> يمثل الريف بالنسبة للجنوب الحر الجغرافي الأكبر من مساحته، ولعل السبب يكمن في مستوى الخدمات والبنى التحتية شبه المنعدمة في معظم المدن والمناطق فالكهرباء والمياه والصحة وغيرها من المكتسبات الخدمية هي من صلب التركيبة الاقتصادية للدولة، غير أن النظام تجاهلها في إطار التغييب الممنهج للجنوب أرضاً، وإنساناً منذ أكثر من عقدين، مما أفضى إلى واقع من الاستبداد والتسلط لم يدم طويلاً إذ انفجرت الثورة السلمية في يوليو 2007م، وبالتوازي مع هذا المسار الثوري الهادر اختط المخلصون من الميسورين خطاً تنموياً كمقدمة لتنمية شاملة ترفع العبء عن كاهل المواطن وتدعم بنيته الخدمية، وهو ما نحتاجه على وجه السرعة لديمومة الفعل الثوري.
ولنأخذ مثالا من منطقة (لحكة) أحد المناطق م. حالمين بمحافظة لحج، والتي عانت من الحرمان لأبسط الخدمات رغم مناشدة الأهالي للسلطات، إلا أن الجهد الشعبي كان لها بالمرصاد، لقد عمل الشيخ عبدالقوي صالح سلمان كشخصية اعتبارية في لحكة مالم تعمله الدولة منذ عقود، لقد بذل جهوداً مفنية وقدم الكثير من أمواله لإنجاز مشاريع خدمية كانت أشبه بالمستحيل يومها، لكنها اليوم حقيقة فقد أوصل الكهرباء والمياه إلى المنازل وشق الطريق بمجهوده الذاتي فاستحق رضاء الناس فأحبوه وأصبح ذكره حديث المجالس فهو السيد المطاع في قومة وأي فخر يناله مثل هؤلاء فتحية له ولأمثاله السائرين على دربه.