جـمـال الــروح

>
كتب / أمينة علي حزام
كتب / أمينة علي حزام

الجمال نعمة من الخالق الذي صورنا وأحسن صورنا وهو ما يجذب الآخرين لنا فملامحنا الجميلة تعكس جمال الوجه وحسن المنظر فلا تتوقف العين عن النظر بالأشياء الجميلة، ولكن في أحيان كثيرة يكون جمال الوجه ليس بكافٍ بالقدر الذي نريده ولا يعكس أبداً شخصياتنا الحقيقية ولا صفاتنا التي نتحلى بها فقد يكون الجمال شكلاً لا مضمونا، فجمال الوجه والملامح قد يجذب الكثير للإعجاب والتأمل ولكن سحر الجوهر أكبر بكثير من كل هذا.. جوهر القلب وما فيه من مشاعر وأحاسيس صادقة وطاهرة ونقية، فقد نملك ملامح قبيحة أو لا يوجد بها أي نوع من الجمال، لكن أرواحنا أجمل من الجمال نفسه، فهي تلامس الأطراف الأخرى بعذب الكلام وحسن التربية والسلوك الحسن والتعامل مع الأشياء من حولنا بتواضع وتفاؤل مهما علت مكانتنا وتحصلنا على مراكز عليا فلا نجعل كل هذا يؤثر على محبتنا للناس ومحبة الناس لنا هنا نعرف الحقيقة.
حقيقة أنه ليس كل مايلمع ذهباً فالنجوم في السماء تلمع ولكنها تستمد ضوءها وبريقها من القمر وبمجرد ظهور الشمس يختفي لمعانها وضوءها الذي كنا نشاهده.
اذاً فلنكن نحن تلك الشمس التي لايوجد ضوء أقوى من ضوئها ولا حرارة أشد منها حتى ندفئ الآخرين بالحنان والحب ونضيء لهم حياتهم بقدر استطاعتنا فهكذا سيروننا الأجمل دائما باختلاف جنسياتنا ولغاتنا وملامحنا، فالجمال جمال الروح، الروح التي تترك أثراً في النفوس حتى وإن رحلت عن هذا العالم فتظل خالدةً في ذاكرة الناس ومحفورة في قلوبهم كلما تذكروها شعروا بالحنين لها ويتمنون لو أنها تعود من جديد لتعرف معنى الجمال الذي افتقدناه في زماننا هذا بسبب كثرة عمليات التجميل والمساحيق النستخدمة من قبل النساء وكذلك الرجال مع الاسف الشديد، فأين ذلك الجمال الذي نسمع عنه في قصص الأجداد والروايات القديمة هل تاه منا أم أننا لم نعد نكثرت سوى بالمظهر الخارجي الزائف في معظم الاحوال، والذي سرعان ما تنجلي حقيقته وتنكشف أمام ناظرينا، عندها نعيد مراجعة حساباتنا في الجمال لنبحث مرة أخرى عن جمال الروح الدائم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى