أنامل نسائية.. العنف ضد الوطن

> فردوس العلمي

> ربما يستغرب الكثير من عنوان المقال ويعتبره غريبا بعض الشيء ولكنه جاء على وزن العنف ضد المرأة والذي يحتفل العالم به هذه الأيام، حيث يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي المناهض للعنف ضد المرأة، باعتبار المرأة كائنا ضعيفا يمارس عليه العنف بكل أشكاله.
إذ يعتبر العنف إحدى الوسائل القديمة التي يمارسها المجتمع عامة والرجل بصفة خاصة ضد المرأة، وبصورة منكرة ومقززة، حيث تحرم المرأة من الكثير من معطيات الحياة التي أباحتها الشرائع الإسلامية وذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
والسؤال الذي جاء منه عنوان مقالي (العنف ضد الوطن) كان عبارة عن سؤال وجهته لنفسي وأنا أرى الجميع يشارك في احتفالات (16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة) وبهمة ونشاط، والكل يجتهد، وكان سؤالي لنفسي كيف لا تعنف المرأة إذا كان الوطن يعنف وينتهك؟!!، فإذا أردنا القضاء على العنف ضد المرأة لتعيش بسلام دون عنف والقضاء على كل صنوف وأشكال العنف الأخرى الممارسة بالعلن أو السر علينا أن نناهض العنف الممارس ضد الوطن، فكثير من الأوطان تعاني من العنف الممارس عليها دون هوادة والكثير من تلك الأوطان تعاني العنف للأسف على يد أبنائها، مثلما المرأة التي تعاني من العنف من أقرب البشر إليها (الأب، الأخ، الزوج) فالوطن هكذا يعاني من التمزق ويعاني من العنف الممارس عليه من أبنائه المتمثل في النهب والسرقة وانتشار الفساد بكل صوره القبيحة، فكل واحد منهم يمارس العنف بصورة أو بأخرى تجرح الوطن دون رحمة.
إن العنف ضد الوطن أصبح في الآونة الأخيرة عنوانا بارزا يرمز للكثير من الأمور المعقدة التي تمارس ضد اليمن عامة وعدن بصفة خاصة، فالعنف لا يقتصر على المرأة كما كان سابقا، فقد تعدى العنف كل البشر ليصل إلى عنف الأوطان، ففي عصرنا الراهن أصبح العنف يمارس بشكل عام على كل شيء جميل في الوجود، مما أظهر الوجه القبيح للعنف في أدق تفاصيل الحياة، إنه العنف ضد الوطن.
فالعنف حدث لم يعد مقتصرا على المرأة فقط أو الأطفال أو الرجال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فكل هؤلاء يمارس عليهم العنف وإن اختلفت درجات العنف.
وإذا نظرنا إلى أصعب عنف يمارس ضد المرأة فهو عنف المرأة ضد أختها المرأة، فهذا العنف لا شفاء منه وليس له علاج.
ولكن حقيقة، يبقى أبشع عنف هو العنف الممارس ضد الوطن، فهو أقساها، فلا يبرأ جرح الوطن وإن برئت كل الجراح.. فاليوم أظهرت لنا مستجدات الربيع العربي وأنتجت لنا مصطلح العنف ضد الوطن.. فهل أرى يوما ما الناس والأمم المتحدة يحتفلون باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد الوطن، حتى تستريح الأوطان يوما من جراح البشر؟.
**فردوس العلمي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى