الـتعـاون وكـفـى

> علي صالح الخلاقي

>
علي
صالح الخلاقي
علي صالح الخلاقي
كم كنت أحلم بالوحدة اليمنية وبالوحدة العربية، ومثلي ملايين العرب من الماء إلى الماء، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.
وهذا ما كان من تجارب الوحدة العربية التي تهاوت تترى، الواحدة بعد الأخرى، حتى يمكننا القول إن أقصى ما يمكن أن يحلم به العرب في هذا الزمن الرديء هو (التعاون) القائم على التفاهم والمصالح المشتركة فقط، بعد أن أثبتت جميع مشاريع الوحدة بين الدول العربية، وليس الشعوب، فشلها الذريع.. فالوحدة المصرية السورية انتهت بالفشل ولم يكتب لها النجاح، ورفض حينها الرئيس عبدالناصر بقاءها بالقوة، كما أراد بعض القادة العسكريين، لأنه أراد أن يبقي الأمل بالوحدة قائما.. وكذا فشلت الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية فشلا ذريعا ومريعا، بل وذُبحت ذبحا شنيعا بالغدر والمكر من قبل من سُلّمت لهم على طبق من ذهب.
وباءت كذلك محاولات الاتحاد المغاربي العربي المتعددة بالفشل المتكرر.. وحتى مجلس التعاون العربي فشل هو الآخر، وبقي فقط مجلس التعاون الخليجي، وربما إذا تحول إلى اتحاد سيتعرض للفشل هو الآخر.
الوحدة لا تُفرض بالقوة أو الموت وإنما بالرغبة والتفاهم والتعاون والمصالح، ولهذا نجحت الوحدة الأوروبية، حيث أخفق العرب في ظل احتفاظ كل دولة أوربية باستقلالها الكامل وحريتها في البقاء أو الانسحاب من هذا الاتحاد الطوعي القائم على المصالح المشتركة، ومن أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة، لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالي، حيث إنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم، وله سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو، تبنت استخدامة 18 دولة من أصل الـ28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة.
فهل نتعظ ونتعلم كيف نتعاون أو نتحد، بعيدا عن وحدة القوة أو الموت أو الاجتياح والاحتلال؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى