مـأسـاة فـتـاة جـمـيـلـة

> رباب محمد فرحان

> كان لها وجه جميل ممتلئ كوجه القمر، أبيض مائل للسمرة، عيناها سبحان المعبود.. واسعتان كحيلتان تشعان ببريق يجذبك إليه، يأسرك ولا فكاك، حاجباها كقوس قزح يلف السماء وشعرها ينسدل بانسيابية بلون الليل على صدرها، لكنها لم تقتنع كانت تريد أن تبدو أكثر جمالا وإشراقا حتى تزيد عدد المعجبين حواليها، فاستخدمت كل أنواع المساحيق على وجهها، جديدها والقديم، حتى انتفخ ببقع حمراء كأنها كدمات، ذلك الوجه الجميل أصبحت تغطيه خجلا من أن يراه الناس مشوها بحجاب.
ذهبت للطبيب وببرودة يشخص حالتها وكأنه يتعامل مع جماد لم يقل لها حتى كلمة مواساة يتيمة أنه سرطان الجلد، وكتب لها جرعات من العلاج الكيميائي، صُدمت، انهارت ثم اعتكفت في منزلها أياما كثيرة، ولكنها اضطرت على مضض أن تستخدم العلاج الكيميائي كما أمر الطبيب.
وأخيرا تقبلت الأمر وأصبحت تبحث عن الحياة فقط حتى بدون وجه جميل وبدون معجبين، ولكنها لم تتحصل على هذه أو تلك، وفي صباح يوم بارد فارقت الحياة وهي في مقتبل العمر.
**رباب محمد فرحان / عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى