درس من دروس ساحة الاعتصام

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد

أعرف مسبقا أن هناك من سيرجمنا ويهاجم ساحتنا البريئة من رجس المزايدة والمغالاة الكاذبة بحق القضية الجنوبية الشريفة التي حاول ويحاول البعض مس شرفها ونظافتها من تلك الأيام التي أصبحت قضية القضايا على مسرح الأحداث المحلية والإقليمية، من الناس الذين يخافون على مواقعهم الخطأ وهم في منصة ساحة الحرية بخورمكسر سيقولون علينا بأننا ننشر غسيل القضية الجنوبية! هم الأكثر إدراكا بأن مساحة الساحة (ساحة الاعتصام) رغم ما بها من خيم لا تحصى إلا أن هناك الكثير من هذه الخيم ليس لها هوية، وإن وجدت هوية معلنة فإن ساحتها فاضية.
معليش.. سنترك الساحة والخيم، لأن فيها بعضا من الرجال الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام، ذلك لأن إيمانهم بقضيتهم عميق وصادق.. لكن نحن بصدد القيادة التي تأتي بشكل موسمي إلى المنصة لنسمع منهم كلاما ليس فيه ما يوحي بأن هناك (نَسق وترتيب وفحوى) لما يقولونه ويعلنونه على رجال الساحة.. فهناك آراء شجاعة من بعض الكتاب من المحبين والمخلصين لقضيتهم العادلة في استعادة دولتهم المنهوبة، من هذه الآراء الشجاعة، هناك من قال: “اتركوا المنصة وانزلوا للناس الذين ينظرون إليكم آملين أن يجدوا فيكم القيادة التي تستحق الريادة.. وربما أنني احتفظ بالعديد من الدروس التي لمستها من الناس البسطاء الذين يتحدثون إلينا بصدق والألم يعصف بآمالهم المشروعة.. هؤلاء الناس البسطاء هم بحاجة إلى توعيتهم ونقل الحقائق بدون تغليف.
واحد من هؤلاء كان يمارس قناعاته بأن هناك مصداقية في حفلات ونشرات ومحاضرات التصالح والتسامح، لذا كان يحرص على تقرّبه إلى عناصر من طرف آخر من أطراف (13 يناير المشؤومة) فواجه تعنيفا وهجوما شرسا من جماعته، وقالوا له عليك بالحذر، من يصدق.. لن يصدق أحد أن الشخص البسيط الذي قلت عنه بأنه كان يتقرب لعناصر من الطرف الآخر ذهب إليهم يعنفهم بدوره لأنهم لم يقولوا له بأنهم من الطرف الآخر.. لاحظ عزيزي القارئ بساطة هؤلاء الناس الذين يقفون ليلا ونهارا في الساحة، ولاحظ عزيزي القارئ القيادة التي عنفت الإنسان البسيط لتقربه من الطرف الآخر ممن كانوا وقود وزيت وحطب أحداث (13 يناير المشؤومة).
بقت حاجة واحدة أحتفظ بها لنفسي، وهي ما يمكن لها أن تفجر موقفا ليس وقته.. ولكن لدي الدليل والشاهد من الساحة.. الشاهد الأول من طرف (ز) والشاهد الثاني من طرف (ط)، ورحم الله الرجل الهامة الكبيرة الفقيد عمر الجاوي الذي قال (طغمة) و(زمرة)، خذ أول حرف من الكلمتين والباقي (بنبقيه) للوقت المناسب، لأن هناك من لايزال يسخّن الطاوة غير مدرك لخطورتها وهي تجعل خبزهم محروقا.. ذلك لأنهم قلة قليلة لا يسمع لهم سوى بعض البسطاء الذين لا يعرفون الحقائق كما هي عليه في هذا الزمن الرديء.
واحد من الطرف الثاني ـ الذي هو الشاهد فيما نرويه ـ جاء من أبعد مسافة تبعد عن عدن طلب من واحد من الطرف الأول أن يأخذه ليرى البحر قال إن حلمه الكبير أن يرى بحر عدن، وعندما قادوه إلى بحر عدن استغرب لكبر هذا البحر.. لكنهم قالوا له هذا بحر مالح لا يصلح للزراعة، لكن فيه ثروة لا تقدر بثمن اسمها سمك البحر.. رغم أن هناك سمك البر من البشر هم أشبه بالحيتان التي (تلهف) كل شيء تصادفه في طريقها.
كلام صريح:
غلطة الرجل البسيط من جماعة (ط) أنه ترك الرشاش (كلاشنكوف) عند شخص من جماعة (ز) المسكين صدق بأن هناك “تصالح وتسامح”.. لكن هناك من لايزال في قلبه حنين للماضي.. فأنّبوا المسكين تأنيبا عنيفا ما جعله يترك الساحة، وعاد إلى قريته يندب حظه الذي كان يأمل بأن يكون واحدا من صناع المستقبل باستعادة الدولة وبنائها على أسس المساواة والتصالح والتسامح الحق والصحيح الذي ننشده جميعا.. ولنا لقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى