سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بحضرموت وعضو تنفيذية مؤتمر القاهرة محمد عبدالله الحامد لـ“الأيام”: الجماهير الجنوبية أصيبت بالإحباط ومجريات الأحداث حفزته لتصعيد نضالاته

> التقاه / ناصر محمد المشجري

> لمعرفة ما يجري خلف الكواليس لدى قوى الثورة وقيادات العمل السياسي الجنوبي بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم من تحركات ومساع تهدف إلى الانتصار للقضية الجنوبية التي أصبحت اليوم من أهم القضايا المطروحة أمام السلطة المركزية في العاصمة اليمنية صنعاء، وفي أجندات المجتمع العربي والدولي بفضل التضحيات العظيمة لشعب الجنوب وقواه الحية، ونقلها لجماهير الشعب الثائر في مختلف المدن والساحات.. أجرت صحيفة «الأيام» لقاءً صحفياً مع الأخ محمد عبدالله الحامد، سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة حضرموت وعضو اللجنة التنفيذية لمؤتمر القاهرة في مكتبه بالمكلا، وهذه حصيلته.
**كيف تقيمون مجريات الأوضاع في الساحة الجنوبية في ظل تسارع الأحداث الجارية؟.
- بداية نعتز بصحيفة «الأيام» ودورها في نهضة شعبنا، وهي من البداية بقيادة الفقيد المغفور له هشام باشراحيل وأخيه تمام وطاقمها الصحفي تقوم بدور متميز في تغطياتها الإعلامية لكفاح شعب الجنوب وحراكه السلمي وحقه في تقرير مصيره، وقد دفعت الصحيفة ثمناً غالياً لهذا التميز الإعلامي لصالح الجنوب والجنوبيين، وهي منبر لا يمكن الاستغناء عنه، والساحة الجنوبية - كما هو معلوم للكل - يسودها تصعيد متواصل، وفتح الاعتصامات السلمية المفتوحة أرى إنها جاءت في وقتها لأن الإحباط واليأس قد تغلغل في نفوس عامة الناس في الجنوب، وما جرى بشمال اليمن حفز جماهير الشعب للقيام بتصعيد على الأرض، وإن كان في البداية عفوياً، لكنه بدأ يأخذ في الانتظام، ويلقى استجابة جماهيرية كبيرة بشكل متصاعد، ويجري تنظيم هذه الاحتجاجات التي تمثل رغبة شعبنا في الحرية والاستقلال، والذي هو بدون شك مصمم على ذلك معولاً على إرادته لتقديمها للعالم بصورة رائعة.
**ما رأيكم أنتم بالتصعيد الحالي في عدن والمكلا، وهل ترون أن ذلك بوقته ويحقق الأهداف؟.
- بكل تأكيد نحن نبارك ونؤيد هذه التحركات وندعمها في الحزب بالمناطق الجنوبية وقيادة المؤتمر الأول لتيار القاهرة، ومعروف أن الحزب الاشتراكي من أوائل المكونات التي خرج أعضاؤها في أنشطة سياسية ونضالية، وقدم الكثير في هذه الناحية، ومواقفنا - كما قلت - ليست طارئة وجديدة كموقف أصيل منذ حرب العام 94، والحزب يقود نشاط المعارضة لسلطة 7 يوليو، وقدم في سبيل ذلك شهداء عمدوا بدمائهم الزكية طريق النضال التحرري منهم الشهيد بن همام والشهيد بارجاش مع انطلاقة الثورات الشعبية الرافضة للواقع القائم في العام 2008، وقد أعلن من مقر حزبنا “بيان المكلا” الشهير لتأييد الحراك السلمي الجنوبي يوم 7 يوليو 2007 تزامناً مع تدشين نضال منتسبي جمعية المتقاعدين العسكريين في ذلك الوقت، وندعو الله أن يتكلل صمود الشعب الجنوبي ومساعيه للحرية والكرامة، واستعادة دولته بالنجاح.
**هل من توجهات ضرورية ينبغي الأخذ بها من قبل قوى الثورة للانتصار للقضية الجنوبية؟.
- طبعاً توحيد الأداة السياسة وإيجاد عمل سياسي منظم تنخرط فيه كل المكونات الثورية الجنوبية ممثلة بالحراك السلمي الجنوبي، وبقية القوى المؤمنة بحق تقرير مصير الجنوب تعاطياً مع مطالب الجماهير التي تنادي بذلك مراراً وتكراراً لتشكيل مجلس تنسيقي أو جبهة وطنية عريضة تحت أي مسمى لتمثيل شعب الجنوب أمام غيره وفي أي تواصل ومخاطبات مع العالم بشأن الحقوق، والذي لم يعد يجهل مجريات الوضع على الساحة الجنوبية والذي بات مدركاً لما نعانيه، ولكنه بفعل غياب الاصطفاف يساوره القلق من المجهول فوجود أداة سياسية وحيدة ومعبرة يعطي تطمينات للمحيط العربي والإقليمي أننا قادرون على تحقيق دولة تكون قادرة على تحقيق السلم والتعايش في منطقة إستراتيجية فيها ممر مائي تمر عبره مصالح كبرى لدول الإقليم هي أصعب مسألة تقف أمام الجنوبيين في الوقت الراهن.
**بخصوص ما ورد في كلمة المهندس حيدر العطاس بإجراء استفتاء شعبي، ممكن نعرف منكم ما تم في هذا الموضوع؟.
- الأخ الرئيس المهندس حيدر أبوبكر العطاس شخصية سياسية متميزة ولديه إلمام بالسياسات الدولية، وكيفية التعاطي معها في قضايا السياسة وتقدمه بمقترح إجراء الاستفتاء حتى من طرف واحد لتقرير مصير الجنوب يدرك أن هذا أسلوب ناجح للضغط على الدولة اليمنية والدول المهتمة بما يجري في الجنوب والشمال لفرض أمر واقع جديد، وهذه الدعوة ليس معنيا بها تيار القاهرة وحده، بل كل المكونات السياسية على الساحة التي تريد حلولا ومخارج تفضي إلى تحقيق أماني وتطلعات الناس في المحافظات الجنوبية، ورئيس اللجنة التنفيذية أجرى مشاورات مع رؤساء المكونات والفعاليات السياسية حول البدء في ما طرحه الرئيس العطاس، ولكن ذلك يحتاج لتهيئة مسبقة وتحضير جيد كعمل إحصائيات للسكان لحصر الذين لهم حق التصويت من أبناء الجنوب من مواطني ما قبل عام 90، وبالتالي خلق أجواء ملائمة لضمان نجاح الفكرة.
**سمعنا عن لقاءات جمعتكم مع خبراء في منظمة الأزمات الدولية أثناء اجتماعات عقدت في مصر ودول أخرى؟.
- بالفعل التقينا بخبراء في منظمة الأزمات مع زملائنا في قيادة المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في نوفمبر 2011، ونعقد جلسات بصورة مستمرة، ودارت نقاشات جيدة معهم لبحث أفضل الطرق القانونية لحل القضية الجنوبية وفق “حق تقرير المصير” باعتباره الشعار الذي نرى أنه يجب مخاطبة المجتمع الدولي على أساسه.
**بالنسبة للأوضاع التنظيمية للحزب، كيف هي؟ وما طبيعة علاقتكم حاليا بصنعاء؟.
- منظمة الحزب في حضرموت مثل بقية المكاتب عانى كوادرها وأعضاؤها من الملاحقات في السابق، وهذا حال دون أن ننجز كثيرا من الأعمال التنظيمية، ونحاول تجاوز المعوقات، وما يهمنا هو أن نقدم شيئا للقضية وفق قدراتنا المتاحة، متحررين من الوصاية الحزبية مع قوى الحراك السلمي الجنوبي الذي يمضي في نضاله بثبات رغم محاولات الاختراق لقوى معادية لمشروعه التحرري ونهجه الحضاري، وفيما يخص علاقتنا بصنعاء حسب سؤالكم فهي معدومة، أما باللجنة المركزية فهي تخلو تماماً من الوصاية والتسلط الحزبي، وتبقى علاقة رفاقية يسودها احترام الرأي والرأي الآخر، وتدعمنا، وتدعم حراك الجنوب السلمي ومنظمات الحزب في الشمال متفهمة لما تواجهه وتعانيه منظمات الحزب في مناطق الجنوب، مما جعل مواقف الحزب متقدمة وداعما أساسيا لحلحلة القضية الجنوبية، وهذا تجسد في مؤتمر الحوار الوطني وعملنا المشترك.
**كيف تصفون علاقتكم بأحزاب المشترك الآن، وبالأخص الإصلاح؟.
- العلاقة بالمشترك والإصلاح نقول جيدة، وبيننا تنسيق مشترك في بعض المواقف هنا في حضرموت فيما يتعلق بحاجة المواطن للأمن والسكينة، وانتزاع بعض الحقوق الأساسية كالعمالة والثروة الذي تبناها مؤخراً حلف قبائل حضرموت ورؤيتنا السياسية طبعاً تختلف مع الإصلاح في كثير من المسائل، وأي خلافات وتباينات ننحيها جانباً والإصلاح في حضرموت يعترف بأن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز، ومن هنا حصل التقارب بيننا وبينه.
**على ذكر حلف قبائل حضرموت، هل تحقق له شيء من مطالبه؟.
- موقفنا موقف تضامني ومساند فقط مع الحلف، وبصراحة خلق وضعا إيجابيا جديدا في حضرموت، ويعتبر مرجعية أساسية، وهناك عراقيل وصعوبات تصطدم بها التوجيهات الرئاسية في صنعاء بشأن مطالب الحلف في التجنيد والعمالة بالشركات النفطية العاملة ما حال دون تطبيقها على أرض الواقع، وقد تضطر المماطلات والالتفاف على هذه التوجيهات التي أمر بها الرئيس هادي الحلف إلى استخدام أي خيارات متاحة للتأثير في قادم الأيام لانتزاع مطالب الإجماع العام في محافظة حضرموت.
**ما سبب رفضكم لاستلام قيادة السلطة في حضرموت وفق المحاصصة؟.
- حقيقة المحاصصة طريقة مقيتة وغير منسجمة مع رؤانا وليست هدفنا، وأؤكد لك أن هذا الكلام غير صحيح ومجرد شائعات وتكهنات يسوقها البعض دون دراية وتحليلات خاطئة، فأنتم وغيركم تعرفون بأن كوادرنا مسرحون عن أعمالهم ومعظمهم أحيلوا للتقاعد عن العمل منذ وقت مبكر وقوى النفوذ متمسكة بالسلطة لخدمة مصالحها، وبدلاً من الصراع على المحافظة نفضَل أن نتفرغ لخدمة القضية، وهي الأهم والضغط نحو تنفيذ النقاط الـ11 والنقاط الـ20 الواردة في مخرجات الحوار الذي تم بين القوى السياسية، والمحاصصة لم تعد ملائمة بالنسبة لنا بعد المستجدات التي أنتجت متغيرات جديدة في الشمال والجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى