مــليونيـــة 14 أكــتوبر مــسـار جــديــد للــحراك

> عارف أحمد جبران

>
عارف أحمد جبران
عارف أحمد جبران
أثبت أبناء الجنوب مدى حبهم لوطنهم الجنوب وتماسك وحدتهم من المهرة إلى باب المندب، وأثبت للعالم مدى مدنيته وحضارته من خلال احتشاده بالمليونيات في فعالياته السلمية السابقة والتي شكلت مراحل نضالهم بالتسامح والتصالح ودفن ماضي صراعاتهم إلى الأبد، والتطلع السامي صوب الدولة المدنية على أرضه دون نقصان يبحثون عن دولة يحكمها القانون، كانت انطلاقة نضالهم في البداية صعبة بفعل ما واجهوه من قمع عسكري من سلطات صنعاء لفرض الهيمنة والتجريد من الهوية ونهب الثروة في كل بقعة من أرض الجنوب برا وبحرا، وبإصرار أبناء الجنوب الأوفياء لقضية شعبهم استطاعوا أن يحركوا المياه الراكدة التي تختبي داخل طحالبها أطماع سلطات صنعاء المتحالفة ضد الجنوب.
فارتفع الصوت الجنوبي في ظل سياسة التعميم لآلة الإعلام الداخلي وشراء شرف مهنة الإعلام الخارجي من قبل مراسليها الذين يعملون من داخل مطابخ سلطات صنعاء، فالحراك الجنوبي بمسيراته المليونية في أقل مساحة، فيما تجد شراء مساحات واسعة من قبل رأس المال القبلي والعسكري لتحالف سلطة صنعاء لقلب الحقائق على الأرض وتزويرها وبث معلومات مغلوطة، ولم يخجلوا من أنفسهم بإظهار تلك المليونيات لأبناء الجنوب المطالبة باستعادة الدولة على أنها مؤيدة للوحدة ولم يتوقف الحال عند هذا الحد، بل أقحمت السلطات كل من داخل مظلته الحزبية والقبلية إلى صنع قوى وشخصيات جنوبية تنبح خلف قافلتها، وسخرت لذلك الأموال من ثروات الجنوب المنهوبة وفتحت القنوات الفضائية لذلك.
لكن أبناء الجنوب بعزيمتهم استطاعوا كسر التعتيم الإعلامي المفروض على قضيتهم، وكان لقناة (عدن لايف) الدور الفعال مع أنها تعرضت لحملة ظالمة تستهدف إسكاتها لإسكات الصوت الجنوبي، وحتى من الجنوبيين الذين هم منخرطون في المكونات الداعية للاستقلال واستعادة الدولة كان يفترض بهم دعم القناة باعتبارها الصورة والصوت الحر لأبناء الجنوب بغض النظر عمن يسيرها، طالما الهدف واحد، وأن يعملوا في نفس الاتجاه لفتح المزيد من القنوات الفضائية لتواجه المد الرهيب لقنوات تحالف الشمال في صنعاء التي أصبحت سلاحا لمواجهة الجنوبيين وإسكاتهم.
اليوم نتمنى أن تتشكل في مليونية 14 أكتوبر نقطة حرجة وتحول جذري في العمل الثوري السلمي لاستعادة الدولة، وأن يستشعر كل أبناء الجنوب خطورة المرحلة، ولاسيما من هم في أحزاب سلطات صنعاء أن ينسحبوا منها والعودة إلى شعبهم وأرضهم الحضن الدافئ، وأن تكون القيادات في هذه المنظومة والقيادة داخل أرض الجنوب، كما ينبغي على قيادات الخارج أن تتحمل مسئوليتها لتحقيق أهداف نضال شعب الجنوب على أرض الواقع بالممارسة الفعلية بتوحيد صفها القيادي لخدمة الهدف المنشود، وأن تستفيد من العوامل الداخلية المتمثلة في إصرار أبناء الجنوب في مواصلة النضال دون كلل، وتتابع المشهد بكل مستجداته وأحداثه داخل صنعاء، وكذا التعامل مع العوامل الخارجية المرتبطة بالمصالح الإقليمية لربطها بواقع النضال الثوري السلمي وفرض السيطرة على الأرض، والالتفاف نحو قيادة سياسية متوافق عليها تقود المرحلة وقادرة ومستعدة على قيادة الدولة بعد استعادتها وترتيب أوضاعها.
الدرجاج - أبين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى