دولـة الـكـويـت وشـعـبـهـا الـعـظـيـم

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
عندما نحاول أن نميز بين الدول أو المجتمعات أو حتى الأفراد فإن ذلك التمييز يعود إلى الواقع الملموس للعمل الخيري والإنساني لتلك المجتمعات أو الدول، وما تقدمه هذه الدولة أو تلك لغيرها من الدول أو الشعوب الفقيرة، وهذه المساعدات تقدمها بعض الدول بسخاء ومنها دولة الكويت الشقيقة.
لقد قدمت دولة الكويت كثيرا من المساعدات لكثير من أشقائها العرب والمسلمين في السابق نتيجة لحاجة تلك الدول، وأيضا لاننسى العلاقات المميزة التي كانت تربطها ببعض تلك الدول.. فمن الدول التي تعتبرها دولة الكويت دولة (شقيقة) ومن الدول من تعتبرها الكويت أنها محتاجة للمساعدة، لكن مع اﻷسف هناك دول مع شعوبها تناست هذا الجميل في أغلب الأحيان.
دولة الكويت وشعبها العظيم لم تبخل يوما على أشقائها العرب بالمساعدات، أكانت مادية أو معنوية.. ففي أحلك الظروف تقدم مساعدات سخية منها بناء المدارس والمستشفيات والمساجد وغيرها كثير من المساعدات لا تحصى ولا تعد، وتلك المساعدات شاهدة على نفسها في كل الدول العربية والإسلامية المحتاجة حتى اليوم.
لكن هناك كثير من هذه الدول قد خانت عهدها وعيشها مع هذه الدولة العظيمة (الكويت)، وتناست وقوف دولة الكويت معها وتناست هذا الكرم الذي أعطي لها من دولة الكويت في أحلك الظروف الاقتصادية، وعندما تعرضت دولة الكويت للعدوان والاجتياح العراقي لم تقم تلك الدول بواجبها وذلك برد الجميل لدولة الكويت، بل وقف البعض ضدها ومنها الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح آنذاك في عام 90 عام الوحدة المشؤومة والعام الحاسم الذي كانت الكويت بحاجة إلى الوقوف معها ودحر العدوان العراقي من أرض الكويت الشقيق، وهذه الدول ينطبق عليها المثل القائل (إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا).
الجنوب دخل الوحدة اليمنية دون الاستشارة من الشعب في الجنوب رغم رغبة الشعب في الوحدة في ذاك الوقت لكن (أتت الرياح بما لاتشتهي السفن) وهو الشيء الذي لم يتوقعه الجنوبيون قبل الوحدة.
لكن بالرغم من تلك الوحدة التي فرضت على شعب الجنوب العربي كما هو العدوان الذي فرض على شعب الكويت فإن شعب الجنوب رفض ذلك العدوان الغاشم على الكويت وقال كلمته من داخل صنعاء بقيادة مجموعة من الرجال اﻷوفياء من أبناء الجنوب على رأسهم الشيخ المناضل علي حسين البجيري رغم القيود المفروضة على شعب الجنوب من قبل نظام صنعاء.
لكنهم قالوا كلمتهم وشكلوا اللجنة الشعبية لمناصرة الكويت وشعبها بقيادة الشيخ المناضل علي حسين البجيري، قالوا لا للاجتياح لا للعدوان على الكويت، لماذا الصمت يا حكومة اليمن؟ نعم لنصرة الكويت وشعب الكويت، وقامت المسيرة بقيادة الشيخ البجيري والسيد طاهر الجنيدي ومجموعة من الجنوبيين، وقد كانت تلك المظاهرة غريبة على الشماليين لم يعهدوها من سابق، وقد طافت الشوارع منها الرئيسية والفرعية وحينها لم يكن لدى هؤلاء الرجال دعم مادي لكنهم صمموا ونفذوا وعقدوا الندوات والاجتماعات ولم يهابوا متابعة الأمن اليمني لهم.
والسؤال هنا لماذا قام الجنوبيون بمناصرة الكويت في ظل صمت الدولة اليمنية بل ووقوفها مع العراق العلني الواضح؟! فقد وجه هذا السؤال إلى قائد المظاهرة الشيخ البجيري من أحد الصحفيين فرد الشيخ علي حسين البجيري بقوله: نعم، نحن شعب الجنوب لن ننسى مواقف دولة الكويت معنا في الظروف الصعبة وفي نفس الوقت نحن مع الحق ولن نكون مع الظالم.
الكويت تعرضت لعدوان واضح ومن دولة عربية مع اﻷسف، نحن مع الكويت، وسنواصل المسيرة حتى تعود الكويت كما كانت إلى أهلها والحديث للشيخ علي حسين البجيري.
هكذا المواقف وهذا هو التاريخ يعيد نفسه اليوم مع قضية الجنوب من قبل الكويتيين، ندوات مستمرة لمنظمات المجتمع المدني في الكويت وشخصيات كويتية معتبرة على مستوى عال من الثقافة والإدراك بالجنوب العربي وقضيته.
تتواصل في دولة الكويت الشقيقة اليوم حملة شعبية عارمة لمناصرة الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وهذة الحملة برئاسة السيد أنور الرشيد وآخرين، هؤلاء الرجال لم يفقدوا ثقتهم بالجنوب وشعبه وهم على علم بالمحبة التي يكنها الجنوبيون للكويت وشعبها العظيم.. لازال العالم بخير طالما يوجد فيه مثل هؤلاء الرجال الذين ينظرون ويقفون مع الحق.
شعب الجنوب العربي لم يفقد الثقة يوما بشعب الكويت وحكومته وكذلك الكويت لازالت على عهدها نحو الجنوب.. عاشت الكويت حكومة وشعبا وعاش الجنوب العربي.. وإننا نؤكد لأشقائنا العرب وخاصة دول الخليج ودولة الكويت بالذات أننا لن نخذلكم ولن نخذل مواقفكم معنا سنواصل النضال حتى التحرير إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى