تـأمـلات فـي الإنـسـان

> علي محمد قيسان

>
علي
 محمد قيسان
علي محمد قيسان
إن الإنسان مخلوق متميز، فيه شيء من الملائكة وشيء من الشياطين، وشيء من البهائم والوحوش، فإذا استغرق في العبادة وصفا قلبه إلى الله عند المناجاة وذاق حلاوة الإيمان في لحظات التجلي غلبت عليه في هذه الحالة صفة التشبه بالملائكة الذين لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون به.
وإذا جحد خالقه وأنكر ربه، فكفر به أو أشرك معه في عبادته غيره، غلبت عليه في هذه الحالة الصفة الشيطانية، وإذا عصف به الغضب فوتر أعصابه وألهب دمه وشد عضلاته فلم يعد له أمنية إلا أن يتمكن من خصمه ليصرعه، غلبت عليه في هذه الحالة الصفة الوحشية.
وإذا تملكته الشهوة وسيطرت على نفسه الرغبة الجنسية غلى دمه وامتلأ ذهنه بخيالات الجنس، غلبت عليه في مثل هذه الحالة الصفة البهيمية.
هذه هي حقيقة الإنسان ففيه الاستعداد للخير والاستعداد للشر، أعطاه الله الأمرين ومنحه العقل الذي يستطيع أن يميز بينهما، والإرادة التي يستطيع أن يحقق بها أحدهما، فإن أحسن استعمال إرادته في التنفيذ ونمّى استعداده للخير فهو في الآخرة من السعداء، وإن كانت الأخرى كان من المعذبين.
وليس معنى هذا أن ينتصر العقل وألا يقارب المسلم المعاصي أبداً، فالإسلام دين الفطرة ودين الواقع، والواقع أن الله سبحانه وتعالى خلق خلقاً للطاعة الخالصة ولمحض العبادة وهم (الملائكة)، وخلق خلقاً شأنهم المعصية والكفر وهم (الشياطين) ولم يجعلنا كالشياطين، وخلق خلقاً لم يعطهم عقولا، ولكن منحهم غرائز فلا يكلفون ولا يسألون وهم (البهائم والوحوش)، ولم يجعلنا الله وحوشاً ولا بهائم.. ذلك هو الإنسان الذي كرمه الله وخلقه في أحسن تقويم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى