من (27 ديسمبر 2013م) وحتى (31 أغسطس 2014م) .. (2) تنشر وقائع الاعتداءات والانتهاكات العسكرية على مدن ومناطق (الضالع) والخسائر البشرية الناجمة عنها

> تقريـر/ جهاد محسن

> **تداعيات مجزرة**
(مجلس العزاء)
أفضت تداعيات قصف (مخيم العزاء) إلى ظهور ردود أفعال شعبية غاضبة مطالبة بمحاسبة الجناة، وبدلاً من محاولة امتصاص الغضب الشعبي والاستجابة لمطالبه، أخذت العمليات العسكرية باتجاه التصعيد، وتوالت الآليات الثقيلة بقصف واستهداف مناطق وبيوت سكنية في أنحاء متفرقة من محافظة الضالع، حيث طالت أعمال القصف 17 منطقة سكنية تقع خارج مركز المدينة، منها 3 مناطق تعرضت للقصف العنيف، و7 مناطق للقصف المستمر، و7 مناطق للقصف المتقطع، بالإضافة إلى قصف 7 أحياء سكنية تقع ضمن نطاق المدينة، رافق ذلك تنفيذ اقتحام ميداني واسع لبعض القرى الصغيرة بواسطة الدبابات والمدرعات العسكرية.
منزل طاله القصف على منطقة سناح الضالع
منزل طاله القصف على منطقة سناح الضالع

وتضمنت الوثائق التي تسلمتها المفوضية السامية بالأمم المتحدة، عدداً من الخرائط الميدانية عن المناطق المنكوبة عسكرياً، وتحديد الاتجاهات والمسافات التي قصفت منها، ونوع القذائف التي سقطت عليها، وحجم السلاح والعتاد العسكري المستخدم في جميع العمليات المنفذة.
كما تضمنت معلومات استقصائية عن الأضرار التي لحقت بالمنازل والمراكز التجارية والمبان المخصصة للأغراض الطبية والتعليمية، بالإضافة إلى سجلات طبية عن جرائم القتل المختلفة، واستبيانات تتعلق بالقتلى، وتقارير تقيم آثار القصف الذي أفضى إلى نزوح قسري للأهالي في العديد من المناطق المستهدفة.
**حصيلة هجمات “يناير”**
محلات متضررة بمركز المدينة
محلات متضررة بمركز المدينة

شهد شهر يناير 2014م، أحداث دموية ساخنة راح ضحيتها مقتل عدد من النساء والأطفال، إثر لجوء القوات العسكرية إلى استخدام وسائل وتكتيكات مباغتة في شن هجمات متزامنة على عدد من القرى والمناطق السكانية، استخدمت خلالها شتى أنواع الأسلحة والعتاد العسكري عند قصفها للمناطق المستهدفة، وبصورة عنيفة وعشوائية.
**اعتداءات (17 يناير) الدامي**
منزل تعرض للقصف وأمامه يوجد الموقع العسكري
منزل تعرض للقصف وأمامه يوجد الموقع العسكري

في صبيحة هذا اليوم، أطلقت القوات العسكرية المتمركزة في موقع (الخربة العسكري) التابع للواء 33 مدرع، قذيفة دبابة T62 باتجاه منزل المواطن قحطان محمد أحمد، في منطقة “الجليلة” التي تبعد عن الموقع العسكري بمسافة 1700 متر تقريباً، وأسفرت القذيفة عن مقتل ابنة مالك المنزل وتدعى تمني (18 عاماً) بإصابة مباشرة في رأسها.
وشهدت ـ بالتوقيت ذاته- منطقة “سناح” التي تبعد عن مدينة الضالع بـ23 كلم شمالاً، اعتداءات متزامنة من قبل المصفحات التابعة للواء 33 مدرع، والتي قامت بإطلاق الأعيرة النارية على مركز المدينة ومحيطها، قتل خلالها المواطن محمد غيلان محمد اللحجي (27 عاماً)، إثر تعرضه لطلق ناري من سلاح (الدوشكا)، فيما جرح المواطن قائد أحمد اللحجي.
مبنى متضرر بمنطقة سناح
مبنى متضرر بمنطقة سناح

وتعرضت الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة وبعض الأحياء السكنية، لقصف متواصل من قبل المواقع العسكرية المتمركزة في (الخربة ـ القشاع ـ الخزان)، وشاركت المصفحات والآليات المدرعة بإطلاق النار والقذائف المضادة للطيران داخل الأحياء السكنية في منطقتي (الكبار والجليلة) قتل خلالها المواطن بركان محمد مانع الشاعري، برصاصة من سلاح (الدوشكا) عندما كان يقود سيارته الخاصة.
منزل طاله القصف
منزل طاله القصف

كما طالت عمليات القصف التي نفذها معسكر الجرباء (مقر قيادة اللواء 33) والذي يبعد بمسافة كيلو متر عن شرق مدينة الضالع، بواسطة الدبابات والقذائف المدفعية مناطق (القرين) شمال شرق المدينة، و(الوعرة) و(الحود) غرب المدينة.
منزل سكني استهدفه القصف بمنطقة نشام بمركز المدينة
منزل سكني استهدفه القصف بمنطقة نشام بمركز المدينة

وبلغت حالات الإصابات البليغة بين صفوف المواطنين جراء أعمال القصف الذي نفذته وحدات موقع (القشاع) وموقع (المظلوم) العسكريين، على مبنى عيادات مستشفى (النصر العام) وسط المدينة، 13 جريح، بينهم الطفل حسام رضوان (15 سنة) والذي تعرض لرصاصتين في ركبته اليمنى وساقه اليسرى، أطلقها عليه أحد الجنود من مدرعة عسكرية.
**قذيفة تنهي حياة أسرة**
قذيفة تسقط مباشرة على غرف إحدى العائلات بالضالع
قذيفة تسقط مباشرة على غرف إحدى العائلات بالضالع

في مساء يوم 17 يناير، أطلق معسكر (الجرباء) قذائف مدفعية عيار 160، صوب منطقة (كرب زبيد) التي تبعد بنحو 8 كلم عن جنوب غرب المدينة، وسقطت عدد من القذائف بالقرب من منازل المواطنين ملحقة بها أضرار بسيطة، وتسببت بإصابة طفلة صغيرة تبلغ من العمر عامين.
واستمرت عملية القصف المدفعي على منطقة (لسلاف زبيد) في أطراف المدينة جنوباً، لتسقط واحدة من القذائف الثقيلة على منزل المواطن ياسين علي حسن، وتسببت فوراً بمقتل زوجته لينا محمود مانع محمد (27 عاماً) والحامل في شهرها الثامن، إلى جانب مقتل طفلتيه ياسمين (عامان وشهر) ويسرى (14 شهراً)، وأصيب رب الأسرة بجروح غائرة تم إسعافه إلى مستشفى التضامن التخصصي.
عائلة أصبحت بلا مأوى بعد أن دمر القصف منزلها بمنطقة سناح بالضالع
عائلة أصبحت بلا مأوى بعد أن دمر القصف منزلها بمنطقة سناح بالضالع

وبلغت حصيلة ضحايا ذلكم اليوم الدامي، 6 قتلى و13 مصاباً من المدنيين، بعد 12 ساعة من الاعتداءات المتواصلة التي نفذتها القوات العسكرية على نطاق واسع من المناطق المستهدفة.
**18 يناير 2014م**
قامت المصفحات العسكرية المرابطة في مبنى المحافظة بإطلاق الأعيرة النارية من سلاح الدوشكا، على قرية (البجح) التي تبعد عن مبنى المحافظة بنحو 1300 متر، أسفرت عن مقتل الطفل عبدالله عبدالكريم عبيد (12 عاماً) بطلقة قاتلة أودت بحياته على الفور، واستمرت عملية إطلاق الرصاص على المنطقة بصورة عشوائية ولمدة 20 دقيقة متواصلة.
**21 يناير 2014م**
منزل طاله القصف في الضالع
منزل طاله القصف في الضالع

تم الاعتداء على “مستوصف المختار الطبي” الذي يبعد بنحو 500 متر عن مبنى المجمع الحكومي، من قبل المصفحات العسكرية المناوبة في محيط مبنى المحافظة، والتي تقدمت باتجاه المستوصف وباشرت وبصورة غير مبررة بإطلاق الذخائر الحية على مبنى المستوصف والمحلات التجارية المحيطة به، ولمدة نصف ساعة.
تسببت الأعيرة النارية التي صوبت على المستوصف الطبي بإثارة الهلع والخوف في نفوس المرضى وذويهم، ودفعتهم إلى ترك العلاج ومغادرة المبنى من بينها 6 حالات مرضية كانت تحت العناية الطبية اللازمة، وحالتان لامرأتين أجريت لهن عمليتين جراحيتين (قيصرية)، وحالة لرضيع عمره 40 يوماً، كان يعاني من ثقب في القلب ويخضع تحت العناية الطبية، اضطرت أسرته بنقله إلى المنزل خوفاً من الرصاص وبعد وصوله للمنزل فارق الحياة.
تعرض مبنى المستوصف لعدد كبير من الطلقات جميعها اخترقت الطوابق الثلاثة، وأصيبت بسببها الطبيبة سينا يوسف (هندية الجنسية) بإصابة طفيفة، ووصف يومها مدير المستوصف د. عبده أحمد صالح، السلوك العسكري بمجافاته للأعراف والقيم الإنسانية، مشيراً إلى أن الاعتداء على المستوصف، يعد هو الثاني بعد الاعتداء الأول في ديسمبر 2013م.
**22 يناير 2014م**
منازل دمرها القصف بمنطقة سناح
منازل دمرها القصف بمنطقة سناح

أقدم جنديان من القوة المناوبة في مبنى المحافظة، على قتل المواطن غمدان مسعد مصلح (27 عاماً) بثلاث طلقات نارية من سلاح آلي (كلاشينكوف)، أثناء تواجده بداخل سيارة صديقه كمال محمد ناصر (22 عاماً) بالقرب من مقر المحافظة، ودون أن تكون هناك أسباب وجيهة لإطلاق الرصاص على السيارة المدنية.
توالت الأحداث باتجاه التصعيد عندما أقدمت الوحدات العسكرية بتنفيذ عملية قصف شاملة على مناطق عديدة تقع على طول “الطريق العام”، الذي يربط على امتداد 23 كلم بين مدينة الضالع ومنطقة سناح شمالاً.
وتسببت أعمال القصف بنزوح قسري للأهالي إلى مناطق آمنة، وتعطيل جزئي للمرافق والدوائر العامة، وتوقف عام للدراسة في كل المناطق المنكوبة.
**تقريـر/ جهاد محسن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى