انقطــــــــــاع الكهـــــــــرباء الكــــــــابوس الجاثم على صـــــــدور المواطـــــــــنين كل يـــوم

> استطلاع / وئام نجيب - نورة قمندان

> باتت الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي في عدن في الآونة الأخيرة أشبه بجرعات دوائية يجب على المواطن تناولها بشكل نوبات متتابعة آناء الليل وأطراف النهار، انقطاعات أدت إلى تنغيص حياة المواطن في هذه المحافظة التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة ورطوبة عالية، الأمر الذي أدى إلى حدوث وفيات بين كبار السن ومرضى القلب والضغط والسكري جراء ارتفاع الحرارة والاختناق.
انقطاعات متكررة زادت من معاناة المواطنين وسخطهم بعد أن باتت تتوالى عليهم بشكل مستمر ليلاً ونهاراً، وحول ما يعانيه المواطنون جراء هذه الانقطاعات قالت لـ«الأيام» سمر محمد: “الكل بات متضرراً من هذه الانقطاعات المستمرة للكهرباء، وأصبح المرء غير قادر على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي”.
وتتابع سرد معاناتها بالقول: “سابقا كان المولد يعمل على تغطية الانقطاعات أما اليوم ونتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بات المولد الكهربائي حلم المواطن، وأصبحت الشمعة هي الوسيلة الوحيدة لإنارة منزله لدحر الظلام الملازم له في معظم الأوقات”.
وتوضح: “في كثير من الأحيان يتم قطع التيار الكهربائي بطريقة عشوائية وأحياناً أخرى نشعر بأن هذه الخدمة أصبحت ورقة ضغط تمارس على المواطن من قبل الدولة، لكي تتمكن من السيطرة عليه وإشغاله عن الوضع الراهن الذي يعيشه البلد”.
**قصة لا تنتهي**
أيمن سلام
أيمن سلام
المواطن أيمن سلام أبدى رأيه حول هذه المعاناة بالقول: “للكهرباء قصة لا تنتهي مع المواطن، معاناة وانطفاءات متكررة، وما يتنج عن ذلك من أعطاب في الأجهزة المنزلية، فضلاً عن استبدال المواطير من قبل البعض وما يسببه ذلك من ازعاج للآخرين، وكذا تضرر الكثير من المرضى وكبار السن وغير ذلك من المعاناة”.
واستغرب سلام من دعوة السلطة وحثها على خلق جيل متسلح بالعلم والمعرفة، في الوقت الذي يعيش فيه هذا الجيل على ضوء الشموع.
**معاناة ضحيتها الجميع**
ومن جهة أوضحت أم أحمد علي أن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي “أدت إلى توقف الأعمال، بالإضافة إلى حرمان المواطنين من أخذ القسط الكافي من الراحة والنوم والتي راح ضحيتها الجميع وفي مقدمتهم كبار السن والأطفال”.
**انقطاعات مستمرة**
ملكي محمد
ملكي محمد
الطالبة ملكي محمد قالت لـ«الأيام»: “لقد تسببت الانقطاعات المستمرة إلى حدوث عدد من الالتماسات الكهربائية في عدد من الأحياء والأماكن نتيجة للانقطاعات غير المنتظمة للكهرباء وما نتج عنها من احتراق عدد من المنازل، فضلاً عن ما تتعرض له الأجهزة المنزلية من أعطاب واحتراق، وحرمان المواطنين من النوم، الأمر الذي يتسبب في تأخرهم عن أداء وظائفهم”.
**انقطاعات نتيجة التخريب**
 محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن
أماالمواطن محمد عبد الرحمن فأوضح بالقول: “إن أكثر المتضررين من هذه الانقطاعات هم كبار السن والمواليد”، وأضاف: “لقد تسببت هذه الانقطاعات في وفاة عدد من الأشخاص ممن يعانون من ارتفاع الضغط والسكري والقلب”، وعزا عبدالرحمن هذه الانقطاعات إلى التخريبات المستمرة التي تتعرض لها أبراج الكهرباء من قبل المخربين، مطالباً في الوقت نفسه الدولة بالقيام بمسؤلياتها ومحاسبة المخربين، وكذا بالإسراع في توفير خدمة الكهرباء في محافظة عدن.
**إتلاف المواد الغذائية**
أحمد المريسي
أحمد المريسي
أحمد المريسي بدوره أوضح عددا من المشكلات التي تنتجها هذه الانقطاعات كتنامي ظاهرة الاختطاف وتسهيل عملية السلب والنهب والتخريب، وكذا الحرمان من النوم وما يسببه من تطل الأعمال وتأخر عن أداء الدوم وغير ذلك من المعاناة.
فرحان أحمد
فرحان أحمد
أما المواطن فرحان أحمد وهو مالك بقالة فيعبر عن معاناته لـ«الأيام» بالقول: “لقد تسببت الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي إلى إتلاف المواد الغذائية وإعطاب العديد من الأجهزة الكهربائية”.
الحاجة شفيقة علي قالت: “إن الانقطاع المستمر أجبرنا على إيقاف بعض الأجهزة الكهربائية تجنبا لعطلها
الحاجة شفيقة
الحاجة شفيقة

**أصبحنا نفكر في الانطفاءات**
ياسين محمد عامل في القطاع الخاص يوضح جانب من معاناته بالقول: “أنا أعمل في مكتبة لبيع المواد المكتبية والورقية، وبدلاً من أن نركز في أعمالنا أصبحنا نفكر كثيراً بانطفاءات الكهرباء المستمرة والتي عادة تسبب لنا حالة من الارتباك والقلق وعدم القدرة على إتمام العمل، أو الوفاء بكل بالتزاماتنا مع زبائننا وتلبية طلباتهم في أوقاتها المحددة كعمل أختام وتصوير مستندات”.
وأوضح محمد قائلاً: “هناك مشكلة أخرى نواجهها في هذا المجال تتمثل في انتشار ظاهرة التلوث البيئي الناجم عن كثافة استخدام المولدات في هذه المحافظة فضلاً عن الأدخنة والانبعاثات التي تنتجها هذه الأجهزة وما تسببه من تلويث للهواء بالإضافة إلى إحداث الضوضاء”.
ويختتم محمد بالقول: “الانقطاعات المستمرة تهدد مصالحنا مع زبائننا وتجعلنا في كثير من الأحيان غير قادرين على إتمام العمل في الوقت المحدد”.
**نطالب بصيانة المحطات**
أماعلاء أحمد الحشري إمام مسجد النصر فأوضح لـ«الأيام» بالقول: “حتى الآن لم نسمع عن أية تجهيزات أوصيانة حقيقية للمحطات الكهربائية المركزية، ولهذا فنحن لا نطالب الجهات المعنية بتوفير محطات كهربائية جديدة لمواجهة العجز في توفير الطاقة، وإنما نطالب بصيانتها وكذا فصلها عن الشبكة العامة.. ويوضح: “المحطات التي تتواجد هنا في هذه المحافظة بالكاد تغطي طاقتها لهذه المدينة واحتياجاتها”، وعن معاناتهم قال الحشري: “لقد أدت الانقطاعات المستمرة للكهرباء إلى تعريضنا لخسائر فادحة في المعدات والأجهزة”. ويختتم بالقول: “لقد ملينا من وعود الجهات المختصة التي تقطعها لنا في كل عام بتوفير الكهرباء وتجاوز الأزمة والتي لم يتحقق منها شيء، ليزداد وضع المواطن سوءاً”.
**انقطاع بسبب الفساد**
زين خليل
زين خليل
من جانبه تحدث المواطن زين خليل محمد خليل قائلا: “عندما كانت محطة كهرباء الحسوة في أوج العطاء وتولد طاقة 150 ميجا، وتقوم عملية الإشراف عليها وصيانة أجهزتها أولاً بأول حتى أنهم كانوا يستوردون قطع الغيار من دول مصنعة عظمى، مثل روسيا وألمانيا والصين”.
ويواصل: “مع مرور الوقت وزيادة ديون جمهورية اليمن الديمقراطي الشعبي، وانخفاض معدل استيراد قطع الغيار جرى إهمال تطوير شبكة الكهرباء وصيانة خطوط الإمداد للطاقة”.
ويكمل: “وعند تحقيق الوحدة اليمنية وازدياد الكثافة السكانية والمشاريع السكنية، تم إهمال كل الجوانب والخدمات المتعلقة بهذه الخدمة الإنسانية التي يحتاجها كل مواطن”.
فيما يرى المواطن حسن بن حسن الزامكي أن “مشكلة الكهرباء بدأت منذ خمس سنوات، حيث يتم قطع الكهرباء ليلاً ونهاراً دون أدنى تقدير أو رأفة بأحوال الناس”.
ويضيف: “نحن لا نستطيع العيش بدون كهرباء، فجل رواتبنا تذهب لأجل شراء مادة الديزل لتشغيل مولداتنا، وأيضاً لشراء بقية أجهزة الشحن الضوئية”. واعتبر المواطن الزامكي أن “من أسباب الانقطاعات المستمرة للكهرباء ناتج عن وجود فساد يمارس ضمن أروقة مكاتب الوزارة خصوصاً فيما يتعلق بطرح المناقصات وما شابه ذلك من الأمور”.
مواقف المواطنين وردود أفعالهم جميعها طالبت منظمات ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وذلك بالقيام بواجبها تجاه ما يتعرض له الشعب من معاناة مستمرة.

كما استغرب المواطنون عن ما تقوم به المؤسسة العامة للكهرباء من إجراءات فصل التيار الكهربائي بشكل مستمر، في الوقت الذي أجبرت فيه المواطنين على دفع رسوم الخدمة وإيجار العداد مقابل خدمة لاتصل إلا لفترات متقطعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى