ثـورتـنـا قـبـل ثـوراتـكـم إن كـنـتـم بـالـحـق تـشـهـدون

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل 
محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
عندما كنا نكتب على صفحات هذه الصحيفة العزيزة على قلوبنا في السنين الماضية كانت تأتينا التهديدات من كل مكان من سلطة صنعاء بواسطة أرقام مجهولة، لكننا لم نعر تلك التهديدات أي أهتمام ولم نخف منها رغم وجود الهيمنة القوية والصارمة ضد الكتاب والصحفيين الجنوبيين، وكذا الصحف الجنوبية أيضاً وعلى رأسها صحيفة “الأيام” المحبوبة والتي لا يخفى علينا وعلى العالم كله ما حدث لها وﻷسرتها الكريمة في ما بعد.
ومع هذا استمرينا في النضال واستمرت الثورة بواسطة صمود اﻷبطال من أبناء الجنوب في كل شبر من أرض الجنوب، وسفكت دماء الشهداء وزادت العزيمة مع سقوط الشهداء وزادت الكراهية لعصابة صنعاء وزاد التذمر حتى من سماع كلمة وحدة، حتى لو كانت تأتي عفوية عن طريق حديث متبادل بين شخصين.
اليوم انكسر حاجز الخوف لدى كل من كان في قلبه شك أو خوف من عدم انتصار قضية الجنوب، ومن لايزال في قلبه هذا الشك عليه أن لا يبعد بعيدا، وليسأل داخل بيته الصغار والكبار، فسيأتيه الجواب فورا نعم للاستقلال نعم للحرية نعم للأمن والأمان الذي فقدناه في ظل هذه الوحدة المزيفة.
شعب الجنوب شعب حضاري ومسالم ويشهد له العالم كله بذلك، والعالم اليوم يرى ما يحصل في ساحة الحرية في خورمكسر وساحة المكلا وغيرهم من حشود موحدة حضارية (سلمية) تتدفق إلى الساحات من كل مكان وكل يوم تزيد الاعداد، صوتهم واحد ومطلبهم واحد، وهدفهم واحد وهو استعادة وطن نهب بكل مقوماته ولا رجعة عن هذا المطلب، ليس من اليوم بل من 94 عندما انتهت الوحدة وبدأ قتل الجنوبيين من قبل الطرف المنتصر.
هناك بعض الأخوة الشماليين، ومنهم من في السلطة لا يزالون يتوهمون ويوهمون اﻵخرين في الداخل ويوهمون العالم الخارجي أيضاً بأن الوحدة باقية ولا يزال شعارهم الوهمي يتغنون به “الوحدة أو الموت” لكن شعب الجنوب لا يهمه من لبس نظارة سوداء (لا يرى) أو أصم (لا يسمع) شعب الجنوب في الميدان مليونية بعد اﻷخرى وهو مرابط ليس في عدن وحسب بل في كل ميادين الصمود في المحافظات.
مراوغات تأتي ونسمعها عن طريق المنابر الشمالية من هنا أو هناك من مسئولين في سلطة صنعاء وكذا من ثوار جدد وثوار قدماء على مدار عشرين سنة وتزيد، نفس الخطاب ونفس التوجه، وهذا يعني مزيدا من الظلم ضد الجنوبيين متناسين بأن هناك شعبا حيا في الجنوب ولا يمكن أن ينخدع مرة أخرى، هذا الشعب قد عرف الحق ولا يمكن أن يقبل الباطل بعد اليوم والتضليل والكذب والمراوغة.
هذا الشعب قد قرر مصيره واختار الحرية ولا رجعة عنها، ومهما كانت العوائق والحواجز المصطنعة فسيجتازها بإذن الله، سيجتازها بعزيمة قوية وبإرادة شعبية وبالحق الذي لا يعلى عليه.
نعم توجد بعض الحواجز التي قد تعيق انتصار قضية الجنوب والبعض منها ربما تكون هي السبب في تأخير اانتصار وتحقيق اﻷهداف التحررية، لكنها ستنتهي بإذن الله وسيجتازها الجنوب وشعبه لا محالة.
التباينات في ما بيننا هي الحاجز اﻷقوى ضد القضية وهي سبب تأخير انتصارها وخاصة أمام المجتمع الدولي والإقليمي مما سبب الفجوة وعدم الثقة بين الجنوب والمجتمع الدولي واإقليمي، وذلك يتطلب تغييرا جذريا في هيكلة المكونات الجنوبية وهي كثيرة وتشكيل هيئة موحدة إما من كل المكونات ويكون قرارا نهائيا، أو إذا تعثر ذلك يتم العودة إلى المحافظات والمديريات للقيام بذلك.
كذلك فإن وجود الجنوبيين ضمن سلطة صنعاء يعتبر غطاء للداخل وخاصة اﻷغبياء منهم وللعالم الخارجي بأن هؤلاء يمثلون الجنوب وهم على قمة السلطة في ظل الوحدة وطالما اﻷمر كذلك فالمجتمع الدولي ربما يظل مترددا في تأييده للجنوب وقضيته المصيرية بسبب ذلك التواجد.
ونحن نقول لهؤلاء أنتم أخوة لنا وقد مرت عقود وشعبكم مظلوم وأنتم تتفرجون وحتى اﻵن لم نفهم قصدكم في بقائكم في صنعاء وشعبكم من أقصاه إلى أقصاه يطالب بعودة أرضه، وفوق هذا يقتلون أبناءه ويستفزونهم من قبل جنود صنعاء وأنتم تمثلون الغطاء لجرائمهم، وفوق هذا أيضاً إذا دخل الحوثي الجنوب فذلك سيكون أكبر العوائق والحواجز وسيسبب مزيدا من الموت البطيء للجنوب وشعبه.
ثورة الحوثي الجديدة وما يقصده بالعدالة والإنصاف للجنوب حقيقة أنه كان لدينا في البداية لبس في توجه الحوثي ولم نفهم قصده حول قضية الجنوب، وكان لنا أمل كبير في المساعدة من قبل أنصار الله في تحقيق العدالة للقضية الجنوبية والمتمثلة في عودة الأرض إلى أصحابها أي (الاستقلال).
لكن ظهر لنا في ما بعد وكأنه سيعمل ثوره جديدة ضد الجنوب مثلها مثل حرب 94م الدموية ولو بطريقة أخرى، ومن هنا نؤكد للحوثي وللعالم كله أن إصرار الجنوبيين على فك الارتباط ليس بعودة قطعة أرض أو بيت داخل أرضنا، نقول له شكرا على هذا العطاء السخي أصلح بلدك إن استطعت رغم شكوكنا في صلاح اليمن.
فنحن لنا دولة وهوية يعرفها العالم كله وليس أمامنا وأمامكم إلا أن نتفاهم كجيران ونقوم بإصلاح ما خربه السابقون كل في بلده، وعليكم أن تتأكدوا بأن ثورتنا قبل ثوراتكم وثورتنا ثورة شعب خالية من التآمر والمتآمرين كما تدعون، وهم في الساحات يفترشون الأرصفة كما تنظرون وتسمعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى