رجـــــال في ذاكــــرة التـــاريــــخ فـتـوات عـدن فـي ذاكــرة الـتـاريـخ

> نجيب محمد يابلي

> عزَّ عليَّ أن أغفل شريحة اجتماعية أسست لنفسها مكانة تسجلها التاريخ واستأنس لسكناها وجدان أهل عدن الطيبين لاسيما وأن تاريخ قاهرة المعز له تجربة مشابهة لتجربة عدن في مجال الفتوات، وقد فخرت القاهرة بفلم (فتوات الحسينية) الذي عرضته دور السينما في عدن في خمسينيات القرن الماضي، وخاصة السينما الأهلية (للحسنين بيومي وخدابخش) وسينما هريكن (مستر حمود).
**أحمد محفوظ عمر في (قطرات من حبر ملون)**
كان الأستاذ القاضي أحمد محفوظ عمر ـ أطال الله عمره ومتعه بالصحة ـ يحرر بابا أسبوعيا في الزميلة (14 أكتوبر) عنوانه (قطرات من حبر ملون) جمعها في كُتيب يقع في 77 صفحة عام 1989م وفي الصفحة (25) تناول الأستاذ أحمد محفوظ شخصية من شريحة الفتوات وصفه في الفقرة الأولى (كان ربعة القامة له رأس كبير) عريض الهامة تطفو على وجهه ملامح قاسية، ولكنه شهم وشهامته الكبيرة كانت سببًا في موته المبكر.
يتحدث الأستاذ أحمد عن بطولات تلك الشخصية التي لقت حتفها في وقت متأخر من الليل بجانب سور المدرسة الشرقية بالشيخ عثمان عندما خاض معركة مع جماعة وكان إلى جانبه صديق، وعندما رأت الجماعة أنه يفتك بهم أوسعوه طعنًا بسكاكينهم.
وتحدث الأستاذ أحمد عن البطل المغدور به وهو يشيع من قبل الآلاف من السكان.
**الأستاذ عبده حسين يستعرض الفتوات في (كركر جمل)**
استعرض الأستاذ عبده حسين أحمد في عموده الأسبوعي في «الأيام» بتاريخ 3 مايو 1995م (أي قبل حوالي 20 عامًا) جاء في الفقرة الأولى من عموده: “هل تصدق أن حمل العصا كان ممنوعاً أثناء الحكم البريطاني في عدن، وكانت العصا التي يزيد وزنها على سبع أوقيات (أقل من نصف رطل) تصادر ويعاقب صاحبها، وكان المرحوم محمد سعيد مسرج ممنوعًا من حمل العصا في الشيخ عثمان، فقد سمعنا ونحن أطفال أنه خبط رجلاً بعصاه فمات الرجل في الحال، ولذلك منعته السلطات من حمل العصا بحكم قضائي”.
تناول الأستاذ عبده حسين أنواع العصي ووسائل العناية بها لإكسابها الليونة حتى لا تنكسر، وكانت العصا مصدر تباهٍ للناس وكان الفتوات من حاملي العصي ملاذاً للضعفاء في مواجهة المتجبرين، ومن أشهر الذين أتقنوا الضرب بالعصا دون أن يمسوا أحدًا بسوء ظلمًا وعدوانًا: عبدالله محمد جبلي وعلي عزيبي وحسين مكرد وغيلان الخامري وناصر باشجيرة ومحمد سفيان الدبيش في الشيخ عثمان، ومرشد رديني وعلي حيرو والشماخ في عدن، وأحمد سعيد ربان في التواهي، وجابر أحمد جابر وعلي سعيد زنقور في المعلا.
ظهر الفتوات بحسب الحاجة فقد تكون حاجة المنطقة أو حاجة النادي الرياضي في منطقته، وهو (أي الفتوة) يعتز بأنه تدخل لنصرة ضعيف في مواجهة قوي، ولسان حال الفتوات “الرجال تضرب وتنضرب”، فقد يخوضون معركة ضارية تستخدم فيها العصي (البواكير أو الوجر أو البد)، وقد تستخدم المدراجة (أي المصارعة) والردع (بالرأس) وقد تكون الردعة أقوى من ضربة العصا.
**فتوات كريتر**
1 - الحاج مرشد محمد عبدالله الرديني
من مواليد عدن في 19 سبتمبر 1914م وانتقل إلى رحمة ربه يوم الإثنين 29 نوفمبر 1993م ومنطقة انتشاره حافة القاضي وجبل العيدروس والقطيع، اشتهر بشجاعته ونصرته للمظلوم، وانكفأ على نفسه بعد ظهور الكفاح المسلح بعد ظهور السلاح الناري وهو ليس سلاح الرجال، وانكفأ أكثر بعد الاستقلال بعد تعرضه للتهديد من أحد مسؤولي شرطة كريتر، وكان من القبائل، وأدرك الحاج مرشد أن الزمن الرجولي ولى إلى غير رجعة وأن مقاييس الرجولة والشجاعة قد تعدلت وتبدلت.
**الرديني للعزيبي: محد يصاهر إلا الرجال
خاض الحاج مرشد الرديني معركة بالعصا مع عدد من الريفيين الذين زاد عددهم وزادت عصيهم، ووجد نفسه وسط دائرة من العصي في أحد المطاعم، مر علي عزيبي (أحد فتوات الشيخ عثمان) ورأى المشهد واستنكره وصاح في الناس: “هذي مش رجالة”، وخاض بعصاته ورجح كفة الرديني وانصرف عائدا إلى الشيخ عثمان.
الحاج الرديني يسأل: من الذي وقف معي بعصاته؟ قالوا له: هذا علي عزيبي ياحاج.. وأين يسكن؟ في الشيخ عثمان.. قال الرديني: “محد يصاهر إلا الرجال”.
محمد علي الشلن: من حسن حظ الرديني أن الرجال خواتهم ملاح
الحاج مرشد الرديني مع عدد من أصدقائه وأخيه الأصغر يزورون علي عزيبي في منزله في قسم (D) في الشيخ عثمان الذي رحب بهم وبادره الرديني:
- عرفتنا يا علي؟
- لا والله ..
- ذكرت مضرابة ليلة أمس؟
- أيوه .. جزعت .. شفت باطل .. رجال محلقين على واحد ودخلت بعصاتي.
- هيا هو أنا يا علي اللي ضاربت معه وأشتي أقول لك معي أخي الزغير هذا ونشتي نكمل له دينه والرجال ما تصاهر إلا رجال يا علي.
- أهلاً وسهلاً بكم يا صهورنا.
تزوج الرديني من العزيبية وعاشا في تبات ونبات وخلفا صبيانا وبنات.. وقال لي أخي وصديقي الشخصية التربوية والرياضية والاجتماعية الأستاذ محمد علي الشلن وهو من جيران علي عزيبي، معلقا على ذلك: “من حسن حظ الرديني أن الرجال طلعوا خواتهم ملاح .. كلهم ملاح”.
2 - علي حيرو:
علي حيرو شخصية عدنية من أصول صومالية، وكانت منطقة انتشاره حافة حسين والخساف، وكان ـ رحمه الله ـ رجلاً طيبًا ينصر الضعيف على القوي وكان نصيرًا لنادي الحسيني، ومعظم النوادي كان لها فتوات جندوا حياتهم لنصرة نواديهم.
3 - محفوظ يوسف فيروز:
من فتوات عدن وعاش حياته في الطويلة، أخواه: علي الفيروزي، فني ساعات، وهزاع الفيروزي، وكان ـ رحمه الله ـ ممن يكرهون الباطل.. رأى مرة معركة غير متكافئة بين شخصين أحدهما عدواني والآخر مسالم، وانسحب المسالم من بداية المواجهة وكان العدواني برفقة أصدقائه من رجال الشوارع.
بحث الفيروزي عن الطرف المنسحب وعند ملاقاته قال له: شفتك انسحبت؟ هل انسحابك لما شفت أصحابه أم أنك تشوف أنك ما بتقدر تغلبه؟ قال له المنسحب: والله يا أخي أنا ما أقدر له .. قال الفيروزي: أمشي معي .. هو الآن مع أصحابه في مقهى زكو.
نادى الفيروزي على العدواني وقال له: هذا الرجل يقول إنه ما يقدر لك لكن أن أقدر لك وخاض الفيروزي معركته بكل اقتدار وهزم العدواني.
محفوظ الفيروزي (أبو زكريا) له أربعه أولاد وأكبرهم نجيب وهو في مجلس الوزراء.
**فتوات المعلا**
أشهر فتوات المعلا هم:
1 - جابر أحمد جابر
2 - علي سعيد زنقور (بائع سمك)
3 - محمد صالح الحمار
**فتوات التواهي**
التواهي مدينة صغيرة جميلة جمعت بين الجبل والبحر، الظاهرة الاستثنائية، عاش معظم أهلها على حركة الميناء والتجارة والسياحة، فيها سكن والي عدن ومكاتب المجمع الحكومي المعروفة بـ(السكرتارية)، وكبير السكرتيرين (CHIEF SECRETARY) بجانب رصيف السواح، وفيها مكاتب ناظر الشرطة (حفيس الكمشنر) وربما لهذه الأسباب لم يشتهر فيها من الفتوات إلا واحد هو أحمد سعيد ربان.
كان الربان من أبرز الفتوات على مستوى التواهي وغير التواهي، وإذا استعصى أمر الحسم معه يطرقون باب والده العجوز ويخرج بعصاته ويضربه ضربًا مبرحًا حتى يصل إلى بيته، كان ـ رحمه الله ـ يذعن لأمر والده.
**فتوات الشيخ عثمان**
كانت الشيخ عثمان بوابة القادمين إلى عدن من محميات عدن أو المملكة المتوكلية اليمنية ووريثتها الجمهورية العربية اليمنية، ولذلك انتشرت الفتوات لفرض التوازن بين القادمين وسكان الشيخ عثمان.
1 - علي محمد عزيبي:
من مواليد العشرينيات في الشيخ عثمان، عمل في أول مشواره صباغاً وأنهاه في العمل مع شركة (شل) البترولية.. كان يقضي وقته مع أصدقائه في مقهى البقصة في الشيخ عثمان، ثم مقهى السيد علي (حاليًا مطعم محمد صالح شقيق عبدالله صالح صاحب مقهى مجاور لسوق اللحم في الشيخ عثمان).
من بطولاته أن زنجيا مفتولاً انهال طعناً على أحد السكان في ركن حافة الصباغين ولم يجرؤ أحد على الاقتراب وتدخلت السماء بقدوم علي عزيبي فاستخدم عصاه وفض الاشتباك بعد أن ألحق ضررًا كبيرًا بساقيه أولاً ثم بقية أنحاء جسمه إلى الحد الذي ارتفع فيه صراخه إلى عنان السماء، وأخذوا الضحية إلى المستشفى للعلاج.
انتقل إلى رحمة ربه في مطلع التسعينات من القرن الماضي.
2 - عبدالله محمد الجبلي:
من مواليد العقد الأول من القرن الماضي وعرف الشارع الذي عاش فيه باسمه (حافة الجبلي) وهو آخر شارع في قسم (D) في الشيخ عثمان مجاور لمحطة بترول الهاشمي.
كان الجبلي ـ رحمه الله ـ مشهورًا بالقوة الجسمانية وكان يجوب المدينة ممتطيًا حصانه وكان يكسب معاركه مع عدد من الرجال ويغلبهم إلا في مرة واحدة عندما طرشوه بطحين بسباس أحمر في وجهه وبعدئذ ضربوه بالعصي.
3 - ناصر محمد باشجيرة:
من مواليد قسم (D) في الشيخ عثمان عام 1924م وانتقل بعد ذلك إلى قسم (B) وهناك اتسعت دائرة علاقاته بأصدقاء أمثال: المستشار حسين الحبيشي والفنان محمد مرشد ناجي وعازف الكمان علي محمد فيروز وغيرهم، كما اتسعت علاقاته مع فتوات آخرين أمثال : سالم كمراني والوعل وحسين محمد مكرد وحسين أحمد يامي (شقيق علي أحمد يامي الصياد).
كان يملك سيارة نقل (لوري) يسوقها بنفسه بين عدن وريف الجنوب وتعز وغيرها من المناطق، إلا أنه آثر الاستقرار في عدن وعمل من خلال محله التجاري في ممارسة البيع والشراء وحصل بعد ذلك على قطعة أرض كبيرة في المنطقة الصناعية بالدرين وعاش بين اليسر والستر وتمكن من تعليم أبنائه وبناته.
عرف الناس ناصر محمد باشجيرة واسم شهرته (ناصر السليس) بأنه من فتوات الشيخ عثمان وارتبط بشلته عدد من الفتوات إلا أنه دخل منعطفا كبيرًا في حياته عندما ارتبط بنادي الأدباء العربي وعميده الراحل الكبير عبدالمجيد الأصنح (والد عبدالله الأصنج)، وكان الأصنج الممثل الأعلى للباشجيرة، وحكى لي ـ رحمه الله ـ أن رجلاً متجبرًا متكبرًا لقي حتفه في حادث مروري، وعلمت بالخبر وأنا في طريقي إلى مجلس المقيل في النادي وقلت: المتجبر المتكبر فلان لقي حتفه في حادث مروري اليوم، صاح الأستاذ الأصنج وقال: يا ناصر لا تشمت بأخيك فيرحمه الله ويبتليك، قال العم ناصر: هذه الكلمة لا تزال ترن في أذني حتى يومنا هذا.. والحكايات التي رواها العم ناصر كثيرة.
**ناصر باشجيرة في رحاب الخالدين**
انتقل ناصر باشجيرة إلى رحمة ربه في 23 نوفمبر 2009م عن عمر ناهز الـ85 عاماً وخلف وراءه رصيدًا اجتماعيًا كبيرًا وقلوب محبين لا حصر لهم، كما خلف وراءه الأرملة الصابرة (كبرى بنات الحاج سيف ثابت الجمل) وأربعة أبناء هم: مختار المحامي ومحمد وأكرم وعبد الناصر وأربع بنات.
**غيلان خامري:
غيلان أحمد عبده خامري (أخ غير شقيق لعبدالله الخامري) من مواليد الشيخ عثمان في مطلع ثلاثينات القرن الماضي، نشأ رياضيًا وجسمانيًا على الرغم من قصره، كان مولعًا برياضة كرة القدم، وكان نصيرًا للضعفاء ولم يستخدم العصا وإنما اشتهر باستخدام رأسه الصخري الكبير وفن المصارعة، وكما قال ابن حارته الأستاذ عبده حسين أحمد لا تشعر إلا وأنت تهرول على الأرض.
لقى حتفه في 1951 / 1952م إثر معركة ثأرية مع جماعة من الشمال ضربهم في اليوم الأول فعاودوا الكرة في اليوم الثاني وضربهم، وكان معه صديقه محمد سفيان الدبيش فغدروا بهما وانهالوا عليهما طعنًا بالخناجر، أسعف الدبيش إلى المستشفى بعد أن ربط بطنه بمشدته، أما غيلان فقد فاضت روحه الطاهرة إلى ربها شاكية له غدر الجبناء الذين فروا من عدن.
شهدت الشيخ عثمان جنازة مهيبة شارك فيها المئات من أبنائها الطيبين.
**ناصر محمد مريدي:
ناصر محمد مريدي من مواليد قسم (A) في الشيخ عثمان عام 1932م تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في عدن والتحق بالوظيفة الحكومية في سلطة المياه (هكذا كان اسمها قبل الاستقلال) ومارس محبوبته رياضة كرة القدم في نادي الهلال الرياضي الذي تأسس عام 1951م، وكان مركزه في الفريق (دفاع) وكان من لاعبي الصدارة في عدن على مستوى فرق الأندية (الدرجة الأولى).
كان ناصر مريدي من لاعبي الأندية الذين شاركوا بأدوار متنوعة فيها فهو لاعب أساسي وفنان وهو في نفس الوقت في الخط الدفاعي الأول لأي اعتداء من لاعب أو مشجع على لاعبي النادي.
كان ـ رحمه الله ـ نصيرًا للمظلومين ورادعًا للمتجبرين، وكان يحب النكتة والنغمة ولا ننسى أنه من أبناء أرض تبن.
انتقل ناصر مريدي إلى رحمة ربه في 22 مايو 1992م عن 60 عاماً وخلف وراءه رصيدًا طيبًا في سجل الحركة الرياضية وفي حب الناس، كما خلف وراءه سبعة أبناء هم: جمال، وليد، حكيم، عارف، مختار، خالد وشكري، وأربع بنات.
**محمد عبدالله التيس:
محمد عبدالله التيس من مواليد قسم (A) في الشيخ عثمان في 23 يوليو 1927م وتلقى تعليمه الأول في كتاتيب الشيخ عثمان، واتجه في سن الشباب إلى سوق العمل، وكان ـ رحمه الله ـ نجاراً معروفًا عمل لسنوات طويلة مع القوات المسلحة البريطانية في ورشها المختلفة الملحقة بمعسكراتها في خور مكسر.
كان التيس ـ رحمه الله ـ شخصية اجتماعية سريع البديهة، سريع الرد، بالعدني الفصيح (على الطائر) كان صانع نكتة، المرح والبساطة وحب التعاون يسري في دمه لكن ردة فعله مع أي مستفز أو معتد عليه أو على صديق أو جار له يكون عنيفًا سواء في المصارعة (المدارجة) أو الضرب بالعصا.
ترك الجبهة القومية وانضم لجبهة التحرير بعد أن اغتالت القومية شقيقه عبد الرزاق التيس، وكان هو الآخر من الفتوات وسهل لهم تصفيته بالرصاص، أما إذا أرسلوا له أربعة أو خمسة رجال كان سيوقعهم كالنعاج، وقاتل الله الرصاص وسيلة الجبناء.
انتقل محمد عبدالله التيس إلى جوار ربه في 6 أكتوبر 1988م عن عمر ناهز الـ(61) عاماً وخلف وراءه أرملة مكافحة ومن أولاده شوقي وعمر.
كما اشتهرت الشيخ عثمان بعدد آخر من الفتوات منهم محمد حرسي جوليد الولع ومحمد سفيان الدبيش وسالم الكمراني وعيدروس صدقة وحسين مكرد.. وكانوا ـ رحمهم الله ـ مبادرين للدفاع عن الضعيف ويؤمنون بالربح والخسارة في المواجهات، فالرجال عندهم (َيضربون وينضربون) فيخوضون معاركهم ليلاً ليلتقوا صباحاً في مخبازة الأبيض ويفطرون مع بعض وكأن شيئًا لم يكن. رحم الله فتوات عدن الأشاوس!.
**نجيب محمد يابلي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى