أنامل نسائية : دعـونـا نـتـنـفـس

> ندى علي

> الهواء هو روح الحياة كما كان يسمى في الحضارات الإنسانية، فهو نعمة من نعم الخالق علينا، ولا يستطيع أي إنسان الاستغناء عنه، ليس هناك أجمل من أن نتنفس هواء نقيا ونظيفا خاليا من أي شوائب، إلا أنه مع الأسف الشديد حتى الهواء لم يسلم من يد العابثين بصحة وأرواح الناس، إننا نعاني بسبب استهتارهم من مشكلة حقيقية، ولعل هذه المشكلة تكمن في إحراق النفايات، وخصوصا إحراقها بالقرب من الأماكن السكنية، فهم يظنون بأن حرقهم لها هي الطريقة المثلى للتخلص منها، إلا أنهم لا يدركون خطورة ما يقومون به، وما هي الأضرار الناتجة عنه.
إن الدخان المنبعث من إحراق النفايات يحمل غازات مختلفة وجزيئات قابلة للاستنشاق، فهي تحتوي على مواد سامة تعود بضرر على صحة الإنسان.
إن حرق النفايات ليس أمرا بسيطا كم يظن البعض، حيث يترتب عليه أضرار صحية وبيئية لا حصر لها، فعلى سبيل المثال من الأضرار الصحية التي يسببها الدخان المتصاعد من إحراق تلك النفايات (أمراض التنفس، انسداد عضلة القلب، التأثير على جهاز المناعة، وأيضا مرض السرطان)، أما عن الأضرار البيئية (ثلوت الهواء، الأرض، المياه، كما أنه يضر بالحيوان والنبات).
وأنتم بعملكم هذا تحرقونا قبل أن تحرقوها، ألا يكفينا أن البعض يخنقونا بدخان السجائر سواء في الأماكن العامة أم في وسائل النقل، إننا نتنفس الدخان الصادر عن السيجارة المشتعلة وهي تقريبا بنفس خطورة تدخين السيجارة نفسها، نحن لا نطالبكم بشيء صعب فقط دعوا لنا هواء نقيا صحيا لكي نتنفسه، لقد أصبحنا نختنق من الدخان الأسود الذي يتطاير في السماء.
إن كنتم حقا تريدون أن تبادروا بخطوة عملية تفيد المجتمع، عليكم أن تقوموا بالتنسيق مع عربات النفايات لكي تأتي وتقوم بوظيفتها، فهذه تعتبر من مسؤولياتها أولا وأخيرا، وإن تقاعست عن القيام بمهمتها يجب أن تحاسب، وعلى كل واحد منا أن يقوم بواجبه من دون تقصير. لابد أن يكون لدينا رقيب داخلي لكي نتغير إلى الأفضل، دعونا يدا بيد نتعاون لإصلاح كل ما يفسد حياتنا.
وكلمة أخيرة لكل من يقومون بحرق النفايات دون مراعاة تأثيرها على صحة الناس.. ارحمونا يرحمكم الله!.
**ندى علي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى