوبية بمديريات عدن عقب اجتماعات تشاورية عقدوها الأسبوع الماضي وأسفرت عن تشكيل قوى التلاحم والتراص الجنوبي.
واكتض الشارع الرئيسي في المعلا ظهر أمس بالآلاف من أبناء الجنوب استجابة لدعوة التصعيد الثوري.
وقال خطيب جمعة ساحة التحرير والاستقلال في المعلا بعدن الشيخ أنور يسلم الصبيحي في خطبة جمعة (معا من أجل الجنوب) “إن ما يحصل في صنعاء من حصار وفوضى هو ضريبة اجتياح الجنوب في عام 1994م”.
ودعا الشيخ الصبيحي إلى تشكيل لجان أهلية في محافظات ومناطق الجنوب لحفظ الأمن والتصدي للممخططات الهادفة إلى نشر الجريمة والاغتيالات والانفلات الأمني في محاولة إلى إسقاط محافظات جنوبية بأيدي الجماعات المسلحة التي تقف خلفها قوى النفوذ في صنعاء، حسب تعبيره.

وأضاف الشيخ الصبيحي قائلا: “الجنوب لن يسقط بيد مسلحين أمثال هؤلاء، حتى نموت وندفن تحت التراب ولن تسقط مدننا لهؤلاء القتلة”، مشيداً “بدور الشباب الجنوبي في نصرة قضيتهم والمضي بها قدما صوب تحقيق مطالبها العادلة”.
وعقب صلاة الجمعة انطلق آلاف الجنوبيين في مظاهرة حاشدة رفعت أعلام دولة الجنوب وصور الشهداء والمعتقلين الجنوبيين، والشعارات المطالبة بالتصعيد الثوري.
وصدر عن فعالية التصعيد الثوري بعدن بيان لقوى التلاحم والتراص الجنوبي فيما يلي نصه:
“أيها الشعب الجنوبي الأبي في كل شبر من هذه الأرض التي تئن وجعا وألما من جور القهر والظلم والاستبداد والاستعباد لم يعد اليوم هناك مجالا لانتظار المجهول.. لم يعد هناك من يستحق أن يعطى له امتياز على حساب هذا الوطن.. لم يعد اليوم هناك مساحة للمساومة أو غض الطرف عن أساليب التسويف أو تحريف أهداف وتوجهات نضال شعبنا.
إننا اليوم أمام وضع صعب غاية في التعقيد يتطلب منا يقظة وتحفز واستعداد لحماية ثورة الشعب وقضيته المركزية، التي تحاول كثير من القوى المعادية الالتفاف عليها وبمسميات نضالية بعد أن فشلت فشلا ذريعا في كل أساليب تمزيق نسيجنا السياسي والاجتماعي تارة وجذب جزء منا إلى زوايا تقترب من مشاريعها تارة أخرى مستفيدة من حالات الوهن التي انتابت بعض مفاصل ثورتنا وقضيتنا الجنوبية.
أيتها الجماهير الصامدة لقد أعطيتم الفرصة تلو الفرصة لدعاة التكتيك والمناورة والمساومة للاقتراب من الحلول الناجعة التي تضمن استعادة الأرض والسيادة من خلال الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة، ولكنها كانت مراوغات أطالت أمد (....) وتوسعت شهية النهب والبسط والنفوذ وازدادت وسائل واساليب القمع والتجاوزات الفاضحة التي لا تقيم وزنا للقوانين الدولية والإنسانية أو قدرا من احترام لحرمة الإنسان وكرامته.
مسيرة حاشدة لجموع المصلين بعد صلاة الجمعة أمس في المعلا
مسيرة حاشدة لجموع المصلين بعد صلاة الجمعة أمس في المعلا

أيها الشعب الكريم إن مأساتنا في الجنوب أصبحت اليوم محور صراع القوى التقليدية في الشمال على النفوذ والاستحواذ والتسلط ونهب الثروات الجنوبية من خلال التنافس العنيف والمسلح على السلطة.. إننا ندرك ذلك تماما وندرك الذرائع الاقتصادية والسياسية والطائفية والعقائدية التي تختفي ورائها كل تلك القوى السياسية وأحزابها المؤتلفة تحت رايات زائفة تدعي الدفاع عن مصالح الشعب، وقد حاولوا جاهدين جرنا إلى مواقف تجعلنا نضع قضية شعبنا وأهدافه التحررية الوطنية وراء ظهورنا لنصبح جزءا من صراعاتهم المزمنة عبر التاريخ الطويل منذ ستينات القرن الماضي ولا زالت تسحب نفسها بأوجه مختلفة ومع تغيرات في حجم المصالح التي يتصارعون عليها في الجنوب، وانطلاقا من هذا الإدراك الواعي لقيادات الحراك الشابة لتلك المرامي فإننا قد اتخذنا موقفا مسئولا تجاه شعبنا وقضيته، ودعينا إلى عدم الاستجابة أو الانجرار إلى حلبة الصراع القبلي العشائري التقليدي الموسوم بأجندات إقليمية ودولية من جهة وحماية الأرض الجنوبية من أن تتحول أيضا إلى مسرح للصراع الشمالي (القبلي - العسكري) أو المسيرات والمسيرات المضادة.. لقد جنب شبابنا عاصمتنا عدن الوقوع في هذا الفخ وقدمنا شهيدا وخمسة مصابين ولن نترك لهم ساحاتنا للعبث وإن استخدموا عناصر جنوبية لهذه الغايات الخبيثة.
يا شعبنا الجنوبي الأبي إن ما يجري اليوم في الشمال هو محط اهتمامنا وترقبنا الحذر الذي يراقب ويحلل ويدرس ويتوقع لأخذ الحيطة والحذر وحماية قضيتنا من الانزلاق في دهاليز الشأن الشمالي، لأننا أصحاب قضية أرض وشعب وهوية ولسنا دعاة مصالح جزئية في النظام السياسي السائد بكل توجهاته وخلافاته وصراعاته المذهبية والقبلية والسياسية والعسكرية وارتباطاته بدول واستراتيجيات ليس لشعبنا فيها ناقة ولا جمل.
إننا لن نترك كل شيء في زوايا مظلمة لا تعنينا بل على العكس من ذلك أن كل شيء يقترب من تهديد قضية شعبنا وخلخلة قوانا وإن كان بطريقة غير مباشرة فهو يعنينا وعلينا أن نحشد قوانا الجنوبية السلمية مستبقين أي محاولة نقل صراعاتهم إلى وطننا الذي لا زال (....) بقوة السلاح والسلطة والمال.. لقد حذرنا كثيرا المجتمع الدولي والإقليمي من مخاطر ما يحدث في الشمال وتأثيره على الأمن في المنطقة وأكدنا أن المشكلة الجنوبية قضية مستقلة لا ينفع معها الخلط الذي يجمع الصراع الأسري القبلي العشائري والعسكري مع القضية الجنوبية التي يطالب شعبها بالتحرير والاستقلال والسيادة الكاملة على تراب وطنه.. وها هي الأحداث اليوم تثبت صحة رؤيتنا وتوجهاتنا وصحة مطالبنا الوطنية الجنوبية السلمية.
إننا ندعو المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الدولية والإنسانية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى صياغة مبادرة عاجلة لإخراج القضية الجنوبية وشعب الجنوب من دائرة الانغلاق التي وضعتها المبادرة الخليجية التي لم تكن موفقة مطلقا فيما ذهبت إليه.. إننا نؤكد أن الاستعجال في إعلان دولة الجنوب كدولة مستقلة سيكون لها أثر إيجابي على المسار الأمني للمنطقة من جهة والإسهام في التغلب على بؤر التوتر ومصادر الإرهاب وإعادة ترتيب الوضع بما يخدم توجه العلاقات الدولية.
إن وجود الدولة الجنوبية ذات السيادة سوف تعزز العلاقات الجنوبية الخليجية أمنيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا بفعل الإرث التاريخي لشعب الجنوب وعلاقاته مع دول الجوار والعالم بحيث سيصبح وجود دولة جنوبية عامل من عوامل النجاح في التعاون الدولي.
شعار أمس الجمعة في ساحة التحرير والاستقلال في المعلا بعدن
شعار أمس الجمعة في ساحة التحرير والاستقلال في المعلا بعدن

إننا ندعو المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الراعية العشر إلى دعوة الجنوبيين وممثلي الشمال إلى طاولة مفاوضات ندية تبحث استقلال الجنوب ومنظومة العلاقات بين الدولتين الجارتين وفق رؤية معاصرة تسهم في أمن واستقرار المنطقة.
يا جماهير شعبنا إننا نعاهدكم أن لا نترك قضية شعبنا للعبث وأن لا نترك مجالا لإطالة أمد (....) ونهب الثروات والمقدرات الجنوبية.
سنظل في الميادين نواجه ونقاوم كل أدوات القمع حتى(....) الوطن من ربقة (....) القبلي العشائري العسكري.
إن التلاحم الشعبي هو مصدر قوتنا وإرادتنا وسوف نعمل على توحيد قوانا ما أمكن ذلك على أي شكل أو هيئة وفي جميع المجالات وفي كل المستويات ولن نترك ضعفنا يجعل من أعداء قضيتنا أقوياء على حقنا في بناء الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة.
المجد للوطن، الحرية والكرامة لشعب الجنوب، المجد للشهداء والخلود لذكراهم العطرة، الشفاء لحملة أوسمة التحرير من الجرحى، الحرية لأماجد الشعب الجنوبي من الأسرى والمعتقلين”.
جموع المصلين أثناء خطبة الجمعة أمس في المعلا
جموع المصلين أثناء خطبة الجمعة أمس في المعلا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى