الشرف

> إبتسام عمر ذيبان

> لو فهم الناس معنى الشّرف لأصبحوا كُلهم شرفاء، ما من عامل يعمل في هذه الحياة إلا وهو يطلب في عمله الشرف الذي يتصوره له الناس، إلا أنه تارة يخطئ وتارة يُصيب.
يقتلُ القاتل وفي اعتقاده أن الشرف في أن ينتقم لنفسه أو عرضه بإراقة هذه الكمية من الدم، ولا يبالي أن يسمّيه القانون بعد ذلك مجرماً، لأن البيئة التي يعيش فيها لا توافق على هذه التسمية.
مثلاً: يسرق السارق، ويزور المزور، ويخون الخائن، وفي اعتقاد كل منهم أن الشرف كل الشرف في إحراز المال، وإن كان السبيل إليه دنيئاً سافلا، وإن للذهب رنينا تخطت بجانب صوته أصوات المعترضين والناقدين شيئاً فشيئاً.
هكذا يتصورون أنهم شرفاء، وما أفسد عليهم تصورهم إلا الذين أحاطوا بهم من رفاقهم، أولئك الذين يسمون الفقير سافلاً، وطيب القلب مغفلاً، وطاهر القلب بليداً، والحليم عاجزاً.
فمن شاء أن يهذب أخلاق الناس، ويقوم معوجتها فليهذب تصوراتهم وليقوم أفهامهم برأفة ما يريده من التقويم والتهذيب.
**إبتسام عمر ذيبان/ عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى