نـحـن وثــقــب الأوزون

> محمد فارع الشيباني

>
محمد
 فارع الشيباني
محمد فارع الشيباني
نحن لا يهمنا أن ثقب الأوزون بدأ يلتئم كما لم يهمنا حينما كان مثقوباً، ولا يهمنا كذلك أن الحوت الأزرق بدأ ينقرض نتيجة الصيد الجائر له، كما لا يهمنا أن الجليد والقطب الشمالي بدأ يذوب وأنه بعد مائة سنة قد يغرق المدن الساحلية، فهذا كله بالنسبة لنا ترف لا نستطيع تحمله كما لا نستطيع تحمل الترف الفكري وجمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الأخرى التابعة لحركات لفكرية من الغرب.
الآن الناس في الغرب وصلوا لمعيشة عالية ويستطيعون تحمل هذه الأفكار وغيرها، فهم لا يعيشون ولا يعانون مثلنا من الفقر والجوع والمرض وكذلك لا يعانون مثلنا من السياسيين المحترفين، الذين يزيدون حياتنا شقاء وألما، كما لا يعاني مثلنا من يسعون للزعامة والسلطة بالمطالبة بما نريده ونتمناه.
كذلك لا تهمنا المؤتمرات والندوات التي يعقدها من يقبضون آلاف الدولارات لإقامتها، كما لا تهمنا أيضا المبادرة الخليجية، لأن الخليجيين أيضا مترفون ولا يحسون بنا، ومع كل تلك المعاناة ظهر لنا أيضا الحوثي القادم من الصراعات العربية والإسلامية منذ ألف سنة وأكثر حاملا فكرا عفا عليه الزمن ولم يعد مقبولا في القرن الواحد والعشرين ليشارك مع المذكورين أعلاه عذابنا وألمنا.
لقد تعبنا وزادت معاناتنا، وتصوروا أننا لكي نعيش هذه الحياة بكل مآسيها ولكي نربي أولادنا، قبلنا بكل ذلك، قبلنا أن يحكمونا، وقبلنا كذبكم ووعودكم بحياه أفضل ونحن نعرف ذلك لأنه لم يكن أمامنا غير ذلك لنعيش.
أيها الفاسد نحن قبلنا بكل شيء، قبلنا بوعودكم الكاذبة قبلنا بأحزابكم قبلنا بشعاراتكم التي ترفعونها، التي هي أحلامنا وآمالنا. إنكم تسكنون المنازل الفخمة وتبنون القصور لكي تسكنوها وتركبون السيارات الفخمة وتوهموننا بأنكم تفعلون كل ذلك من أجل خدمتنا، ونحن نعاني من شظف العيش، ويسكن بعضنا بيوتاً تشبه القبور، وكما لو أن كل ذلك لا يكفينا، فإذا بهيئة الأمم المتحدة صاحبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أضافت إلى مآسينا مأساة جديدة باسم مندوب الأمين العام، وأصبح هذا الرجل يصرف ملايين الدولارات بحجة أنه نجدة، ونحن نتساءل كيف أصبح كالقاضي يفرع - كما نقول في عدن- بين المتخاصمين على حلمنا وسبب شقائنا.
وفي النهاية أريد أن أقول لكم يا حكامنا هل تعرفون كم آلافا من الريالات يكلفنا إرسال طفل للمدرسة، فكيف من لديه اثنان أو ثلاثة وأربعة، وهذه الآلاف هي قيمة الشنطة والدفاتر وخلافه، غير الرشوة. أنا متأكد أنكم لا تعرفون، لأنكم تدرسون أطفالكم في المدارس الخاصة التي الدراسة فيها بالدولار.
أخيرا.. إن شقاءنا وتعاستنا هذه من زمن بعيد.. أورد هنا مقطعا من قصيدة الشاعر الأمير القمندان، قالها في استقبال أخيه سلطان لحج عند عودته من العلاج في أوروبا:
كيف أوروبا وما شاهدتموه
أسويسرلند وحش كاليمن
أحفاة وعراة وجياع أهلها
في ظل شقاء وبؤس ومحن
اللهم احفظ عدن.. آمين يا رب العالمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى