خـذوا مـن بـاشـراحـيـل درسًـا فـي الـوطـنـيـة

> نعمان الحكيم

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
كاد أن ينجح هشام باشراحيل ـ طيب الله ثراه ـ في توحيد الصف الجنوبي منذ عام 2006 وذلك باحتضان منتدى «الأيام» لكل الحركات التي بدأت تناوئ النظام القمعي ومن ثم لإفراد الصحيفة مساحات هامة لطرح القضية حتى غدت واقعاً ملموساً، ويعلم ذلك كل الذين يقودون الحراك السلمي الجنوبي والمكونات الأخرى، لأنهم كانوا لا يلجؤون إلا إلى هشام الذي كان هيئة وطنية نضالية لعدن خاصة، وللوطن والمظلومين عامة.. لكن الذي حصل أن كل أولئك أو لنقل أغلبهم تناسوا هشاماً وتضحياته وصموده، بل وتركوه يقع فريسة الأمراض والسجن والحصار والقمع، لكنه أبى إلا أن يبقى شامخاً شموخ شمسان وصيرة، ولم يخن أبداً.. ودفع حياته ثمناً للقضية الجنوبية وكذا الصحيفة والمؤسسة.
اليوم نذكّر هؤلاء الزعماء والقادة وتحديداً أولئك الذين يعيشون خارج البلد مشردين، لكن منعمين ومرفهين، نقول لهم: خذوا العظة والنهج من هشام باشراحيل وأسرته.. ولا تحاولوا اللعب على وتر أنتم بعيدون عن الإمساك به.. تعالوا إلى عدن، إلى الجنوب، فلم يعد لبقائكم مبرر بعد هذا الزخم الثوري المتعاظم، عودوا واندمجوا وضحوا وأحسوا بما نحس به نحن منذ أكثر من عشرين عاماً.. عودوا وافترشوا الساحات في الشمس والعراء ونظّروا وفلسفوا الأمور لكي يكون لكم صدى وصولات وجولات، كما أن عودتكم هذه ستقطع على المتسلقين الباحثين عن (موطئ قدم) أهدافهم التي قد لا تكون شريفة.. فهلا فهمتم معنى التضحية والفداء الذي رمز إليه المناضل الأستاذ هشام باشراحيل الذي مرت على فراقه سنتان ويزيد، ونحن ما أحوجنا إليه في هذا الوقت بالذات.
وإذا كنا قد تحدثنا عن الساحة والعشوائية فيها فذلك إنما للانتباه وإصلاح حالنا المهلهل قبل فوات الأوان.. ومن العيب أن نظل باحثين عن قضية ونحن نضيعها بسلوكنا وأفعالنا، مع الاحترام للجميع.
وأخيرا نقول للحوثيين (أنصار الله): عدن والجنوب ليس ضدكم، لكننا لا نعول عليكم.. حلوا قضيتكم، ونحن كنا معكم منذ بدايتها الأولى.. لكننا لا نمالئ طرفاً على آخر.. واتركونا وشأننا.. مع تقديرنا لالتفاتتكم (المتأخرة) كثيراً، كالذي (ساهن من الظبية لبن).
وللساحة (ساحة الحرية): رصوا الصفوف وشدوا العزائم وانتبهوا للداخل فيها بحذر ومدنية حقة، ولا تجعلوا للفوضى مكاناً بينكم.. مع تقديرنا للجان، وخاصة اللجنة الإعلامية التي بها كفاءات نعتز بها وفي مقدمتهم الثائر الوسيم المثقف محمد سعيد سالم، زميل المهنة ورفيق العمر الحبيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى