«الأيام الرياضي» تفتح ملف الكرة العدنية (1) ..إدارات الأندية الرياضية العدنية : كيف ينجو من الفشل من له هذه العيوب؟! الكرة العدنية تعامل على وثيقة وفاة .. وطوق النجاة بين أيدي سبع جهات مُحبِطات!

> كتب/آزال مجاهــد

> ونحن على مشارف نهاية العام 2014، نعود بالذاكرة إلى مطلع العام المشرف على نهايته وبالتحديد إلى تاريخ 28 يناير2014 حينها إستجمعت الأندية الرياضية في محافظة عدن بعضاً من قواها المهدورة على طاولة إجتماعات لجنة نادي التلال المؤقتة برئاسة عارف يريمي..في ذلك اليوم كنت ضمن الحضور في اللقاء الذي تواجد فيه أيضاً المهندس محمد حيدان رئيس فرع إتحاد كرة القدم بعدن، وإلى جانبه كافة ممثلي الأندية العدنية (التلال-الوحدة-شمسان-الميناء-النصر-المنصورة-الجلاء-الروضة) مع غياب الشعلة ، وكان اللقاء الذي دعت له الأندية العدنية مخصصاً لمناقشة جملة من الأمور المتعلقة بموقف إدارات الأندية المذكورة أمام معاناتها التي وصفتها بأنها مُفتعلة من الداخل ، على طريقة (زيتنا في طحيننا) معتمدة على معلومات ، ووثائق تم الإستعانة بها بداية بقرار من رئاسة الوزراء بجلالة قدره، مدعوماً بتوجيهات صريحة ذيلها وزير الشباب والرياضة السابق بتوقيعه يدعو فيها محافظي محافظات الجمهورية منح الرياضيين نسبة الـ (30 %) المُقرة من رئاسة الوزراء ، من خلال تفعيل دور المجالس المحلية! وهو الأمر الذي تمت الإستفادة منه رياضياً بطبيعة الحال في صنعاء ، والتغاضي عنه في عدن!
«الأيام الرياضي» تسلط الضوء على واقع الأندية العدنية كل يوم «إثنين» بغية توضيح الصورة للمتابع الرياضي ، بالوقوف على حالة الأندية العدنية مساهمين في تصحيح مسارها ما استطعنا فكونوا معنا:
*إتفقت قيادات الأندية العدنية مساء ذلك اليوم على إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى محافظ محافظة عدن السابق المهندس وحيد علي رشيد يضعونه من خلالها أمام الوضع العام لأنديتهم التي تساقطت كما هو الأمر مع حبات عقد اللؤلؤ (الفالصو) المنفرطة من عقد ثمين تملكه إمرأة عجوز تجاوزت عقدها الثامن، وأنتظرت موتةً هانئة غير مكترثة بالمعاملة على وثيقة الوفاة بعد الممات، قبل الإكتراث بمشقة جمع ما تناثر على الأرض! أومأ «رشيد» برأسه ليلة الـ 28 من يناير، وهو يستمع لأحد رجاله المخلصين العاملين في (سلك) سيرك الرياضة العدنية ، واصفاً نفسه بأنه الرجل الأمين الذي جاء له بأمر عظيم يُحاك ضده بالقرب من قلعة صيرة .. قال الرجل الرياضي لرشيد حرفياً: «هناك من يبحث عن نسبة الـ 30% الذي وجه بها مجلس الوزراء ، ووزير الشباب والرياضة إلى محافظي المحافظات، والمجالس المحلية لدعم الأندية الرياضية في محافظات الجمهورية الآن في نادي التلال».. كان رد المحافظ للرجل، تماماً كما كان لاحقاً لمبعوثي الأندية الذين تجمعوا في ديوان المحافظة لملاقاة المحافظ لمناقشة رسالتهم، فقابلهم عوضاً عن ذلك الوكيل الضلاعي ناقلاً عن المحافظ عبارة : «من فين»!؟ إضافة إلى بعض المسكنات المعروفة، فماتت الرسالة قبل أن تولد رغم تهديد سابق بإغلاق الأندية لمقراتها في حال عدم التفاعل مع شكواها، وقضاياها الرياضية الشبابية.
تبدأ مشاكل الأندية اليمنية بشكل عام داخل مقراتها التي إتخذتها لنفسها مأوىً لها، وتنتهي عند حدود مبنى المحافظة الواقعة فيها الأندية بشرف ، على خلاف الأندية العدنية التي وعندما تبدأ مشاكلها - المالية دائماً على أعتبار أن المال والعيال زينة وجمال - فإنها لا تنتهي عادة عند حدود معينة فتجد رؤساء الأندية ، واللجان المؤقتة على كثرها زواراً دائمين للمكاتب، والمقايل، والدواوين بحثاً عن الحلول، مرددين في وجه كل من قابلهم وسألهم عن سبب تراجع مردود الرياضة العدنية كوبليه خالدة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «جفنه علم الغزل» بتصرف قائلين: (كيف ينجو من الفشل من له هذه العيوب!)..لاعنين عند من يسكن صنعاء النور والنار، المال والضمار حالة الخذلان والدمار التي تعيشها رياضتهم في عدن على يد أبناء الأم عدن في المقام الأول ، قبل عيال الخالة في العاصمة صنعاء!
**طوق النجاة**
لسنا هنا بصدد تسمية الأمور وفق مسميات فضفاضة لا تمنح السائل إجابات شافية، وإن لم تكن وافية حول الوضع الرياضي في عدن على مستوى إدارات الأندية التي تعيش جميعها - درجة أولى وثانية وثالثة - حالة مثيرة للشفقة حقاً، مع عدم وجود أي نوايا حقيقية لإنتشال تلك الأندية من براثن اللجان المؤقتة، التي وعلى الرغم من قيام بعضها بالكثير من الجهد لتجاوز مشاكلها وتعقيدات الوضع الرياضي في عدن إلا أنها هي الأخرى باتت الجزء الأكبر من المشكلة كما يبدو، بعد أن كانت في فترات سابقة عبارة عن جزء من الحل، وقبل أن يذهب البعض في عدن بعيداً بوصفه لها بأنها هي الحل الأمثل لمشاكل الأندية العدنية! تلك الفئة الأخيرة هي المشكلة، ووضعها للحلول على ذلك النحو لم يفد الأندية العدنية بالقدر الذي جعل منها، عن طريق لجانها المؤقتة منقادة ومسيرة غير مخيرة كما حدث أثناء وبعد تقديم الرسالة إلى محافظ عدن السابق وحيد رشيد الذي هدد بدوره بعضاً ممن تعنتوا، وأصروا على نيل الحقوق أسوة بباقي الأندية اليمنية بأنه سيعمل على تغييرهم بلجان أخرى عبر رجاله المخلصين آنذاك ، الأمر الذي جعل من صوت الأندية العدنية (مبحوح)، وقلوب من يتواجدون فيها تحت مسميات اللجان المؤقتة من (لحوح) وبالتالي حافظ كل منهم على موقعه بإنتقال ورقة طوق (النجاة) التي تقدمت بها الأندية للمحافظ السابق إلى مثواها الأخير داخل أدراج موصدة.
**سبع جهات محبطات**
وزير الشباب والرياضة الحالي و أحمد صالح العيسي و وزير الشباب والرياضة السابق
وزير الشباب والرياضة الحالي و أحمد صالح العيسي و وزير الشباب والرياضة السابق

هذه الدولة وعبر ممثليها الرياضيين السلبيين سواء في وزارة الشباب والرياضة، أو الإتحادات الرياضية العامة، وهذا الأخير الذي وإن بذلت فروعه في المحافظات جهوداً جبارة للمحافظة على البقية الباقية من شرف التواجد، إلا أنها في الأخير تُصدم بتربيطات الإتحاد العام، وعشوائيته، وفساده، وبالتالي يصبح المردود الختامي والناتج النهائي لتلك الجهود في مهب الريح عند نهاية كل موسم رياضي، وكذلك الحال يُقاس بالنسبة لمعظم الإتحادات الرياضية اليمنية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نوم الوزارة كأمر مفرغ منه ، يتعدى حدود اللا مبالاة بمراحل من خلال عدم الوفاء بمخصصات الأندية المالية كما حدث مع كثير من الأندية العدنية أثناء (تسولها) لحقوقها عندما تفاجأت بأن وعود الوزارة تتقزم أمام (رعود) السماء، وفاقة الأرض! وكذلك الأمر بالنسبة لمكتب الشباب والرياضة المتصالح مع نفسه على طول الخط، والمساهم بطريقة أو بأخرى في غربلة اللجان المؤقتة خوفاً وقلقاً من الإنتخابات التي وإن جرت فإن الكثير من الأمور ستتغير إن كانت هناك نوايا صادقة لدى الجميع، وبالذات السبع الجهات المحفزات إن أرادت، والمحبطات كما هو حالها الآن: (وزارة الشباب والرياضة - مكتب الشباب والرياضة بعدن - الإتحاد العام لكرة القدم - فرع الإتحاد بعدن - المجلس المحلي بالمحافظة - لجان الأندية المؤقتة - الجماهير).
**أبرز الأمور في إنتظار الدكتور**
محافظ عدن الجديد ين حبتور و محافظ عدن السابق وحيد رشيد
محافظ عدن الجديد ين حبتور و محافظ عدن السابق وحيد رشيد

بات على الأندية الرياضية العدنية منذ الآن أن تتوجه نحو مبنى المحافظة من جديد لتجريب (الغريب) على الأقل بالنسبة لهم كأندية رياضية؛ ذلك القادم من مبنى ديوان جامعة عدن (معقل الشباب) الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، على خلاف المحافظ السابق المهندس وحيد رشيد (المُجرب) الساكن منذ زمن في مبنى المحافظة، وعلى أعتبار أن من يقوم بتجريب المجرب عقله (مُخرَّب) كما يصفون، فربما كان الأمر بعد أن قَصم محافظ المحافظة السابق وحيد رشيد ظهر (البعير) بقشة اللجان المؤقتة، وعصا الإحلال والتبديل الذي ظل يُلَّوح بها مطولاً لمواجهة (تسول) لجان الأندية المؤقتة - كما يعتقد - أفضل مما كان عليه على اعتبار أن الرجل القادم من بين أوساط الشباب ربما يشعر بأهمية منح الأندية الرياضية العدنية مطالبها التي ظلت مطالب تقلق مضاجع السلف، أكثر من أصحاب الحق أنفسهم! ستكون أبرز الأمور التي تنتظر الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إذا ما تنبه الأخير إلى أهمية دعم الرياضة، والرياضيين، من خلال الإهتمام بما تغاضى عنه، وفشل فيه المحافظ السابق أسوة بأندية أمانة العاصمة التي باتت جميعها أندية نموذجية بمعنى الكلمة، وليس عيباً أن يستعين بن حبتور برجال مشهود لهم بالحضور الرياضي لإعادة ترتيب بيت الكرة العدنية من خلال الوقوف على مشاكل الأندية بالتنسيق مع (بلاشفة) الوزارة المنشغلون بقص أشرطة الإفتتاح لمقار الأندية النموذجية في العاصمة، وإقامة الندوات التي أصابت عهد معمر الإرياني الوزير السابق بمقتل، وفي طريقها كما يبدو للقضاء على الوزير الجديد إذا ما ظن بأنها الحل! إضافة إلى دعم (مافيا) الإتحاد العام لكرة القدم المؤثرة على جميع الأندية العدنية بإعتمادها طريقة العصا والجزرة! وهو الأمر الذي أثر أكثر من غيره على الأندية العدنية منذ تولي أحمد صالح العيسي مسئولية رئاسة إتحاد اللعبة الشعبية الأولى، ومعه رجاله في محافظات البلاد المتحكمين بأمور العباد داخل الأندية.
**مطرقة الخوف وسندان الظروف**
إن أحياء دور الرياضة في عدن تترتب عليه العديد من الأمور المحفزة لسكان المدينة الرياضية الأولى على مستوى الوطن، والجزيرة العربية فالجماهير الرياضية في عدن شغوفة بكل الرياضات وليس برياضة كرة القدم وحسب، إلا أن ذلك الشغف قد خَفُتَ بريقه لعدة مسببات جميعها متعلقة بأوضاع الأندية العدنية البائسة منذ أن تم تسليمها على طبق من ذهب لعدة جهات تلاعبت بها وجعلت منها أثراً بعد عين، مسلوبة الإرادة، مكبلة اليدين، بالإضافة إلى توفر البدائل التي جعلت من رحلة الذهاب إلى الملاعب لمتابعة المباريات المحلية رحلة (خوف) للفروقات الهائلة التي يجدها المتابع العدني بين متابعته للدوريات الأوربية، والعربية الشهيرة وبين المسابقات المحلية معروفة النتائج مسبقاً بحكم (الظروف) التي تمر بها أندية المدينة المشلولة، والغير ملبية لشغف الجماهير.
وبالعودة إلى مطرقة الخوف وسندان الظروف التي تَحول دون إرتباط رياضيي هذه المدينة بالأندية الرياضية (المتسولة) والغير مستقرة - والعكس دائماً صحيح - لا غرابة في توجه السواد الأعظم من الشباب إلى ميادين لا علاقة لها بالرياضة، وكذا وقوعهم في براثن الإدمان على المواد المخدرة بكافة أنواعها، ووقوعهم فريسة سهلة بين أنياب وحوش (الوهم) المستغلين للحالة التي وصل إليها شباب هذه المدينة التي كانت تتغنى دائماً بأنها الأولى في كل جوانب الحياة أبرزها الجانب الرياضي (الغائب) عن وعي السلطات، وبالتالي الأندية ومعها جماهيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى