أمريكا أبلغت سوريا و إيران بالضربات الجوية قبل ساعات من بدئها ضد أهداف للدولة الإسلامية في سوريا

> الأمم المتحدة/واشنطن / بيروت «الأيام» رويترز

> قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن الولايات المتحدة أبلغت إيران مسبقا بنيتها توجيه ضربات لمتشددي الدولة الإسلامية في سوريا وقالت لطهران إنها لن تستهدف قوات الرئيس بشار الأسد.
وقال المسؤول الإيراني شريطة عدم الإفصاح عن اسمه “كانت إيران تشعر بالقلق من اضعاف موقف الأسد وحكومته في حالة القيام بأي عمل ضد الدولة الإسلامية في سوريا ونوقشت المسألة في لقاءات مع الأمريكيين”.
وأضاف “نوقشت هذه القضية لأول مرة في جنيف ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك حينما تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفا في حال أي عمل عسكري ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) في سوريا”. وتابع أن إيران جرى إبلاغها بصورة منفصلة مسبقا بالضربة الجوية.
وسألت رويترز مسؤولا كبيرا في الخارجية الأمريكية بشأن التطمينات بأن القوات الحكومية السورية لن تستهدف فقال “لقد نقلنا نوايانا ولكن لم نبلغ الإيرانيين بالتوقيتات المحددة ولا الأهداف. كما قلنا... لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران أيضا على أي معلومات مخابرات”.
والأسد أقرب حليف بالمنطقة لإيران التي قدمت دعما عسكريا لحكومته خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ودعت طهران العالم إلى محاربة متشددي الدولة الإسلامية. وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني للصحفيين في نيويورك لكنه امتنع عن تأييد أو إدانة الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب على الرغم من أنه أثار تساؤلات بشأن شرعيتها.
واستبعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التعاون مع خصم طهران القديم في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
و قالت الحكومة السورية أمس الأول الثلاثاء إنها تلقت رسالة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي تفيد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قبل ساعات من بدء الهجوم.
وكانت دمشق قد أعلنت أن أي غارات داخل سوريا يجب أن تجري بموافقتها. ولكنها لم تندد بالهجمات التي شنتها الولايات المتحدة بمساعدة دول خليجية إلى جانب الأردن ضد تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقالت سوريا إن سفيرها في الأمم المتحدة تم إبلاغه أيضا بالغارات قبل وقوعها. وقالت البعثة ألأمريكية في الأمم المتحدة إن السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية سامانثا باور أبلغت رئيس الوفد السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري بالضربات قبل وقوعها.
وقال محلل سوري استضافة التلفزيون الحكومي إن الغارات الجوية لا تعتبر عدوانا لأن الحكومة أبلغت بها مسبقا.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إذاعة التلفزيون الرسمي إن وزير الخارجية وليد المعلم تلقى رسالة من نظيره الأمريكي عبر وزير خارجية العراق. والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة حليف مقرب لدمشق.
ولم يصدر على الفور تعليق من الولايات المتحدة التي تقاطع الرئيس السوري بشار الأسد وتصفه بأنه جزء من المشكلة السورية.
طيران جوي أمريكي
طيران جوي أمريكي
وجاء في البيان السوري أن “وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأمريكي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أمريكا ستستهدف قواعد داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام- الاسم السابق للدولة الإسلامية) وبعضها موجود في سوريا”. وأضاف البيان أن ذلك كان قبل الغارات بساعات.
وتعهدت دمشق في البيان بمواصلة حملتها ضد الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات كبيرة في شمال وشرق سوريا. وأضاف البيان أن سوريا ستستمر في مهاجمة التنظيم في مناطق استهدفتها الغارات التي قادتها الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء.
وانتقدت روسيا وهي حليف للأسد الغارات التي قادتها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية قائلة إنه كان متعينا الاتفاق عليها مع دمشق.
ولم يدن الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو حليف كبير آخر لسوريا الهجمات ولم يؤيدها. وقال لصحفيين كبار قبيل تجمع قادة العالم في نيويورك لحضور الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة إن هذا العمل العسكري لم يكن له “سند قانوني” في غياب تفويض من الأمم المتحدة أو موافقة من دمشق.
وقال روبرت مارديني من اللجنة الدولية للصليب الأحمر “لدينا معلومات أن الحكومة السورية أدركت حقيقة أنها أخطرت بالهجمات. لكن هذا لا يرقى إلى موافقة أو عدم موافقة”.
وقال مارديني الذي يرأس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط “لكن من المهم لنا ومن الواضح أنه أيا كانت العمليات العسكرية الجارية فإن قواعد ومباديء القانون الدولي الإنساني تنطبق بكاملها ويتعين احترامها في كل الأوقات”.
**عــدو مـشتـرك**
ويشير بيان الحكومة السورية إلى المدى الذي يصل إليه دور العراق في الاتصال غير المباشر بين دمشق وواشنطن حتى في وقت تنأى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بجانبهم عن الأسد.
وأطلع فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي الأسد على جهود محاربة الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي في أول اجتماع من نوعه منذ شنت الولايات المتحدة غارات على التنظيم في العراق.
وعاد الفياض إلى دمشق أمس الأول الثلاثاء لإطلاع الأسد على الخطوات التالية في مجال محاربة الإرهاب بحسب وسائل الإعلام الرسمية السورية.
وقالت الحكومة السورية إن “التنسيق مع العراق مستمر وعلى أعلى المستويات” وأبدت استعدادها مجددا لأن تصبح جزءا من الجهود الدولية للقضاء على الدولة الإسلامية.
قوات الدولة الأسلامية
قوات الدولة الأسلامية
وقال البيان إن سوريا “تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) في الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق. فإنها لن ولم تتوقف عن محاربة التنظيم بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق”.
وقال سياسي لبناني كبير له صلات وثيقة بالحكومة السورية إن الولايات المتحدة لن تستطيع القول علانية إنها تنسق مع الأسد.
وأضاف “من المؤكد أنه إذا كانت هذه الغارات الجوية جادة فإنها ستقوي أعداء (الدولة الإسلامية) وفي مقدمتهم النظام السوري”.
وقال المحلل علي الأحمد الذي استضافه التلفزيون السوري إن إبلاغ دمشق بالهجمات يعني إن الغارات الجوية ليست عملا عدوانيا ولا اعتداء على السيادة السورية.
وأضاف المحلل إن الدفاع الجوي السوري يراقب كل الأهداف والطائرات الحربية. وتابع أن هذا لا يعني أن سوريا جزء من غرفة العمليات المشتركة.
وذكر أن سوريا ليست جزءا من التحالف لكن يوجد “عدو مشترك”.
وتعرض الأسد لاتهامات من مناوئيه بأنه سمح عن قصد للدولة الإسلامية بالظهور لتبدو خطرا يحاربه ويساعده على وصف مناوئيه الأكثر اعتدالا بأنهم متطرفون.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “ليس العمل المتمثل في الضربات الجوية (للدولة الإسلامية) هو الذي يقوي بشار. الشرك الذي يريد لنا الوقوع فيه هو أن ينال الاعتراف بأنه شريك في القتال ضد الإرهاب”.
وقال مسؤولون إيرانيون لرويترز إن طهران مستعدة للعمل مع القوى الغربية لوقف متشددي الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق لكنها تريد تنازلات في المحادثات بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم في المقابل.
وقبل ساعات من قيام واشنطن وحلفائها العرب بالضربات الجوية ضد مواقع الدولة الإسلامية في سوريا لأول مرة أعلن البيت الأبيض أنه رفض ربط المحادثات النووية الجارية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بالحرب على المتشددين.
شارك في التغطية: مريم قرعوني وليلى بسام وباريسا حافظي ولويس شاربونو وأرشد محمد -إعداد وتحرير محمد اليماني.
رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى