رؤية للمشترك بتشكيل مجلس رئاسي بقيادة هادي والعودة لما قبل 21 سبتمبر.. مفاوضات القوى السياسية تفشل في التوافق على مخرج للأزمة

> صنعاء «الأيام» خاص

> تميز المشهد اليمني يوم أمس الأربعاء بحالة من الترقب المشوب بالحذر بين أوساط اليمنيين انتظارا للخطوة التي ستقدم عليها جماعة الحوثيين “أنصار الله” بعد انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي حددتها للقوى السياسية للاتفاق على طريقة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، ولوحت مهددة بأنها ستفرض الحل الذي تراه في حال لم تصل الأطراف السياسية إلى اتفاق.
وضاعف من حالة الترقب تلك انسداد أفق التفاوض بين القوى السياسية التي قاطعت منذ يوم الاثنين الماضي، مباحثاتها مع جماعة الحوثيين برعاية المبعوث الأممي جمال بنعمر ، لحل أزمة فراغ السلطة التي تعيشه اليمن منذ استقالة الرئيس هادي والحكومة، غير أن ملامح بانفراج أفق التفاوض بدت بالظهور بعد أن قررت أحزاب اللقاء المشترك الثلاثاء العودة إلى المفاوضات برؤية اعتبرتها خيارها لحل أزمة فراغ السلطة والتي تم تقديمها للاجتماع الذي عقدته القوى السياسية أمس الأربعاء بصنعاء.
أحزاب اللقاء المشترك
أحزاب اللقاء المشترك

وأفاد مصدر سياسي لـ«الأيام»أن جلسة يوم أمس تم في بدايتها الاستماع إلى رؤية جديدة لحل الفراغ الحالي في السلطة قدمتها أحزاب اللقاء المشترك، مبينا بأن الجلسة سادها نقاش حاد وخلافات شديدة بين القوى السياسية أدت إلى انسحاب التنظيم الناصري مبكرا ليلحق به الحزب الاشتراكي ثم تجمع الإصلاح، لتنفض الجلسة دون إحراز أي تقدم.
وبحسب المصدر فقد تضمنت مبادرة المشترك تشكيل مجلس رئاسي برئاسة هادي، إلى جانب طرحها مقابل ذلك عددا من الشروط أو ما اعتبرتها - حسن نوايا - يجب على جماعة الحوثي التوقيع عليها وتتضمن تلك الشروط العودة إلى ما قبل 20 يناير ومن ثم إلى ما قبل 21 سبتمبر، وسحب جميع المليشيات المسلحة التابعة لها وفتح الباب أمام شراكة وطنية حقيقية.
وأشار المصدر إلى أن رؤية المشترك قوبلت بالرفض معظم المكونات، حيث علق ممثل الحوثي في الحوار عليها بقوله: “إن أنصار الله ترفض أية إملاءات أو شروط تعيق التقدم والعمل على ترسيخ وتجسيد أهداف وتطلعات الشعب” ، مؤكدا - وفقا للمصدر- تمسك أنصار الله برؤيتهم وهي إنشاء مجلس رئاسي يتم التشاور والتحاور بشأن تفاصيله.
وحول ما تردد من معلومات عن تأييد القوى السياسية لمقترح الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي، نفى محمد علي أبولحوم رئيس حزب العدالة والتنمية، أن يكون قد تم التوصل لأي اتفاق، وقال في تصريح لـ«الأيام»: “الاجتماع ناقش مبادرة المشترك وأيضا قناعات ومبررات القوى الأخرى حول رؤاهم المقدمة في وقت سابق للحوار”.
أبولحوم: يكشف عن تقارب للمواءمة بين تشكيل مجلس الرئاسة والعودة للبرلمان
أبولحوم: يكشف عن تقارب للمواءمة بين تشكيل مجلس الرئاسة والعودة للبرلمان

وأوضح بأن هناك تقارب بين الجميع في بعض النقاط وتتركز في كيفية الموائمة بين المجلس الرئاسي وبين ترك الأمر للبرلمان
أو العودة إليه بحسب رؤى البعض وكذا مضمون استقالة الرئيس هادي الموجهة للبرلمان، مشيرا إلى أن الإصلاح والاشتراكي طلبا مهلة إلى الجلسة التي ستعقدها القوى السياسية اليوم الخميس لمناقشة ما تم تداوله داخل الأحزاب.
وحول ما إذا كانت هناك تنازلات من بعض الأحزاب بشأن الرؤى المقدمة منها أفاد أبولحوم بأن هناك قبولا لهذا الأمر في المشترك والمؤتمر وحلفائه، بينما يصر ممثل جماعة الحوثيين على موقفه ورؤيته.
وأكد رئيس حزب الحرية والعدالة على أن الجميع معني بتقديم تنازلات من أجل الوطن، وقال: “إذا ظل الوضع هكذا ممزوجا بالتهديد والتعنت سينفرط عقد الصبر الشعبي تجاه القوى السياسية أولا وتجاه الوضع ثانيا”.
 حسن زيد: الحل الانفرادي سيقود اليمن لحرب
حسن زيد: الحل الانفرادي سيقود اليمن لحرب

من جانبه حسن زيد أمين عام حزب “الحق” عضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك قال : “إن رؤية “المشترك ستكون لما من شأنه الإصلاح وتلبية المطالب والاستحقاقات وتحقيق الشراكة العادلة والحفاظ على شرعية السلطة والدولة، ومنع تفككها ومنع الفراغ الذي قد يدفع بعض القوى الإقليمية إلى التدخل المباشر في اليمن”.
وفي تصريح لـ“السياسة” الكويتية أكد زيد أنه يتوجب على القوى السياسية وخاصة “أنصار الله” التعاون في ما بينهم ، “وأن لا يتخذوا قراراً منفرداً يلغي الشرعية القائمة ويفضي إلى حرب”.
وقال محذراً: “إذا استطاعات جماعة “أنصار الله” السيطرة على محافظتي تعز ومأرب والجنوب فمعنى ذلك فك الارتباط عن المركز وسيكلف اليمن كثيراً ويدخله في قطيعة مع العالم وسيعطي فرصة للطامحين بالمحافظات الجنوبية لاستعادة الدولة أو فك الارتباط وسنكرر بشكل أو بآخر مأساة ليبيا وسورية والعراق”، مشدداً على ضرورة إيجاد حل يحقق لجماعة أنصار الله وحلفائهم مطالبهم وتستعيد أجهزة الدولة سلطاتها وتتحقق الشراكة الوطنية العادلة”.
إلى ذلك أكد عبده الجندي، المتحدث الرسمي للمؤتمر وحلفائه أمس أن تمسك المؤتمر والأحزاب المتحالفة معه الوطني بموقفهم لإيجاد حل لأزمة استقالة الرئيس هادي، وفقا للبرلمان والدستور ، وقال: “المؤتمر الشعبي لن يكون عائقاً تجاه أية رؤية تتوافق عليها القوى السياسية في حال كانت عن طريق البرلمان والدستور”.
 هادي
هادي

وفي حين تسود المشهد السياسي تلك الحالة من الترقب الحذر التي تزامنت مع انتهاء المهلة، شرعت جماعة الحوثيين بحشد مسلحيها وأنصارها، ودعوتهم ليكونوا على “جهوزية” لتأييد ما سيصدر عن “قيادة الثورة واللجان الثورية” في حال عدم توصل القوى السياسية إلى مخرج.
واستبعد مراقبون إقدام جماعة الحوثيين على استلام قيادة البلاد والذهاب منفردة لتشكيل مجلس رئاسي وحكومة جديدة، لافتين إلى أن الجماعة تتردد في القيام بذلك بسبب افتقارها للخبرة السياسية وكذا تحسبها لأية ردود فعل قد ترافقها أعمال عنف تضاعف من أزمة البلاد وتجرها للمجهول.
وعلى نفس السياق رأى آخرون أن الوقائع على الأرض تدل على أن الحوثيين “ماضون في مشروعهم الذي يضمن لهم الحفاظ على مكاسبهم العسكرية المحققة” منذ اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وأنهم قد يعلنون “حالة الطوارئ”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى