آكـل لـحـوم الـبـشـر

> محمد نجيب

>
محمد نجيب
محمد نجيب
“تفشي الايبولا أسرع من القدرة على احتوائه” منظمة الصحة العالمية
اكتشف هذا المرض لأول مرة في عام 1976م في مناطق نائية في السودان والكونغو بجانب نهر “إيبولا”، وهو مرض فيروسي والأكثر عدوى ويؤدي إلى نزيف داخلي حاد وفشل في عمل الأعضاء (الكبد، والكلى) وتنفصل الخلايا المصابة عن الأوعية الدموية مسببة بنزيف وفقدان للدم في الجسم يخرج بالقيء ومن خلال الفتحات كالعيون والآذان والمستقيم.
وينتقل ايبولا من خلال الاتصال المباشر بواسطة الدم أو وسائل الجسم (العرق) من شخص مصاب أو حيوان أو أجسام ملوثة.
أعراض المرض تشمل ارتفاع درجة الحرارة ألما في العضلات والغثيان.
ضرب وباء الحمى النزفية المعروف بـ “ايبولا” أو آكل لحوم البشر من جديد ثلاثة دول افريقية تعتبر من أفقر دول العالم (كحالنا) وهي سيراليون وليبيريا وغينيا. ولكن هذه المرة كان قويا ومدمرا مقارنة بآخر جولاته والتي كانت في الكونجو عام 2007م والذي لقي فيه نحو 190 حتفهم.
الصحوة الأخيرة للمرض بدأت في ديسمبر 2013م؛ وحتى أكتوبر 2014م بلغت عدد حالات الوفاة نحو 4493 من نحو 8998 حالة إصابة.
وقد قامت الأمم المتحدة ومن خلال منظمة الصحة العالمية بإعداد خطط واستراتيجيات لاحتواء وحصر والقضاء على المرض في الدول المصابة، وطالبت دول العالم بتوفير ما يقارب من المليار دولار للبدء في معركتها بسبب الكلفة العالية لمكافحة هذا الوباء.
“اقتصاديا” زاد ايبولا من معاناة دول إفريقيا الغربية (التي تنتج 70 % من الكاكاو عالميا) حيث بطؤت الحركة الاقتصادية إجمالا، ويقدر البنك الدولي أن التكلفة الاقتصادية في هذه الدول قد تصل إلى 33 مليار دولار خلال العامين 2014م و2015م.
وماذا لليمن في “إيبولا”؟
من المهم أن ندرك أن في الغالب العام هناك جهل بهذا الوباء بين الأغلبية العظمى من السكان.
وبنفس الأهمية والحساسية فإن اليمن هي أقرب دولة عربية إلى القرن الأفريقي(الصومال، جيبوتي، أثيوبيا، أرتيريا) وشرق إفريقيا (كينيا، أوغندا، تنزانيا). ويعيش في هذه الدول ومنذ عقود طويلة جاليات يمنية. تتمتع بثقل اقتصادي وبمكانة اجتماعية عالية. وتتميز هذه الجاليات بديمومة تواصلها وترابطها مع الوطن وأقاربهم فيه من خلال الزيارات والتواصل العائلي والشخصي. ولهذه الجاليات الكثير من المعاملات التجارية والاقتصادية فيما بين اليمن ودول المهجر (استيراد - تصدير).
وكما هو موجود وملموس فإن اليمن يحتضن ويأوي أعداد كبيرة من نازحي ولاجئي دول القرن الإفريقي ومازال هذا السيل والتدفق البشري مستمرا حتى الساعة.
وهناك أيضا حركة نشطة من وإلى اليمن لأفراد وجماعات تابعة للسلك الدبلوماسي (للدول الإفريقية واليمن) والمنظمات الإنسانية والإغاثية الأممية والدولية.
ألا تقرع المعلومات أعلاه جرس الإنذار لاتخاذ التدابير الوقائية، وهي سهلة ومبسطة (عند منافذ البلد وبالذات المطارات)، خاصة وأن العالم مصدوم بانتشاره في دول تبعد آلاف الكيلو مترات من موقع تتفشي الوباء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى