الـتـعـدد (2)

> محمد حسين محمد

> ... وبعد أن زُرع جسد الصحفي أيامًا بلياليها على ظهر أحد الأسرة في المستشفى خرج وقد نَضُجت ثمرة في فكره سقتها المعاناة، ورعاها الوجع بآهاته، وفحوى هذه الفكرة (لماذا يتثعلب الرجل وتتنمر المرأة عندما يرد ذكر التعدد في مناسبة من المناسبات حتى وإن كانت هذه المناسبة عيد زواجهما ؟!!).
عاد الصحفي والجبس والشاش معانقيه والإبر والمسكنات رفيقيه.. وما إن وطئت قدماه عتبة الحارة حتى افرنقع الجيران من أمامه وكأنه مجذوم أو متبلطج مسنود بأقراص الديزبامب، ومسلح بحبوب القذافي !! .. دفعته قدماه المجبستين إلى ناحية مدخل العمارة الذي تقف فيه أم ماجد وهي ترمقه بنظرات التهديد والوعيد، وما إن شرع بنطق أول كلمة مُتتعتِع وشفتيه مرتعشتين قاطعته أم ماجد وقالت: “هذه أغراضك، فارحل عنَّا ..”.
رد “يا جارتي ...”.
قالت: “لستَ بجارٍ بعد الآن”.
فلملم مشاعر القوة التي لم يجد لها أثر إلا عبارة (أنا مستأجر من أبي شجاع، وليس من حقك طردي من مسكني).
نظرت إلى ناحية السلم الذي يقع على شمال المدخل فإذا بأم شجاع تقف ونساء العمارة لترمي له أم شجاع بنقود قائلة: “هذه حق إيجارك المقدم”.
سألها وأين أبو شجاع ؟!!.
قالت مشغول في المطبخ !!
فأيقن أن لا حياة لمن ينادي ليجر خطاه مغادرًا، وبعد خطوتين نظر إلى جاراته - اللاتي كنَّ يتسابقن على التسليم عليه وإعطائه أصناف الحلويات وأنواع الأكولات ليقلن هذا من صنع ابنتي وتارة هذا من إبداعات أختي وابنت خالتي وعمتي و و – وقال: “بأي ذنب أطرد !!”.
صرحن بصوت واحد كفرت !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى