منفــذ الــوديعــة

> محمد بالفخر

>
محمد بالفخر
محمد بالفخر
بعد عيد الفطر الماضي كتبت عن جوازات الوديعة، وكتبت قبلها عن الازدحام الشديد في المنفذ، مما يضطر الكثير من المغادرين لأراضي المملكة العربية السعودية إلى المبيت حتى اليوم الثاني، ومنهم من يكون بمعيته أفراد عائلته، ففيهم الأطفال وكبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة، ما يجعل مشقة السفر عليهم تزداد صعوبة وتعبهم يتضاعف، والسبب الرئيس في كل ذلك أن المنفذ لا يعمل طوال الأربع والعشرين ساعة، كما هو الحال في منفذ الطوال.. وهنا تكمن المعاناة، وقد كتب لي بعض الإخوة الأكارم ممن قرأ مقالاتي السابقة قائلا لماذا لا تكتب مناشدة لحكومة خادم الحرمين الشريفين، ونحن في بدايات العشر الأولى من شهر ذي الحجة وإجازة عيد الأضحى قادمة، وفيها سيعود الآلاف من المغتربين وتحديدا من أبناء حضرموت وغيرها من المحافظات الأخرى ممن يجاور حضرموت، ويستفيد من المرور من خلال هذا المنفذ الذي هو في حقيقة الأمر المنفذ الوحيد لحضرموت من وإلى المملكة العربية السعودية، فيا حبذا لو يستمر دوام المنفذ. لا نطالب بأربع وعشرين ساعة كاملة بل بنصفها فقط، اثنتي عشرة ساعة كافية من الـ8 صباحا حتى الـ8 مساء، ستحل المشكلة برمتها.
وهذا الأمر ليس صعبا ولا يمثل مشكلة في حد ذاتها، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي صحيفة “الأيام” نرفع هذه المناشدة للمسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين وكذلك للمسؤولين في الحكومة اليمنية لتلبية هذا الطلب البسيط جدا، والذي سيحل كما أسلفت كثيرا من مشاكل الازدحام الذي يسببه ضيق الوقت حسب الدوام الرسمي للمنفذ بصيغته الحالية.
وفي الوقت نفسه نطالب الحكومة اليمنية بأن تختار الأكفياء للعمل هناك، فما نشاهده ويشاهده القاصي والداني هو أساليب الفوضى والابتزاز بدءا من موظفي الجوازات، مرورا بموظفي الجمارك، وانتهاء بالنقاط العسكرية والأمنية التي تسعى لابتزازك ولو على وجه الحياء، حيث إن معظمهم بلا حياء أصلا، فلك أن تتخيل وأنت قد أنهيت كامل إجراءات معاملاتك الرسمية، وأعطي لك تصريح الخروج الرسمي المختوم من إدارة الجمارك، فيوقفك عسكري الأمن المركزي أو غيرها من المسميات (تشابهت قلوبهم وأفعالهم واختلفت بدلاتهم فقط)، ويطلب منك مبلغا من المال! لماذا يا فندم؟ يقول لك: أين البيان الجمركي؟ فتقول له وماذا يعني تصريح الخروج هذا؟ فيقول لك: ما فتشوك سوا، إما أن تدفع وإما أن نعيدك مرة أخرى (ليبسروا) ما في داخل الكراتين والشنيط!.. طبعا حسب لهجة العسكري، فهنا ليس أمامك إلا أن ترفع الصوت وتحتد المعركة الكلامية، أما غير الكلامية فالمعركة غير متكافئة، إما أن تعطيه ما تيسر من العملة السعودية وبعدها لم تعد المطالبة بالبيان الجمركي موجودة حتى باللسان، وبعد أقل من كيلو متر واحد تنتصب نقطة عسكرية تابعة للجيش ويطالبك أفرادها عيانا وبدون حياء بهدية النقطة، حتى وإن أعطيته تشعر بمضاضة في النفس لأن ما يأخذه ما هو إلا نوع من الابتزاز تحت تهديد السلاح وتحت مظلة بدلته العسكرية ووظيفته الرسمية.
نأمل أن تجد هذه الكتابات وغيرها آذانا مصغية لتحقيق الخير لكافة أفراد الشعب.
وكل عام وأنتم بخير، ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه على أمل أن يتجدد اللقاء بكم في (ظلال “الأيام”) بعد عيد الأضحى المبارك إن شاء الله تعالى!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى